آخر تحديث :الجمعة - 03 مايو 2024 - 06:42 م

كتابات واقلام


في الذكرى (71) لميلاد الاديب اللامع ميفع عبد الرحمن

الخميس - 08 سبتمبر 2022 - الساعة 11:17 م

د. وليد عبدالباري قاسم
بقلم: د. وليد عبدالباري قاسم - ارشيف الكاتب



ولد أديبنا اللامع ميفع عبدالرحمن كما تقول سيرته الذاتية في الثامن من سبتمبر من عام 1951 في مدينة الشيخ عثمان بمحافظة عدن. مضت الاعوام سريعة بكل حلاها ومرها وتقلبت احوال الدنيا فيها كذلك على أديبنا العزيز ميفع ورأى فيها قدراً كبيرا من الحزن والفرح، من الظلم والانصاف، من الهزيمة فالنصر. ولد وترعرع ميفع في الحقبة الاستعمارية البريطانية لعدن وجنوب اليمن حينما كانت عدن من موانئ ومدائن العالم العالمية. حياة اديبنا الكبير ميفع عكست ذلك التناقض الفظ بين قمة الازدهار الحضاري التي صبغته بريطانيا على محمية عدن والتي للأسف تمتع بها ابناء الجالية البريطانية وعدد محدود من الجاليات الاجنبية السمراء بينما عاش السواد الاعظم من السكان المحليين (العرب واليمنيين تحديدا) حياة كفاف وحرمان كبيرة، كانت كفيلة بجعل قدر الثورة المسلحة والاندفاعة بدون اي حسابات لمتغيرات المستقبل للثورة والتمرد المسلح والعنيف. مثلت نقطة التحول في شخصية أديبنا الكبير انه عاش مرحلة التغيير على مستوى الوطن وعلى مستوى حياته الشخصية فقد انتصرت ثورة 14 أكتوبر بقيادة الجبهة القومية بعد أربع سنوات من الكفاح المسلح وتحقق الاستقلال في عام 1967 حينئذ كان اديبنا في السادسة عشر من عمره اي مرحلة المراهقة وقمة الغليان والانعطاف في حياة الانسان وهذا ما عزز دور التجربة الشخصية لفهم متغير الوسط المحيط لمفهوم الثورة والتمرد، ربما من منظورنا الشخصي أن ذلك كان كفيل بتعجيل وتنضيج الموهبة والملكة الادبية لميفع عبدالرحمن لان يكون اديب التمرد الثوري وصوت للعامل والفلاح كما لاحظنا لاحقا في السرد القصصي لمسيرة اعماله الادبية المبكرة كما استعرضناها مطلع العام في مجموعته القصصية " بكارة العروس". لاحقا تعززت هذه الخبرة واختمرت أكثر المفاهيم اليسارية لدى ميفع بانتقاله لمقاعد الدراسة والتعليم تحت رعاية المنظومة السوفيتية وحصد ثمار علمه بعد تخرجه من معهد مكسيم جوركي للأدب في موسكو ليصبح أديب وقاص يحتذى ويعتد به. ونظير ذلك حصد وتألق بعدها بتقلده عدة مناصب في مؤسسات الحزب الحاكم آنذاك ( الحزب الاشتراكي اليمني) ثم لاحقا بعد تحقق الوحدة اليمنية وانتقاله للعمل في صنعاء حتى تعين بمنصب رئيس مؤسسة السينما والمسرح في الجمهورية اليمينة خلال المرحلة الانتقالية 1990-1994، شارك خلالها بالعديد من المؤتمرات الثقافية والادبية على مستوى اليمن والوطن العربي بحضور فاعل ومتميز الاداء. وتمكن من إصدار ثلاث اعمال ادبية (قصصية). ولكن للأسف وبعد حرب 1994 والتي كانت عواقبها الكارثية مدمرة على الجنوب بشكل عام تم تصفية وعزل كوادرها المثقفة والمخضرمة ومحاربتهم طوال أكثر من 25عاما تقريبا حتى اليوم، وذلك ضمن رؤية إستراتيجية ممنهجة لتفتيت الجنوب وتهميش وتشويه الذاكرة السياسية والثقافية والفكرية والروحية لكل ما كان جميلا ونموذجيا للتطور والرقي في الجنوب تحديدا واليمن عموما . هكذا عاش اديبنا القاص ميفع عبد الرحمن مأساته حتى لقاء ربه في الثالث من ابريل 2021 بين اهله ومحبيه مهموما مقهورا كمدا والما على ما اصاب الوطن، والامة، والاسرة والذات.
في هذه الذكرى 71 لميلادك يا ابن العم ادعو الله لك بالغفران ولتنعم روحك بالسكينة والاطمئنان .

شهادة نيل الماجستير في الادب من معهد جوركي للادب عام 1982( أشهر معهد في موسكو- الاتحاد السوفيتي أنذاك- حيث كان ميفع ثاني اديب عربي ينال تلك الشهادة منه)

شهادة تقديرية في يوم العلم المصادف 10 سبتمبر من كل عام حيث يتم برعاية رئيس الدولة والامين العام للحزب في عدن إذناك تكريم اوائل الخريجين والمتفوقين في مختلف فروع العلوم والادب والمعارف.

ميفع في ميترو الأنفاق لذهابه إلى معهد جوركي

في غرفته بالسكن الداخلي لطلاب معهد جوركي

المرحوم مع أحد زملائه في الدراسة، نزهة بالساحة الحمراء بموسكو