آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 12:49 ص

كتابات واقلام


لا شرعية حقيقة باليمن بعد بحاح!

الأحد - 09 أغسطس 2020 - الساعة 11:20 م

ماجد الداعري
بقلم: ماجد الداعري - ارشيف الكاتب


لم تعد في اليمن أي شرعية دستورية حقيقة اوحتى أخلاقية واقعية على الأرض ، منذ مسارعة هادي بقراره الانتحاري لإزاحة نائبه السابق ورئيس حكومته الشرعية التوافقية خالد بحاح وتجاهله بأنه الجزء الرئيسي الثابت لشرعية منظومة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن الداعمة لها التي أوصلته للحكم وحددت جميعها شرعيته بعامين كرئيس انتقالي ولم تشترط بالمقابل لرئيس حكومته عمرا محدداً باعتباره رجل توافق محلي واقليمي ودولي يراهن عليه في قيادة مرحلة التوافق الوطني لما بعد كارثة هادي المفروض على الشعب اليمني من رئيسه السابق الراحل المنتقم علي عبدالله صالح.
ليس مطلوب إزاحة بحاح َحكومته بعد عامي هادي المطلوب تغييره كما جاء "نصا وروحا" في المبادرة وكل مرجعيات حل الأزمة وشرعية السلطة المتشكلة على ضوئها، فيمابعد ثورة ربيع ساحة الجامعة المغدورة، كون تلك الشرعية وحدة متكاملة لايمكن أن يزاح الثابت الأساسي منها ويبقى المتغير باسم هذه الشرعية الرخوة التي فقدت اليوم قانونيا وواقعيا وأخلاقيا وإنسانيا كل مقومات شرعية بقائها على ارض الواقع ولم يعد هناك فرق بينها وبين شرعية الحوثي المسيطر على حوالي ثلثي الكثافة السكانية لليمن وجغرافيا بلاده، بل وأصبح أقرب منطقيا وعقليا للشرعية من رئيس عصابة فاشلة تتخذ من فنادق الرياض مقرا لشرعيتها الوهمية المغيبة عن القيام بأدنى واجب إنساني ووطني لها تجاه الشعب اليمني، إلا بما تبقى من شبه اعتراف دولي اضطراري خجول وعلى مضص بتلك الشرعية المحتضرة اليوم سياسيا ووطنيا في منفاها.
فبعد قرار هادي الاستباقي الكارثي للانتقام من نائبه بحاح وتفاخره حتى اليوم بالقيام به واعتبار منجزا خارقا حققه في حياته السياسية، أصبح المجتمع الدولي ودول التحالف تتعامل مع هادي وعصابته من يومها، على أنهم شرعية الضرورة القصوى باليمن لا أكثر، على اعتبار ان المجتمع الدولي مضطر للتعامل مع حكومة شرعية باسم اليمن ولو كانت صورية عديمة الشرعية حقيقة ولا تسيطر حتى على موطئ قدم لها في الداخل اليمني، لكن دون تفاعل معها، وعلى حساب الشعب اليمني المحروم من كل المساعدات والخدمات بسبب عدم تجاوب العالم مع مطالب تلك الشرعية الغارقة فى الفساد والفشل واللصوصية باعتبارها عديمة الشرعية الدستورية والأخلاقية والقانونية، بعد ان تمددت خارج شرعية المبادرة الخليجية والتوافقات الوطنية والاقليمية والدولية من سنتين إلى سبع سنوات عجاف، وعمدت إلى صنع الأزمات واستثمار اوجاع الشعب اليمني ومعاناته ونكباته وكوارثه لاطالة أمد بقائها وفسادها أكثر وأكثر حتى بعد توقيع إتفاق الرياض وآلية تسريع تنفيذه كآخر مسمار في نعش شرعية وفاتها الوطني.
نعم.. نجح هادي في إنهاء شرعيته بيده، من خلال قراره الاعتباطي بازاحة بحاح وتجاهله بأنه وحده من تآمر بذلك على نفسه وشرعية حكمه
ولكنه بالمقابل نجح فعلا في بلطجته على التحالف والمجتمع الدولي باطالة امد ولايته غير الشرعية من عامين توافقيين إلى سبع سنوات عجاف لم يرى فيهم الشعب اليمني خيرا قط ولا وَجود لدولة أو حضور لشرعية او تقديم اي خير او صرف حتى للمرتبات الشهرية من ترليونات الأموال المطبوعة حكوميا دون غطاء نقدي على حساب قيمة العملة الوطنية.
وفعلا نجح هادي في تغييب دولة الرئيس بحاح عن المشهد السياسي اليمني مؤقتا، ولكنه غير قادر اليوم على الاحتفاظ بنفسه وأركان دائرته الضيقة بعد إتفاق الرياض، وأصبح اول المطلوبين للرحيل واحتمال المحاكمة والملاحقة الدولية لا محالة بعد ان مكن أولاده من مقدرات الدولة المنهارة وصنع من اقرب مقربيه رجال مال واعمال وشارك كبار التجار والنافذين في صناعة قراراته الجمهورية لتلبية مصالحهما التجارية المشتركة على حساب معاناة شعبه المنكوب بكل الكوارث والمآسي والنكبات والاوبئة وفوقها نوم فخامته المتواصل حتى مابعد عصر كل يوم.
وكان الله في عون شعب يعيش بدون شرعية حكم حقيقة تحكمه وتسيير أموره وتلتفت إلى معاناته التي لاتنتهي عند حد او كارثة محددة.
#لاشرعية_في_اليمن_بعد_بحاح
#ماجد_الداعري