آخر تحديث :السبت - 04 مايو 2024 - 04:31 م

كتابات واقلام


كلمتان عن تضييق الهويات الملحوظ اليوم في كل مكان

الأحد - 18 سبتمبر 2016 - الساعة 01:09 ص

حبيب سروري
بقلم: حبيب سروري - ارشيف الكاتب


العدني: جنوبي-شمالي-هندي-صومالي-أثيوبي... وكل من يحاولون تضييق هوية هذا العدني المسحوق المسكين، وحصره بوجه واحد من هذه الأوجه المتعددة، يخنقونه ويحفرون قبره، بوعي أو بدون وعي. القبلي والطائفي هو وحده من تسعده هويته الضيقة، ويتحدث عن صفاء عرقه ونقاء دمه. لا يوجد اليوم أغبى وأكذب وأتفه ممن يتحدثون عن وهم هذا الصفاء العرقي الذي يقود، إن وجد فعلا، إلى عاهات بيولوجية، ونسل كسيح. وحده الثراء الجيني والثقافي، وتعدد الهويات، ما يسمح اليوم بالاندماج في العصر الحديث. المدني الحقيقي يقضي حياته بفتح جسور جديدة مع الآخر، وبتوسيع مدى هويته كل يوم... لذلك، كعدني، أكرر للمرة الخمسين: أنا جنوبي-شمالي-هندي-صومالي-أثيوبي... وبعدين، ما أضيق أن يكون المرء عدنيا أو يمنيا فقط! أعيش شخصيا عروبتي وفرنسيتي بكل سعادة وانسجام، مندمجا بقضاياهما وتفاصيلهما بكل نخاعي الشوكي وغددي الدرقية والنخامية والكضرية... وأضفت لهما مؤخرا، وبكل سعادة: هويتي الغلاباغوسية!… ======= استدراك: أتحدث هنا عن الهوية بشكل عام. لا يمنع ذلك هذا أو ذاك، هنا أو هناك، بالمطالبة بحق تقرير مصيره السياسي كما يريد (كما هو حال جنوب اليمن اليوم، الذي قد يقود إلى الانفصال السياسي، أو وحدة سياسية جديدة)، شريطة أن يكون ضمن مشروع إنساني حر، يسعى إلى التقدم والتحرر، وليس إلى تكرار الواقع الدامي بمزيد من الغباء والعبث والتشظي والانغلاق. بالطبع، لا يرفض "حق تقرير المصير" إلا الطغاة والناهبون ورافعو الشعار السافل: "الوحدة أو الموت".