آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 03:01 م

كتابات واقلام


وللحديث بقية.. هل من مغيث لغزة؟؟؟

الخميس - 28 مارس 2024 - الساعة 10:31 م

علي قاسم عاطف
بقلم: علي قاسم عاطف - ارشيف الكاتب


قلم العميد الركن / علي قاسم عاطف

مما اورده الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر في كتابه ( كفاحي) عن اليهود إنه إذا ما اتفقا حزبان يهوديان على الاندماج والتوحد في حزب واحد تطلع النتيجة ثلاثة أحزاب حيث يظل كل واحد منهما بعد الاتفاق والدمج محتفظا بحزبه السابق من الباطن لعدم ثقتهم ببعض .. ومما افصح عنه أيضا من أسباب كرهه لليهود في كتابه هذا هو أن اليهود الألمان في الحرب العالمية الأولى (١٩١٤-١٩١٨) كانوا يسيطرون في ألمانيا على الإعلام والاقتصاد وأثناء الحرب فيما بين المانيا وبريطانيا كانوا واحد من أبرز الأسباب في هزيمة المانيا أمام بريطانيا عندما كانوا يروجون عبر الاعلام لقوة المانيا العسكرية الضاربة وشجاعة الجندي الألماني الذي لا يعرف الهزيمة في الحرب ويقللون من شجاعة وقوة الجندي الانجليزي للحد الذي ادخلوا فيه الغرور بالقوة لدى المقاتل الألماني وجعلوه يقبل على المعركة مستهترا بعدوه.. بينما الطرف الآخر كان يعد مقاتليه بطريقة معاكسه يحثهم فيها على الصمود والثبات في المواجهة كونهم سيواجهون عدو شرس ومقاتلين اشداء.. ودخلوا المعركة وهم مستعدون لمواجهة قوية وكان النصر حليفهم فيها .. وهو النصر الذي في ضوئه قامت بريطانيا بمكافأة اليهود بإعلان وعد بلفور عام 1917م بأعطائهم أرض فلسطين ..
أورد ذلك لتأكيد حقيقة عنصرية اليهود الصهاينة وعدم ثقتهم بالاخر وتعودهم على الأخذ وعدم العطاء وعدم التردد عن التضحية بالغير ولو كان من الأقرباء والحلفاء.. فليس في قاموسهم مكان للمواثيق واحترام العهود واحترام الاتفاق والايفاء بالوعد والتعاون والشراكة .. وبإختصار ليس لديهم وجه يرشح وشعب صميل منذ بدء التكوين لا يثقون في احد ولا يستطيع أحد ان يثق فيهم ولا يؤمنون الا بمبدأ القوة - الأخذ بالقوة والتسليم بالقوة - وما دون ذلك فهم متمرسون على كل أنواع المراوغات وتقمص الأدوار وقدرة الإقناع وعدم الاقتناع.. فمما يشاع عنهم أيضا هو إنه إذا ما تناقشت مع يهوديا حول موضوع ما سيبذل جل جهده لإقناعك وإذا ما وجد أن حجتك في النقاش أقوى من حجته وشعر انك قادر على اقناعه يغير مجرى النقاش ويتحول إلى بليد أهبل يقنعك بعدم الجدوى من إقناعه.. وهذا ما لمسته بوضوح في كلمة مندوب إسرائيل في مجلس الأمن الدولي في 25 مارس التي ترجم فيها بوضوح المعنى الحقيقي للمثل الشائع ( ضربني وبكاء وسبقني واشتكاء)..

( أمريكا هي إسرائيل وإسرائيل أمريكا)

بعد الحرب العالمية الثانية تكفلت الولايات المتحدة الأمريكية بمهمة شرطي العالم بحكم تفردها بالقوة الضاربة وكانت صاحبة الاهتمام الأكبر والاكثر في تبني الكيان الصهيوني اليهودي اللقيط في فلسطين ولعب اليهود الامريكان على دعم ذلك التبني لتنفيد أجندة أمريكية تسلطية ابتزازيىة وإستعمارية على المنظورين القريب و البعيد لدول المنطقة في الشرق الأوسط والخليج العربي .. وهنا تم التسريب للحلم اليهودي بارض الميعاد من النيل للفرات.. واضحت إسرائيل قوة عظمى في المنطقة في ظل دعم سخي بالمال والعتاد العسكري لها من الولايات المتحدة الأمريكية.. وهو الأمر الذي لم تعبر عنه حينها أسرائيل بالإمتنان وذهبت من دون علم أمريكا وفي السر إلى التواصل مع فرنسا والاتفاق معها على إنشاء مفاعل ديمونه النووي في صحراء النقب الفلسطينية ووضع أمريكا أمام الأمر الواقع بعد الإنشاء.. حتى الامريكان الذين يعتبرون الوريد المغذي لهذا الكيان لا يثق فيهم اليهود الصهاينة وهم يعلمون أنهم لا غناء لهم عنهم.. وهذه هي تركيبتهم القائمة على الشك وعدم الثقة في الجميع.. فعلى مدى تاريخ الصراع (الأمريكي - الإسرائيلي - الفلسطيني - العربي) وامريكا واقفة بكل ثقلها الى جانب إسرائيل والعالم كله يدرك إن أمريكا هي إسرائيل وإسرائيل أمريكا .. ومع هذا يظل هاجس عدم الثقة والتوجس اليهودي الصهيوني من الحليف الأمريكي قائما.. فمن منطلق ان إسرائيل تدرك انها تمادت في الحرب التي تخوض غمارها في قطاع غزة على مدى أكثر من خمسة اشهر وتسببت فيها بمجازر إبادة جماعية في حق المدنيين العزل وهو الأمر الذي قلب الرأي العالمي عليها راسا على عقب وخاصة في الدول الحليفة الداعمة التي اضحت شعوبها تطالب بإيقاف هذه الحرب الدموية فورا.. فقد ذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتعبير الغاضب عن عدم الثقة في الجانب الأمريكي بالتصريح عن إستياءه من الموقف الأمريكي الذي لم يمنع صدور قرار مجلس الأمن الدولي بمطالبة إسرائيل بوقف إطلاق النار وهو التصريح الذي أعلن فيه الامتناع عن التحاور مع امريكا حول العملية العسكرية التي يحضر الجيش الإسرائيلي للقيام بها في رفح موجها بذلك صفعة للرئيس الأمريكي الذي يواجهه ضغوطا إنتخابية كبيرة مطالبة له بعدم الموافقة على عملية رفح والضغط على إسرائيل للتراجع عنها والجلوس والتباحث لإيجاد حلول بديلة للقضاء على حماس في قطاع غزة.. وهذا هو الديدن الرئيس الذي يستحوذ على كيان رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يخوض حربه هذه تحت يافطة وشعار القضاء على حماس وتحرير الاسراء الاسرائيلين في قطاع غزة... وهو الأمر الذي لم يتوان عن البوح به بكل صلف وعنجهية في اليوم الثالث من صدور قرار مجلس الأمن المطالب لإسرائيل بوقف إطلاق النار.. والذي قال فيه إن المجتمع الدولي لن يثنيه ولا يستطيع منعه من مواصلة الحرب في قطاع غزة معتبر تصريحه الذي منع فيه ممثلي إسرائيل من السفر إلى واشنطن للتباحث مع الجانب الامريكي حول العملية العسكرية لإقتحام رفح هو رسالة موجهه لحماس وليس لطمة غير مباشرة للرئيس الأمريكي الذي دعى الوفد العسكري الإسرائيلي للسفر لواشنطن للتباحث. . وقال إنه قال ذلك كي لا تفهم حماس أنها انتصرت عليه وإن حربه هذه لن تتوقف الا بالقضاء على حماس وتحرير الاسراء.. ولن يستطيع أحد ان يثنيه عن ذلك.. وهو الأمر الذي تراجع عنه سريعا وبطريقه غير مباشرة بعد السماح من قبله بإعادة التنسيق مع الجانب الأمريكي لسفر الوفد العسكري الإسرائيلي لواشنطن لإتمام المهمة المتفق عليها.. وذلك طبعا في ظل تصعيده المستفز لإعمال الإبادة الجماعية في حق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بمضاعفة الغارات الجوية والاستهداف بالصواريخ للمدنيين العزل صباحا ومساء في شهر رمضان.. وقيامه بمجازر دموية يمارس فيها الإبادة الجماعية مع سبق الاصرار والترصد وإدعائه بإنه بذلك قد حقق تقدما ملموسا بقضائه على بعض مجاهدين حماس وتدمير مخازن أسلحتهم دون تقديم دليلا يذكر على ذلك بينما هو لا يحكم قبضة الخناق الا على مستشفى الشفاء الذي يحاصره ويستهدف فيه الطواقم الطبية من الدكاترة والمسعفين بالقتل والاعتقال.. والمجمعات الطبية الاخرى في القطاع التي يصعب الوصول إليها..
قرار محكمة العدل الدولية وقرار مجلس الأمن الدولي وغيرهما من المناشدات والمطالبات العالمية للدول والزعماء والمنظمات وما لف لفهم لإيقاف إسرائيل الحرب ولو مؤقتا لإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينين في قطاع غزة الذين يعانون الأمرين من المجاعة والحرب جرى الحصار والمنع الإسرائيلي.. كل ذلك رمت به إسرائيل عرض الحائط وداست وبالت عليه بكل وعنجهية وغرور دون مخافة أوقلق من احد.. وهو الأمر الذي تتفق معها عليه الإدارة الامريكية وتباركه بسكوتها من الباطن كونها القوة الوحيدة التي بيدها كبح جماح إسرائيل واجبارها على التراجع ووقف الحرب.. لذا ستستمر الحرب رغم النعيق العالمي.. ولن يبقى أمام الشعب الفلسطيني سوى ما تبقى لديه من قوة حماس للمواجهة.. في ظل تخاذل عربي - إسلامي - عالمي لم يشهد له مثيل في تاريخ الحروب بين الدول.. ويعلم الله متى تضع الحرب أوزارها .. هذه الحرب المحيرة التي تحمل في طياتها الكثير من الاستفسارات والاسئلة التي تبحث عن من يتحمل المسئولية ؟؟؟؟؟؟