آخر تحديث :الأحد - 05 مايو 2024 - 01:43 م

كتابات واقلام


محاولة أخرى !

الإثنين - 26 أكتوبر 2020 - الساعة 03:29 م

وديع منصور
بقلم: وديع منصور - ارشيف الكاتب


الحكومة التي طال التفاوض بتوزيع حقائبها وينتظر الأعلان عنها في أي لحظة ، وإن كانت حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب ، الا ان لا قيمة لها فعليا في الشمال مع سيطرة مابات يعرف بسلطة الأمر الواقع على كل الشمال تقريبا . لا الحكومة ولا البرلمان ولا حتى الرئيس يستطيعون او لديهم أي سلطة بفرض أي قرار في الشمال ، حتى وإن كان الأمر يتعلق بنصب إشارة مرور واحدة في احد شوارع صنعاء . لهذا يرى البعض أن الحكومة الجديدة هي حكومة للجنوب في الأساس ولكن بمشاركة شماليين ، اكثر مما هي حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب . وأي صراعات بين اطراف الحكومة المتناقضة سيدفع ثمنها الجنوب ، وخاصة عدن ، وليس الشمال والذي مايزال يدفع أثمانا مختلفة لجماعة لا يبدو أن العالم مهتم لأمرها في الوقت الراهن .
هل سيستقر الجنوب مع هذه الحكومة التي ستكون معنية فيه عمليا ؟
ربما !
لكن ما الذي تغير كثيرا حتى يتم التعويل على حكومة ستكون حتما مليئة بالتناقضات والمشاريع المتضاربة والاهداف المختلفة ؟
هناك رؤيتان لسيناريوهين مختلفين عن المستقبل القريب بعد الحكومة الجديدة ،
السيناريو الأول متفائل ، ويعتقد أنه سيتم تجاوز الخلافات العميقة بين الأطراف المختلفة في ضل حكومة المناصفة الجديدة وفي ضل وجود راعي أصبح غارقا في كل التفاصيل ، وان ذلك سينعكس أولا على الجنوب المحرر من مليشيا الحوثي ، ولاحقا سيسهم في تحرير الشمال من قبضتهم . اما السيناريو الثاني فهو متشائم كونه يستبعد أي نتائج كبيرة يمكن أن تحققها كل مكونات الشرعية ، بما فيها حكومة المناصفة ، في الفترة المقبلة لصالح الجنوب ناهيك عن قدرتها عن تحقيق شئ يذكر في الشمال . لكن أيضا هناك من لديه ما يعتبرها رؤية واقعية لهذه الفترة الزمنية الصعبة وتتلخص بأن ماينتج عن الرياض هو أفضل الممكن ، حتى وإن كان لا يرقى لنصف ماهو مؤمل .
إلى أي حد يمكن رفع سقف التوقعات للفترة المقبلة ؟
سؤال صعب ، لكن الاصعب منه تخيل فشل مفاوضات او مباحثات الرياض .
ومع كل عام يمر تصبح عبارة تحرير الشمال من قبضة الحوثيين مثيرة للمزيد من الحيرة . ومع ذلك فقد اصبح الجنوب المحرر بدوره يثير شيئا من الحيرة بعد مرور كل هذه السنوات .
في كل تجارب دول العالم ، في مختلف الاماكن والازمنة ، لم يحدث ان إستطاعت حكومة الخروج ببلد من مأزق او تحقيق إنجازات كبيرة مهما كانت قدراتها بدون مرجعية عليا قوية ووطنية بحق وغير فاسدة ، والأهم ملهمة للشعب .