آخر تحديث :الأربعاء - 01 مايو 2024 - 11:45 م

كتابات واقلام


"مصر التي في خاطري وفي دمي " !

الإثنين - 11 يوليه 2022 - الساعة 07:41 م

السفير د. محمد صالح الهلالي
بقلم: السفير د. محمد صالح الهلالي - ارشيف الكاتب


"مصر التي احبها" قطعت ثمان سنوات أنجازات اسطورية كانت محتاجة لعقود لتحقيقها بعمل دووب وعزيمة لا تلين .

يصادف شهري يوليو ويونيو ايام خالدة ومجيدة في تاريخ مصر ثورة 23يوليو و30 يونيو و3 يوليو يوم التحام الجيش بالشعب !وعودة الروح لمصر وتحقق بفضل تلك التواريخ ما نراها اليوم فيكي يامصر .

-قطعت مصر شوطا كبيرا في طريق المليون ميل منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي مهامه كرئيس للجمهورية بعد فوزه في انتخابات شفافه منافسه حره ونزيهة بعد ان حماها الله من سونامي اغرق كثير من الدول وسمي مخالفا ومجازا "بالربيع العربي " وهو كان قحطا جعل الارض ياباباً وانخدع به كثيرون مما حسنت نيتهم وسريرتهم وكانوا يتوقوا للخلاص من حكم الفرد والطغيان والفساد و للتغيير السلمي نحو الافضل ولكن كان ذلك الربيع مغلف بالظلام والسم الفتاك وتديره دواير وايدي اجراميه وظلامية وعميله منقادة لقوى حاقده وطماعه هدفها ما اوصلت اليه تلك البلدان التي اجتاحها ذلك السونامي الاسود المدمر وخرب الدول الشقيقه المجاوره للمحروسه ونهب وقطم اراضيها وثرواتها وانتهك سيادتها وتشريد وغرق وقتل مواطنيها وتفسخ الدوله ومؤسساتها والعبث بهم ومنها الحاصل في بلدي المنكوب والمعذب والذي لازال يعاني الخوف والخراب والحرب والفوضى والتمزق وفقدان الدوله التي كانت قبل عقد من الزمن -برغم ماكان يشوبها من اخطاء ونواقص وفساد وعنصريه -شبة شبه موجوده وهذا مانراه حاصل ايضا من خراب وحروب وقتل ونكبات وتدخلات دوليه واقليميه فجه في ولاراضي سوريا والعراق وليبيا ولكن مصر المحروسه أنقذها الله لحكمه من الغرق في ذلك الطوفان ونجاها من تلك القوى الشريره التي بدأت تنشب مخالبها في جسمها وأنيابها في نحرها وكان لحمها عصياً ومراً ولم تفلح في افتراسها واستطاعت بقواها الحيه شباب ونساء وشيوخ الفكاك والخلاص من ذلك الغول والفك المفترس والقضاء عليه ودفنه في الثلاثين من يونيو الاغر بل وكشف سيناريو ذلك المخطط وفضحه للملاء وللعالم ومن كان داعمه و وراءه والاجراء المنفذين تجار الحروب والبشر والاوطان المنحدرين من سلالة من باعوا فلسطين والاندلس من قبل وهم من بني جلدتنا للاسف واصبحوا الان واسرهم يتنعمون في امريكاء وغيرها على حساب دماء مواطنيهم ،لكن مصر بفضل من الله والتحام الشعب وقواه الواعيه مع القوات المسلحه والشرطه والامن قاومت حتى أستعادة المحروسه الدوله المختطفة والروح
وبعدها اختطت طريقها و بدات بتحقيق الكثير من الانجازات واولها الدستور بفضل دور وحنكة القياده المؤقته بقيادة المستشار المحترم عدلي منصور في ظل ظروف بالغة التعقيد والحصار وضربات الارهاب افشل كل ذلك التفاف الشعب حول قيادته ومساندته والصبر وتحمل انعكاسات المقاطعه الغير عادله حينها وتماسك الجبهة الداخليه وتعود مصر وشعبها على اجتراح الصعاب ومواجهة التحديات بداء ً من عدوان 56و67 وماثرة ونصر اكتوبر العظيم في 73 برغم كل تلك الصعوبات والتحديات الخارجيه والداخليه وحجم التركه الثقيله من ارهاب وفساد وبيروقراطيه وتقاعس وزيادة السكان والعشوائيات وترهل المحليات والجهاز الاداري القديم مضت مصر بثبات لمواجهة كل تلك الامواج والصعاب الجسام بعزيمه وصلابه وبقوة وخلال فتره وجيزه وبعون من الله وتلاحم قوى الشعب الواعيه نجحت مصر في تخطي تلك الازمات وانجاز العديد من المشاريع الحيويه منها مشروع توسعة قناة السويس الكبير المجرى الموازي ومناطق الاستثمار الصناعيه و التجاره الحره حول القناه والمدن الجديده وبناء العاصمه الاداريه وتعمير سيناء وحفر الانفاق تحت القناة لربطها بالوادي والقضاء على العشوائيات وخلق مجتمعات نظيفه ومنظمه وتعزيز دور المراءة وتمكينها ومشاركتها وانتخابات البرلمان بغرفتيه ومجلس الشورى ومؤسسة الدوله ومشاريع عملاقه في الطرق والكباري وسكك الحديد والمترو والمنوريل وتوسيع الرقعه الزراعيه والثروه الحيوانيه واستصلاح الاراضي الجديده والدلتا الجديده ومحطة الضبعه النوويه بالتعاون مع روسيا ومحاربه المخدرات والتهريب بكل انواعه ""اثار واغذائيه فاسده وغيره ""والعنف والجريمة المنظمه وبيع المواد الفاسده والضاره والمغشوشة كما تمكنت من خلق مجالات جديده للطاقه وتطوير وتحديث الكهرباء وحل مشكله الطاقه والغاز المنزلي وتحلية المياه بالتعاون مع المانيا والاعتماد على النفس في صناعة الادويه واللقاحات وتثبيت مكانة مصر وتوسيع دورها وحضورها عربيا واقليما ودوليا وفي المنظمات الدوليه وقبل هذا وذاك تقوية وتعزيز ورفد وبناء القوات المسلحه والجيش والشرطه والامن على اسس علميه حديثه وبكل الامكانيات الحديثه والمتطورة والاسلحه لمواجهة الارهاب والتطرف والجريمة بكل انواعها والحفاظ على سيادة مصر وحقوقها التاريخيه في المياه واعادة الامن للشارع والقضاء على الفوضى وانفلات الشارع والاشاعات المضاده المدفوعه احيانا من قبل قوى ظلاميه ومتخلفه وحاقده وارهابيه فقدت مصالحها ومواقعها بقصد اشاعة الخوف وفقدان المواطن للثقه كما تم تطوير القضاء واجهزة الرقابه والنيابه العامه واجهزة التحري والبحث لمواجهة مختلف الجرايم والجريمة المتطوره والفساد والاستهتار بالنظم واللوائح والقوانين ولتعزيز وتثبيت سلطة الدوله المدنيه والقانون على كل المستويات ومن هذا المنطلق استطاعت مصر استعادة مكانتها ودورها المتقدم في القارة الافريقيه ومنظمة التعاون الافريقي والجامعه العربيه والامم المتحده وتقوية علاقاتها مع كل الدول الغربيه و الاوربيه على اساس القانون الدولي المنظم للعلاقات بين الدول وحقوق كل طرف والمصالح المتبادله والتعاون المشترك والنديه والاحترام المتبادل لسيادة ومكانة الدوله وعدم التدخل في الشؤون الداخليه والمشاركه مع المجتمع الدولي في صيانة حقوق الانسان وحماية السلم والامن الدوليين وحل المنازعات بالطرق السلميه والحوار مما مكن الدوله في مصر من استغلال ثرواتها الكامنه في اراضيها ومياهها الاقليميه مثل البترول والغاز وغيره والاكتشافات الجديده لهذين المصدرين الهامين غاز بترول خير مثال حيث رفد خزينة الدوله وساعد في التنميه خصوصا بعد ترسيم الحدود مع دول الجوار والدول المشاطئيه والمحاذية والمجاورة لمصر في البحرين المتوسط والاحمر وبتلك السياسه الخارجيه البعيدة النظر والمدى و الحكيمة والمتزنه تمكنت مصر من الخروج من عنق الزجاجه والالتفات لخير مواطنيها وامنهم و لترتيب الاوضاع الداخليه وهذا مكنها من التغلب على كارثه وجائحة ووباء كرونا العالمي باقل الخسائر والاضرار رغم ما حاق بمصر من خساير في الارواح ومادية كبيره ونفسيه وتلى تلك الجائحة انعكاسات الحرب الاوكرانية واضرارها وتحدياتها والغلاء العالمي للقمح ولازالت مصر تقدم الكثير لاشقائها العرب وتاوي وتحتضن وتستقبل الكثير من الاخوه العرب والافارقة الهاربين من جحيم الفوضى والحروب والخوف في بلدانهم وجنبا الى جنب تسير في طريق البناء والتعمير وتحسين المستوى المعيشي للمواطن المصري وتامين احتياجاته الضروريه واستمرار دعم السلع الاوليه ورغيف الخبز وامام مصر لازالت اهم ثلاث قضايا خطره—- بعد النجاح في التغلب على الارهاب والعنف وتعمير سيناء مقابل مئات الشهداء الابطال رحمهم الله والجرحى شفاهم الله من الشرطه والجيش والمواطنين الذين قدموا ارواحهم فداء للوطن و نالوا الشهادة وهم يدافعون عن تراب الوطن وأمنه واستقراره —تلك القضايا المهمه هي الصناعه الصحه والتعليم والثقافه في عموم ارض المحروسه كونها عماد المستقبل وتطورهم يقضي على الجريمة والمخدرات والعشوائيات والصناعه والتعليم والصحه والثقافه هم اساس النهضه لبلد يعاني من الزياده السكانيه التي تاكل كل الدخل القومي وجهود التنميه وميزانيه الدوله .
ومصر بقيادتها ورجالها المخلصين والشرفاء قادره على تحقيق صناعه متطوره وتعليم مفيد ونقي وحديث ومنتج وثقافه ومسرح وسينماء واعيه وصحه للجميع وتامين صحي للجميع ومجتمع واعي صحيح ومتعافي واستعادة دور مصر الثقافي والتنويري والديني الوسطي والسمح والمعتدل بخبرتها وأزهرها وكنيستها وعلمائها في محيطها العربي والافريقي والاسيوي باكثر مما كان في الخمسينيات وحقبة الزعيم الخالد عبدالناصر الداعم لحركات التحرر الوطني وحق الشعوب في الحريه في غانا وموزمبيق وانجولا والكنغو وغينيا بيساو تنزانيا وكم نتمنى ان تستفيد وتأخذ بعض دولنا وحكامنا من التجربة المصريه عبرة ودروس وعظه وخاصه ان لمصر دور كبير في العقود الماضيه في مساعدة كثير من الدول العربيه الشقيقه والثورات الوطنيه حيث وقفت ودعمت مصر عبدالناصر معنويا واعلاميا وماديا ثوار الجنوب في ردفان وعدن وابين ومودية والضالع بالمال والسلاح مثلما دعمت ثورة اليمن للتخلص من حكم الكهنوت والملكية والامامه وطغيانهم وتخلفهم ودعمت ثورة المليون شهيد في الجزأير الشقيقه وتونس بورقيبة والكويت الصباح وعراق عارف ،.بالمقابل لاتنسى مصر من ساندها ووقف معها ودعمها ماديا من الاخوة العرب في ازمتها ومحنتها وحصارها بعد بعد ثورة الشعب في 30يونيو وخروج عشرات الملايين من المواطنين المصريين مطالبين بالخلاص من حكم المرشد والاخوان وطغيانهم وجبروتهم وخطفهم للدولة ،. وكما قال السيسي في اكثر من مناسبه "كان للاشقاء في الرياض وابوظبي والاردن والبحرين والكويت " دورا فاصلاً في عبور مصر جسر النيران ووصولها الى بر الامان .
خالص التهاني لمصر وقيادتها وشعبها وقواتها المسلحه الباسله بهذه المناسبات والمكاسب والانجازات التي تعتبر مكسب لكل عربي حر ووطني شريف ،حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وشرطتها وأمنها وحمى المحروسه من كل شر وحفظ الله شعوبنا وبلداننا العربيه ووفق قاداتنا وحكامنا للعدل وللخير والامن والسلام والتطور والكرامه لنا نحن الشعوب وللمواطن المغلوب على امره والمنتظر الفرج من رب كريم للاستقرار في وطنه وللعودة من بلدان الشتات والاغتراب والتشرد التي مل وسئم البقاء فيها الى ارضه واهله وبلده وناسه ومراتع نشاته وطفولته ولهذا فهو يتضرع بالدعاء دائما لولآة أمره ومسؤوليه بالهدايه والصلاح ويناشد ضمائرهم بالعمل باخلاص لانقاذه ويدعو لبلادنا بالخلاص من كوبتها ومحنها وبالعز والرخاء والتقدم والحرية والاستقرار والنماء مثل بقية بلدان العالم وكل ذلك ليس عسير على الله القادر و الموفق والمعين !

السفير الدكتور محمد صالح الهلالي.
المحروسة 12يوليو 2022!