آخر تحديث :الجمعة - 17 مايو 2024 - 11:57 م

كتابات واقلام


الذكرى 96 لميلاد الشهيد عبدالباري قاسم صالح

الإثنين - 07 نوفمبر 2022 - الساعة 07:41 م

د. وليد عبدالباري قاسم
بقلم: د. وليد عبدالباري قاسم - ارشيف الكاتب



يصادف اليوم السابع من نوفمبر مرور الذكرى 96 لميلاد والدنا الشهيد، السفير والوزير المناضل والمعلم عبد الباري قاسم صالح طيب الله ثراه.
لن أسترسل في هذه السطور الموجزة في إستتذكار سيرته العطرة سواء في مبتدأ حياته كمصور هاوي أو بعدها كمعلم، مهاجر، فمنخرط بالنضال الثوري حتى تأسيسه وتقلده رئاسة صحيفة 14 أكتوبر ثم وزارة الثقافة والتربية والتعليم، ثم سفيرا وحتى آخر نبضة من روحه الطاهرة التي تمزقت مع أشلاء جسده الواهن في سماء محافظة شبوة في 30 أبريل 1973م. المعروفة بجريمة تفجير طائرة الدبلوماسيين آنذاك.
كل تفاصيل المهام الأنفة الذكر من سيرة والدنا قد جرى نشرها في أكثر من مناسبة وفي أكثر من صحيفة وموقع أعلامي (صحيفة الأيام، صحيفة 14 أكتوبر، صحيفة الثورة هذا بالاضافة الى موقع ويكيبيديا). لكنني وابتداء من هذه السنة قررت أن أتناول في كل سنة من هذا التاريخ حادثة تاريخية أسهم والدنا فيها بدور وطني وإنساني وأخلاقي كبير ليس ذلك بهدف التباهي أو ألاستعراض وليس ذلك بهدف استرضاء أو مدح أو لفت نظر شخصيات سياسية أو جماعات أو حزب أو شلة لها مصلحة من تلك الأحداث أو التشهير بأحد، وليس ذلك بهدف كسب مصالح مادية أو الحصول على مطالب شخصية أنية، إنما أنطلقاً من دوري كأستاذ ومعلم جامعي أواصل مسيرة والدي في لفت النظر من خلال خبرة ذات إرتباط شخصي بسيرة والدنا لتأمل واقع اليوم ولفت نظر الأجيال الجديدة إلى الجذور التاريخية لمسيرة الرواد لثورة 14 أكتوبر ولحملة افكار التغيير والتنوير والتحديث والاستقلال من أجل انسان يمني متحرر ومزدهر ومتحضر.
بالطبع أعرف مسبقا بعض التعليقات نظير الأوضاع الكارثية والسلبية المدمرة والمحبطة لكل الآمال التي نعيشها اليوم، لكن أكتفي هنا بالقول انها أوضاع وأعراض مرضية لظاهرة غير سوية طال الزمن أو قصر لن تكون هي قاعدة ، وإنما استثناء. و حتى اختصر هنا ولا أنخرط في مقاربات الماضي بالحاضر الملتبس وشديد التعقيد، فاني أكتفي بالاشارة إلى دور والدنا الانساني المعزز للحفاظ على كرامة الانسان اليمني والمؤكد على الاشراقة التاريخية المشرفة لجيل الأوائل من دعاة حقوق الانسان اليمني.
القصة التي اسردها اليوم بكل بساطة وتواضع تتحدث عن إسهام والدنا وجهوده القانونية المعتمدة في ذلك الوقت على المهارات الشرعية في العلوم الدينية التي أخذها عن والده جدنا الشيخ قاسم صالح السروري إمام وخطيب مسجد العيدروس في الشيخ عثمان والذي لاتفوتني هنا المناسبة لنتقدم بجزيل الشكر لمحافظة عدن ومديرية الشيخ عثمان لإعادة اطلاق أسمه على الشارع المجاور للمسجد في مديرية الشيخ عثمان.
اعود وأقول ان والدنا قد لعب دوراً كبيراً في تحرير العمالة اليمنية التي كانت تذهب للعمل خارج اليمن من دول الجوار وبسبب جهلها (أمية القراة والكتابة) وظروفها المادية الصعبة حيث كانت تقبل بارخص العروض واخطرها للعمل في اي بيئة ولهذا كانت تستدرج ويتم تُجميعهم في جزيرة العبيد (جزيرة العمال حاليا بخورمكسر) ومن ثم يتم تصديرها للخارج وكأنها بضائع وقوى عمل مملوكة عبر وكلاء ووسطاء تجاريين من عدن.
كان دور والدنا الرئيس وهو مهاجر ومغترب مطلع الخمسينات يتمثل في إعادة التوعية والاعتبار لحقوق تلك العمالة التي كانت تستجلب من عدن، ما كانت جهود والدنا تلك يكتب لها النجاح لولا دعم وتغطية من الشيخ التاجر سعيد الاصبحي – رحمة الله عليه -والذي كان يقوم بدفع تكاليف عتق اولئك العمال وتقديم فرص العمل الحرة لمن ارادوا البقاء والعمل وفرص العودة إلى الديار لمن رغب بذلك.
تلك كانت حقبة تاريخية في سفر المعاناة الانسانية وقصدت من استذكارها لتوثيق تجربة جيل الابطال من الشخصيات الوطنية الرائدة التي تتبعت في بداية طريقها للتنوير والتغيير الطامح لحياة أفضل للإنسان اليمني سواء بأحلام تجاوزت سقف الواقع أو نوايا أخلاقية وقيمية مثالية مفرطة، لكن الأهم أنها كانت صادقة ، مخلصة، مجتهدة فيما تقوله وتفعله حتى اليوم الأخير من نبض الحياة في جسدها.
رحمة الله عليك والدنا الحبيب طيب الذكر على ما قدمته ومثلته وسيظل إشراقة ضياء وأمل متشبعة بالتطلعات العظيمة للإنسان اليمني المكافح رغم كل مسيرة الدروب الضليلة المثقلة بالشقاء.

أ.د. وليد عبدالباري قاسم صالح
أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية المشارك
كلية المجتمع / عدن


عبد الباري قاسم وبعض مشائخ وابناء منطقة الشيخ عثمان اثناء زيارة جزيرة العبيد، (جزيرة العمال، حاليا، خورمكسر) عدن، 1952م.

عبدالباري قاسم يتبع والده العلامة الشيخ قاسم صالح عند الولوج الى مسجد العيدروس الكائن بشارع الشيخ قاسم صالح السروري حاليا بالشيخ عثمان ، عدن 1948م.

مسجد العيدروس بالشيخ عثمان، عدن - 1948م.

مسجد العيدروس بالشيخ عثمان ، عدن - 1959م.