آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 07:10 م

كتابات واقلام


اللعب على الهويات المحلية

الإثنين - 26 يونيو 2023 - الساعة 08:11 م

باسم فضل الشعبي
بقلم: باسم فضل الشعبي - ارشيف الكاتب


تعتقد بعض القوى أن تشكيل مجالس سياسية محلية في المحافظات الجنوبية، لاسيما الشرقية منها، سوف يؤدي إلى قطع الطريق أمام المشروع الجنوبي الذي ينادي به المجلس الانتقالي، ومن ثم افشاله، وسوف يخدم المشروع اليمني الاتحادي المتمثل بمخرجات الحوار الوطني، مع العلم أن ما تقوم به القوى الشمالية لاسيما الإصلاح والمؤتمر من تغذية للنزعات المحلية في المحافظات الشرقية نكاية بالانتقالي، قد يقود أما إلى تفتيت الجنوب إلى كانتونات مثلما هو الشمال الان، وأما سينقلب السحر على الساحر، وسوف يقود ذلك إلى التسريع بفك ارتباط الجنوب إلى دولة جنوبية مستقلة.

والثابت أن ما يقوم به الإصلاح والمؤتمر في حضرموت بدعم المملكة من خلال تشكيل المجلس الوطني، هو مكايدة مع الانتقالي وتمزيقا للجنوب، وليس لخدمة مشروع الدولة الاتحادية اليمنية، الذي ما يزال في علم الغيب، في ظل استمرار سيطرة الحوثي على الشمال، والمعلوم أن مشروع الحوثي يختلف عن مشاريع جميع القوى الأخرى، ويقف كعقبة أمام التسوية وأمام المشروع الاتحادي وأمام الدولة برمتها.

من حق اخواننا في حضرموت أن يكون لهم مجلس وطني، لكن من حق الناس في حضرموت ايضا التي تناضل منذ ثلاثين عاما ضد الاحتلال أن ترفض أي مكون تقف خلفه أحزاب شمالية، كانت سببا فيما وصلت إليه البلد من خراب ودمار، وسببا فيما تعرض له الجنوب والجنوبين طوال الثلاثة العقود الماضية، من ظلم ونهب وتدمير واقصاء.

اللعب على النزعات والهوايات المحلية في ظل عدم وجود دولة مركزية قوية، سوف يقود الى التفتيت والتمزيق، وهذا ما تريده بعض القوى الخارجية الداعمة وغيرها، لكن مثل هذا العمل الذي تغامر به بعض القوى الانتقامية سوف يتكلل بالفشل، ولن يمر دون عقاب.