آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 10:09 م

كتابات واقلام


مؤشرات تلوح في الأفق لتجريف التعليم الأهلي في عدن..!!

السبت - 08 أبريل 2023 - الساعة 01:01 ص

برهان مانع
بقلم: برهان مانع - ارشيف الكاتب


عندما نقرأ لكاتب او لبعض من انصاف المتعلمين أو المغيبين عن الحقائق الموضوعية والتاريخية ، وهو يردد ( أن الجنوب لم يعرف التعليم الأهلي إلا منذ الوحدة البغيظة ..!!) ندرك فعلا من الوهله الاولى أن الجهل أو التجهيل ما هو إلا مقدمة للتجريف الذي يتبعة .. وهذا ما حدث لكل شيء جميل يمكن الاستفادة منه ماضيا وربما حاضرا ..

    وإن الحقائق الواقعية والتاريخية لعدن ،  تؤكد لنا أول مدرسة أهلية ( نظامية حديثة ) ظهرت في عدن هي مدرسة بازرعة الخيرية عام 1912م في كريتر ( ربما تكون أول مدرسة حديثة في الجزيرة العربية ..) ثم ظهرت المدرسة الأهلية في التواهي ، ومدرسة النهضة بالشيخ عثمان في الاربعينات من القرن الماضي، والمعهد العلمي الإسلامية عام 1957م في كريتر ، وكلية بلقيس عام 1961م في الشيخ عثمان .. وقد نشأت هذه المدارس الأهلية كرد فعل للسياسة التعليمية الاستعمارية التي كانت  لا تقبل في مدارسها الحكومية سوى المولودين في مستعمرة عدن حتى وأن كانوا من غير العرب كاليهود والهنود.. الخ ، وتحرم أبناء الارياف والمحميات من الالتحاق في مدارسها ..

     أما عن أول مدرسة أهلية ظهرت في الشمال كانت في السبعينات بعد صدور قانون التعليم العام رقم (22) لعام 1974م ، حيث أنشئ في صنعاء ( المدرسة الأهلية النموذجية ) وفي تعز (مدرسة محمد علي عثمان الأهلية)..

     وبالنسبة للتعليم التقليدي غير النظامي فقد كان سائدا في الجنوب والشمال والشرق والغرب ، حيث كان تعليما أهليا تعاونيا خالصا في الكتاتيب والمعلامات والعلم وحلقات المساجد والبيوت ، ينفق عليه الأهالي من أموالهم ويوقفون عليه الأراضي والعقارات ويدفعون رواتب المعلمين .. هذا التعليم الأهلي التعاوني الذي درس فيه أجدادنا القراءة والكتابة وبعض علوم الدين والحساب ، ورغم عدم حداثته إلا أنه لعب دورا هاما في حفظ مجتمعاتنا من الجهل المطبق حالك الظلام ..

     وهذا هو التعليم الأهلي بإختصار ، إسهاما تاريخيا في حفظ الناس من الجهل وعواقبه ، والتعليم الأهلي النظامي الذي بداء في عدن عام 1912م ، وكان يدرس تجربته التعليمية بإعتبارها أرقى تجربة تعليمية وطنية متوفرة حينها ، فيأخذ منها الفائدة والنفع  في وضع نظام تعليمي للدولة الوليدة ، إلا أن عقلية التحريف والظلم الجار حدت بوزراة التربية والتعليم عام 1970م إلى تأميم المدارس الأهلية وضمها للتعليم الحكومي والذي ظل يتخبط لسنوات في نظامه التعليمي ومناهجة الدراسية فكانت حقل تجارب للمناهج السودانية والجزائرية والالمانية الشرقية ، والتعليم الايدلوجي وتهميش تعليم قيم المجتمع الدينية بصورة فجة وهي الحقيقة المره التي عاشتها عدن في تلك الحقبه ..

     واليوم ها نحن نسمع مؤشرات تلوح في الافق لتجريف التعليم الاهلي في عدن ونسمع الحديث السلبي عن التعليم الأهلي والخاص في عدن ، وخاصة أحاديث الكراهية المقيتة ، بما يشيع أجواء مشابهة لاجواء التجريف ، فهل سنكون على أعتاب مرحلة جديدة من تجريف التعليم الأهلي في عدن .. أم أن هناك عقول رزينة ستحول دون ذلك وتضبط الوضع ..!!

وفي الختام خواتمكم مباركة وامنية وامانة تربوية الاجدر بكم التركيز وتقييم التعليم في المدارس الحكومية اولا وانتشالها من وضعها المزري واعادة سمعة و امجاد التعليم في عدن الذي تميزت عن اهل الجزيرة العربية في تلك الحقبة.