آخر تحديث :الأحد - 28 أبريل 2024 - 06:02 م

كتابات واقلام


التنكيت والتبكيت في الشارع العدني

الخميس - 22 يونيو 2023 - الساعة 12:20 ص

برهان مانع
بقلم: برهان مانع - ارشيف الكاتب


في يونيو 1881م صدرت صحيفة أسبوعية أطلق عليها اسم ( التنكيت والتبكيت)في مدينة الإسكندرية لسيد عبدالله النديم خطيب الثورة العرابية الذي ترك مهنة التعليم واتجه إلى الصحافة حيث كتبها بالعربية الفصحى والعامية ليقرأها الخاصة والعامة على السواء.

والتنكيت بمعنى السخرية من المجتمع المصري في عيب من عيوبه الاجتماعية ، والتبكيت هو تأنيب المجتمع على هذه العيوب.
أما عن التنكيت والتبكيت بمنطق الشارع العدني فهو وفير جدآ من كثرة المعاناة ومن الدعابة المسموعة في الشارع يقال: أن صاحبنا العدني كان ماشي ضبحان وبالصدفة ركل قنينة ، وفجأة خرج منها مارد ضخم وقال: شبيك لبيك ماردك بين إيديك ،خاف صاحبنا وارتعدت فرائصه واصفر وجهه من الخوف وقال المارد :اطلب ياسيدي وطلباتكم تنفد فوراً تلعتم صاحبنا وقال :اريدك ببناء جسر ضخم يبدأ من ميناء عدن وينتهي في الموانئ الصينية فرد عليه المارد قائلاً:هذا صعب يا سيدي ، فهل لك من طلب اخر ، فرد عليه صاحبنا العدني: طيب يا مارد أريدك أن تنهي الفساد في عدن ورحيل حكومة معين، واربع ساعات لاصي وساعتين طافي.

وبعجالة من أمره قال المارد:هذا هو المستحيل بعينه ، فهل ترغب ياعدني بالجسر خط ام خطين إلى موانئ الصين الان ممكن ؟!
والتبكيت الذي يؤرق مضجع أهالي عدن غلاء فاحش وثورة جياع قادمة وناس تموت بسبب انقطاع الكهرباء وافتتاح أكثر من 362 محل صرافة وافتتاح مولات تجارية التي بلغت 100مول وفي الضفة الأخرى طوابير المواطنين اليومية أمام أبواب الخير والمنظمات من أجل استلام (الرغيف المجاني) إبعاد العديد من الكفاءات النزيهة وفقر في الإختيار في شتى المجالات وتعيين ناس غير مؤهلة شعارها لصوصية وفرض الجبايات على البشر وسباق محموم في نهب الأراضي ..ووقفات احتجاجية يومية وقضايا مصيرية تنهي لقمة العيش لعمال مطابع الكتاب المدرسي .

أهل البنوك والاطيان صاروا على الأعيان أعيان وابن البلد ماشي عريان.
مامعاه ولا حق الدخان
شرم برم حالي غلبان.