آخر تحديث :الخميس - 02 مايو 2024 - 06:32 م

كتابات واقلام


الإدارة الإمريكية والتعاطي مع الحوثي

الإثنين - 26 فبراير 2024 - الساعة 05:27 م

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان - ارشيف الكاتب


العزي نائب وزير خارجية صنعاء يمارس دبلوماسية الإرهاب، وتوسيع مساحة الخطر ، لايعنينا شخص هذا الرجل بقدر معايير إدارة الحوثي للملفات الخارجية برعونة ، لا علاقة لها بالقانون الدولي وشرعة الأمم.
نائب وزير خارجية الحوثي وهو بندقية مُطفأة ، هدد العالم بإغلاق باب المندب ، وبالتالي فالعزي ليس أكثر من كشاف ينير حقيقة عقلية الجماعة ، وعدم تريثها في إتخاذ قرارات عشوائية، دون التوقف إزاء التبعات والفواتير السياسية ليس على وجودها، بل وعلى سلاسل الغذاء المتجهة إلى اليمن.
الإدارة الإمريكية تراجع سياساتها تجاه الحوثي ، تثقِّل عيار الضرب ، وتوسع نطاق الأهداف ، وتستخدام أسلحة نوعية ، ومع ذلك لم تخلص الإدارة بعد إلى الإستنتاج الأهم: أن الحوثي وجه الأرهاب الآخر وصنو داعش والقاعدة ، والتعاطي معه خارج هذا التوصيف كجماعة سلام يشرعنه ويعطيه دفعة إلى الأمام .
لا أحد يريد تدخلاً إمريكياً أكثر من الحوثي نفسه ، لترحيل القضايا الحياتية المستحقة للناس الواقعين في مناطق سيطرته ، وتفريغ تراكمات الرفض الشعبي لسياستة ، نحو تفريعات تتصل بمواجهة العدوان أولوية ، الحوثي يستثمر في قصفه وتدمير بنيته العسكرية، ويمارس أقصى درجات القمع والترويع لمعارضيه، بحجج جاهزة مكرورة الإستخدام : إضعاف الجبهة الداخلية المقاومة للإمريكي ، والعمل معه كطابور خامس وكأدوات ضغط ناعمة.
ليس هذه كل المشكلة ، الأهم غياب المقاربة المختلفة، وعدم وصول صناع السياسات الدولية، إلى الإستنتاج الموضوعي بأن الحوثي خطر مستدام، لا يرتبط تهديداته بوضع إقليمي مؤقت (غزة) ، بقدر تشابك سلاح الحوثي مع الصراع الإقليمي وتوظيفه لخدمات مصالح ايران إستراتيجياً .
تهديدات العزي بإغلاق باب المندب ، يفتح على هواجس قلقة بأن الإقتصاد الدولي سيظل تحت نزق سلاح الحوثي ، وأن طهران تخوض معارك ملفاتها مع الغرب من اليمن، في حين الطرف الآخر ، لايقدم وصفة خلاص لمحاربة إيران بالمثل بتقطيع ذراعها في اليمن ، ليس بتدخله المباشر وهو مايثير الحفيظة الشعبية ، ولكن بإخراج الشرعية من ثلاجة التجميد، وضخ الدماء في جسدها، بإعادة هيكلة قواتها وتجهيزها ، وخلق إئتلاف عسكري مع القوات الجنوبية والحراس ، ورفع الفيتو السابق الإقليمي الأمريكي البريطاني ، عن حركتها في الحديدة ،وحيث الموانئ المتماسة مع البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب.
الشرعية لا تستثمر في هذه الإنعطافة النادرة، وفي هذا الوضع الذي يدفع قوة الحوثي نحو المزيد من الهشاشة ، وبقيت الشرعية في خطابها وديناميكيات عملها تقليدية، وكأن لا شيء تغير لا شيء يتحرك ولاجديد يستوجب الإلتقاط.
كارثة اليمن مزدوجة : حوثي متهور وشرعية متثائبة ، تقترب بخطى حثيثة نحو الجثة.