آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

كتابات واقلام


لم تعد فلسطين و لا القدس

الثلاثاء - 18 أغسطس 2020 - الساعة 09:06 م

د.علي محمد جارالله
بقلم: د.علي محمد جارالله - ارشيف الكاتب


خصّني الصديق العزيز الدكتور السقاف بإرساله موضوعه حول تطبيع العلاقات بين الامارات و إسرائيل بوساطة أمريكية، اشكره على ذلك، و سأجيب على تساؤله فيما يهمني، أما انه حشر الشيخ هاني بن بريك و المجلس الانتقالي في الموضوع فأنا لا ارى في ذلك داع، و لا لهما علاقة بالموضوع سوى رغبته كالعادة في مناكفة الشيخ هاني و المجلس الانتقالي، فالشيخ هاني و المجلس الانتقالي لهما قضية يناضلان من أجلها.
تم اعلان الخبر ان الامارات و اسرائيل اتفقتا على "تطبيع كامل" للعلاقات بينهما.
هذا هو الخبر،
و نحن العرب متعودون أن ننتقد قبل أن نتفحص ما هي المكاسب، فالامارات لم تخفي مبادرة التطبيع كما يفعل البعض، و لم يكن هناك داع لأن تكون هناك دولة لها حدود مع اسرائيل لتطبيع العلاقات، فتركيا اول دولة إسلامية طبّعت العلاقات مع اسرائيل دون وجود حدود بينهما.
دولة الإمارات استطاعت في فترة قصيرة من عمرها ان تتطور و تبني مجتمعا نموذجيا و سعيداً و تفكر في مستقبل شعبها بإنتهاجها سياسة متزنة يخدم شعبها للغد المأمول، فهي اول دولة عربية تشطر الذرة و تذهب للمجرة.
إما مناكفات العرب فقد افقدت القضية الفلسطينية أكثر مم افادتها، فلم نعط الفلسطينيين سوى الشعارات و الدعاء في المساجد بإزالة اليهود.
الامارات عملت بهذا التطبيع على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، و اتفقت مع إسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا إلى علاقات ثنائية.
تعالوا نقرأ التاريخ و نعرف كيف اضعنا نحن العرب فلسطين و القدس:
1) في 1965م تقدم الرئيس التونسي بورقيبه بمشروع تسوية النزاع العربي/الاسرائيلي يطالب فيها بإعادة إسرائيل الى العرب ثلث المساحة التي احتلتها بما فيها القدس لتقوم عليها دولة فلسطين، و يعود اللاجئون الفلسطينيون الى دولتهم الجديدة، و يتصالح العرب مع اسرائيل و تنتهي الحرب بين العرب و اسرائيل، الا ان الشعارات العربية و الصراخ و المزايدات شتمت بورقيبه و اضاعت على الفلسطينيين اراضيهم و قدسهم.
2) جاء اتفاق اوسلو قبل أكثر من ربع قرن من اليوم، و تم توقيع أول اتفاقية بين إسرائيل و منظمة التحرير الفلسطينية، و هي أول اعتراف فلسطيني بوجود دولة إسرائيل. خرج العرب يومها يشتمون ياسر عرفات كعادتهم في المناكفة.
3) اتفاقية السلام كامب ديفيد في عام 1979م بين مصر و إسرائيل، و بموجب الاتفاقية وافقت إسرائيل على إعادة سيناء إلى مصر، و أيضاً وافقت الدولتان على التفاوض بشأن الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية، و قطاع غزة.
أعاد السادات سيناء، و لكن كعادة العرب و مناكفاتهم صرخوا كثيرا و شتموا السادات، و لم يسترجعوا لا القدس و لا فلسطين.
4) مؤتمر مينا هاوس في القاهرة سنة 1977 م جاء لبحث و حل مشكلات الحل النهائي للقدس و اللاجئين الفلسطينيين، إلا ان العرب كعادتهم اعترضوا و احتجوا بشعاراتهم المعهودة و لم تعد فلسطين و لا القدس.
هذه قراءة سريعة للتاريخ منذ الستينات و حتى اليوم لم نضع إستراتيجية واضحة للإتفاق مع اسرائيل ما عدا تطوير نوعية الأدعية في المساجد على إزالة إسرائيل.
الخلاصة:
ــــــــــــــ
الم يعترف الفلسطينيون بدولة إسرائيل؟
قريباً سيسمع العرب الحكمة من تطبيع العلاقة و ماذا جنت الإمارات، و ماذا سيتحقق للعرب.
د. علي محمد جارالله