آخر تحديث :الجمعة - 03 مايو 2024 - 01:44 ص

كتابات واقلام


الحوثي في أضعف حالاته

الأحد - 07 أبريل 2024 - الساعة 01:17 م

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان - ارشيف الكاتب


‏كنت أود أن لا أقول هذا ، ومع ذلك ليس هناك من مناص أن أشير بأن الحوثي في أضعف حالاته ،وليس هناك من هو أضعف منه على مستوى إتخاذ القرار سوى السلطة الشرعية ، التي لم تحاول أن تقدم نفسها للجوار والممسكين بمفاتيح الصراع في اليمن، أنها تمتلك الحق في أن تقول كلمتها بما يتصل بقراري السلم والحرب.

الحوثي يتراجع على مستوى المواجهات الداخلية، كما وتثبت أرقام التصعيد في البحر الأحمر في الأيام الأخيرة، أنه فقد قدراته الصاروخية الضاربة، وأن استهدافاته للسفن وتهديداته للملاحة الدولية، في وضع إنحدار على جداول ومؤشرات أرقام القصف ،الذي يكاد أن يكون صفراً خلال الأيام الماضية ، حيث لم تعد تلك الترسانة مصدر تهديد جدي للخارج ، وأن معنويات قواته في أدنى درجات الحضيض ، بدلالة إنكساراته المتتالية في الجبهات الداخلية وتحديداً جنوباً .
نحن أمام فرصة تاريخية غير قابلة للإستعادة ثانية ، لتحجيم قوة الحوثي وإعادته إلى مساحة البدايات ،كمليشيا محدودة التسليح ومبعثرة في أقاصي الجبال النائية، لا في قلب صنعاء والسواحل وحواضر المدن، عدم إنجاز هذه المهمة الإستثنائية من قبل قوات الشرعية ، يعيدنا إلى ذات السؤال ،سؤال القرار الوطني الغائب أو في أحسن الحالات المنقوص ، ومن يبت في مواجهة هذا الخطر الحوثي، ومن يعلن فيتو المنع ويمنحه فرصة إلتقاط الأنفاس وإعادة بناء القوة؟.
مالم يتم الإجهاز على الحوثي وهو في قاع الضعف ، لن تستطيع القوى المناهضة أن تحرز نصراً ، وهو يرمم جسمه وترسانته الحربية، يعيد تسليح نفسه ليثب إلى صدارة المشهد ثانية كرمانة ميزان حرب وتسوية ، لا كجماعة واجبة التحييد والعزل .
هو الحوثي يرفع هذه الايام الراية البيضاء، ملفوفة بالإكثار من الحديث عن السلم، وإستعجال الدخول في مسارات التسوية، يحرك قنواته الخفية وينتزع من عواصم القرار تصريحات علنية تتحدث عن البدء بالشروع بالحل السياسي التفاوضي ، وإن خارج مفاعيل التسوية ممنوع النصر العسكري ،طبعاً عليه .

الشرعية لا تمتلك لاءاتها ولا تستطيع أن تضع لنفسها مسافة آمنة تجنبها تهمة الشارع الوطني لها بالتبعية ، هي تتحدث عن السلام من موقع غير الممسك بادوات السلام اي توازن القوة، تتجنب الخوض في مواجهة تصوِّب الإختلالات ،وتقدم نفسها كطرف يملك زمام المبادرة ، والندية على مساري الحرب والتفاوض.
الوضع العسكري في جانب الشرعية على ذات المستوى من الركود منذ سنوات تسع ، والقوات التي قال بإعادة تنظيمها رئيس مجلس القيادة، لم تتحرك دواليبها خطوة واحدة في مسار التصحيح ، ومازالت مرجعيات المؤسسة العسكرية متعددة الإنتماءات ، والجيوش ينهشها الفساد والترهل والتداخل مع السلطات التنفيذية المدنية ، وإعادة الإنتشار والتموضع بقي في ذات إنسحابات الهزائم المتتالية منذ أول يوم حرب ولا شبر ارض أُستعاد.

في وضع غياب إعادة التنظيم والتسليح والتصحيح ، والإنتشار صوب خطوط تماس الحوثي ، لا جديد سيحدث ولا ميزان قوى سيتبدل ، وسيبقى الحوثي بضعفه الراهن ،أقوى من جيش شرعي لايمتلك إرادة التغيير، وبالتالي هو -الجيش الوطني- بكل المقاييس السياسية والإحترافية غير جاهز لمعركة التحرير.
مشكلتان تحولان دون الإستثمار في تفكك قوة الحوثي، وفرض معادلة بديلة :
غياب القرار المستقل ،وعدم وحدة الجبهات على خلفية تغليب الصراعات البينية.
والحال هكذا:
مانفع أن يكون الحوثي قد أضعفته ضربات الجو ، إن كنت أنت تقاوم مغادرة خانة الأضعف.