آخر تحديث :الأحد - 28 أبريل 2024 - 02:39 ص

كتابات واقلام


التعليم العام الحكومي.. في عدن أصبح تعليما" طاردا" وليس تعليما"جاذبا"!!

الإثنين - 17 أبريل 2023 - الساعة 04:01 ص

برهان مانع
بقلم: برهان مانع - ارشيف الكاتب


عندما كتبت عن التعليم الأهلي ولجان التقييم التي تحت إشراف وزارة التربية ومكتب التربية والتعليم م/عدن ، لتقييم أوضاع المدارس الأهلية بمحافظة عدن والتي تصل لمعدل لجنتي تقويم بالعام الدراسي الواحد اللجنة المكونة من عدد من الأعضاء لايقل عن أربعة ، والتي برزت بشكل واضح خلال الثلاث الأعوام الدراسية الأخيرة، كل هذه الأمور التي كتبت عنها ، دفعت الكثير من التربويين والمتنورين في عدن ، يتسألون ويوجهون السؤال بحسره: لماذا لا ينصب هذا الاهتمام نحو التعليم الحكومي والمدارس الحكومية ، فلجان التقويم تلك تحتاج ميزانيات لمواجهة تكاليف النزول ومكافآت الأعضاء المكلفين بالعمل ، أو أن هذا التقييم يتم بدون تكاليف ، أو يتم على حساب المدارس المراد تقويمها !!، أولى أن تتجه نحو المدارس الحكومية لتقييم أوضاعها .. !!

وهنا السؤال : هل فعلا المدارس الحكومية بحاجة للتقويم ومراجعة الاداء ، أم أنها في الذروة من الاداء والتميز وتمثل نماذج يقتدى بها كما كانت التربية في عدن في الزمن الجميل في عهد هامات تربوية استطاعت تقديم رسائل تربوية نبيلة للاجيال وارتقت في سير العملية التعليمية التربوية امثال (حامد الصافي وابو بكر عقبة وعبده شيباني ومجيد علي غانم وعبده حسين احمد وسلطان ناجي ومحمد هاشم وفيصل كبشي وعبدالرحمن حداد ونجيبه علبي وامنة يافعي والسيد ابوبكر وغيرهم الكثير من يمتلكون الامانة التربوية ).

وهل كل المدارس الحكومية بمستوى واحد من الجودة مما يوحي بعملها وفق معايير واحدة ، وهل الاهتمام المطلوب توجيهه نحو المدارس الحكومية حاجة حقيقية تربوية مره يجب الوقوف امامها بكل مصداقية ، أم هو ترف نقدي فقط يمارسة البعض بهدف الكيد والحسد من نجاحات المؤسسة التربوية الحكومية ؟؟

وفي اعتقادي ورأيي الشخصي البسيط وقد يشاطرني الرأي العديد من التربويين أن هناك نماذج جيدة من المدارس الحكومية التي تمثل نماذج يحتذى بها ، فالمدارس النموذجية التي تأسست في ظل إدارة الأستاذ القدير مهدي عبد السلام لمكتب التربية بعدن لاتزال تحتفظ بجزء كبير من رونقها الخاص ، وكذلك هناك عدد من المدارس استطاعت الشخصيات التربوية أعطاءها شخصية تعليمية مميزة من خلال الادارة المقتدرة المعتمدة على قدرتها على حشد الطاقات المجتمعية في تحسين أدائها والارتقاء بها ، وهناك نموذج المدرسة الحكومية شبه الخاصة ( الدولية الشاملة ) التي يمكن أن تكون في حالة فتح الملفات وتقييم وتقويم وضعها المزري والعمل على التصحيح بشكل تربوي دقيق وترتقي وتكون نموذج لجعل التعليم الحكومي قادرا على المنافسة أمام موجة التعليم الأهلي الذي طغى على المشهد التربوي !!
ولكن هناك بيئه تعليمية ووضع تعليمي مؤسف سائدسلبي وعوامل عديدة تسببت في جعل التعليم الحكومي(تعليما طاردا وليس تعليما جاذبا ) .. تعليم طارد للتلاميذ لهذا كان الملجى في المدارس الأهلية ، وتعليما طاردا للمعلمين والموجهين الذي وجدوا فرصتهم لتحسين أوضاعهم المادية وإبراز إبداعاتهم التربوية والتعليمية المكبوتة في المدارس الأهلية ،

وتعليما ضارا للقدرات الإدارية والفنية المدربة التي ملت من العمل الروتيني والجمود الإداري فوجدوا ظالتهم في المدارس الأهلية التي استوعبت قدراتهم واستفادت منها..

ولايعقل ان مكتب التربية والتعليم محافظة عدن يتسول ويناشد السلطات حتى تكون له موازنة تشغيليه بحجم التربية والتعليم واصبح السعي عبر المنظمات لهذا لايحقق التعليم اهدافه لأسباب كثيرة وليس حالة الحرب إلا واحدة منها ، التعليم الطارد لايوفر بيئة مناسبة للتلاميذ فالمباني المدرسة النموذجية معظمها تعاني من حمامات غير مؤهلة من حيث الاشتراطات الصحية ، وهناك عامل نظافة واحد في كل مدرسة حكومية غير كافي في غياب الموازنة التشغيلية في المدارس الحكومية وفصول دراسية مكتظة بأعداد أضعاف طاقتها الاستيعابية تصل 80طالب في الفصل الدراسي وفصول بعضها بلا تهوية جيدة ومقومات الفصل الدراسي البيئي والخدماتية والسلامة المهنية غائبة وعدم وضع حلول لانطفاء الكهرباء جعل مكتب التربية خلال العاميين الماضيين يوقف الدراسة في فصلها الأول المتزامن مع موجة الحر الشديدة في المحافظة ، واما عن الكتب الدراسية غير متوفرة غالبا ويطلب من ولي الأمر شرائها من السوق السوداء!!
وظهورمؤشرات جديدة في فتح المجال لطبع الكتاب المدرسي عبر القطاع الخاص وتهميش مطبعة الكتاب المدرسي .

واما عن التجهيزات والتكنولوجيا التي توفرها بعض المنظمات لاتجد الموازنة التشغيلية المستمرة في حالات التعطيل فتتحول إلى أكوام من الركام ، واما عن المختبرات المدرسية في الغالب غير مفعلة أو مغلقة ،وهناك الكثير من الامور التي تعيق سير العملية التعليمية في مدارس عدن ونتبثهابالصور وهناك ايضاالانشطة المدرسية التي تمتلك دخيره من المبدعين وعند إقامت فعاليات الانشطة المدرسية يبدأ البحث عن جزء من تمويله من مساهمات المدارس الأهلية لديها ، والإضرابات المتكررة للمعلمين نتيجة الظلم الجار عليهم وعدم نيل حقوقهم وإسكاتهم بحلول ترقيعيه مخجلة لهذا يصل الاضراب في بعض الاحيان إلى فصل كامل، جعلت عملية الانتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى بالنسبة للتلاميذ تحصيل حاصل لايحتاج للجهد والمثابرة ، فتحول التعليم الى حالة من اللآشيء من التحصيل العلمي ، وبرزت بشكل كبير ضواهر التسرب بأنواعه المختلفة من الحصة الدراسية واليوم الدراسي والتسرب الكامل من التعليم ، ويمكنك أن تمر على بعض مدارس التعليم الاساسي والثانوي والشواهد لذينا كثيرة في ظاهرة التسرب من الحصة الدراسية في كل مديرية وبمسمياتها .
وعدم انظباط بعض المعلمين في ظاهرة الغياب عن الحصة الدراسية والتجرد من الامانه التربوية وضعف بعض الادارات المدرسية في الية الحضور والغياب للمعلم والتلميذ ،أما عن الامتحانات وظاهرة الغش فالحديث عنه يحتاج منا الى وقفة جاذة وارادة من اجل معالجات الية الامتحانات برممتها.. حتى لايفقد التعليم معناه الحقيقي في تربية اجيال المستقبل.

وهناك سلسل من المستشارين المفرغين الذين لايقدمون حصة دراسية وهناك ايضا من تحت الطاولة ظاهرة بما يسمى (نظام البديل) الذي لم تعرفه عدن قط في تاريخها التربوي، والمضحك ترك المعلم وظيفة التعليم والتوجه نحو العمل بالمنظمات المختلفة والتستر عليه من قبل بعض الادارات المدرسية والامر الذي شجع المعلمين من ذوي الخبره التأمل مع هذه الفوضى والتسيب... فبحثوا على فرص لتجنيد خبراتهم بالمدارس الأهلية التي شجعتهم وفتح لهم المجال للعمل كمعلمين أوائل اصحاب خبرة أو موجهين ونفس الأمر حدث مع خيرة الموجهين والمدربين
الذين تتنافس المدارس الأهلية على تجنيدهم في العمل لديها ، فمن الذي جعل التعليم الحكومي طاردا لكوادره التربوية والتعليمية ودفعهم نحو التعليم الأهلي للنهوض به وجعله تعليما جاذبا لولي الأمر والتلميذ ..

حقا أننا بحاجة لتقويم المدارس الحكومية ، تقويم لاتقوم عليه لجان المكتب والوزارة ، وإنما تقويم قاعدي تتشارك فيه كل الكوادر التربية الميدانية لتجيب على سؤال واحد ، لماذا أصبح التعليم الحكومي طاردا وكيف يمكن أن نجعله تعليما جاذبا يستطيع أن ينافس المدارس الأهلية ويقدم بديل أجود يقبله ولي الأمر ويندفع نحوه ؟، وذلك لتكون المدرسة الحكومية في مستوى المنافسة والقدوة مما سينعكس أيضا على المدارس الأهلية والخاصة لتحاول مجاراة هذا التحسن ، أما البقاء في منطقة الطرد فسيكون دوما لصالح التعليم الأهلي فقط ..

وعيدمبارك وكل عام وانتم بخير على الاسرة التربوية وعمل حقيقي صادق خال من الفساد وبصيص امل تربوي لعام دراسي قادم يحمل معه معالجات جدرية شجاعة من اجل النهوض بالتعليم ويصبح تعليم جاذبا في مدارسنا من اجل فلدات اكبادنا.