آخر تحديث :السبت - 04 مايو 2024 - 08:04 ص

كتابات واقلام


الجنوب لا يحتمل مغامرات طفولية

السبت - 29 أبريل 2017 - الساعة 11:51 م

أمين اليافعي
بقلم: أمين اليافعي - ارشيف الكاتب


سيكون محافظ عدن المُعيّن مجرّد مُحلِّل وقتي لتيار الإصلاح وعلي محسن في الشرعيّة وكما أدى الدور فضل حسن، ومن السهولة لاحقاً أحراق كرته في غضون شهور قليلة في ظل أوضاع ما بعد الحرب الكارثية. فلو كان معيار الإقالة هو الفشل في أداء المهام وتردي الخدمات ، لكان من المفترض وحسب البديهيات والمنطق السليم أن يكون أول المقالين وزير الكهرباء، ثم الأقل فالأقل منه مسئولية عن الفشل والاخفاق.. وهكذا!. ما حققه عيدروس الزبيدي في المجال الأمني كان خارقاً في ظل ظروف ما بعد الحرب العصيبة وتعقيداتها الصعبة وامكانياتها الشحيحة، ولو قارناه بحالات مرّت بظروف حرب مماثلة كالحالتين العراقية والليبية مثلا، لأدركنا فوراً منجز الزبيدي الكبير في عدن. وزير كالمهندس وحي أمان؛ ما هي الأسباب التي استدعت أبعاده لو قارنّا أداءه بأداء رئيس الوزراء ووزراء آخرين في الحكومة بعضهم لم نر أو نسمع لهم لا ظِل ولا صدى منذ وثوبهم اللاشرعي ـ وفقاً للمعايير ـ إلى مناصبهم! ثم تقوم الحكومة بتعيين مراهقين في مناصب كبيرة جداً، وليس لدى هؤلاء أبسط المؤهلات والكفاءة والخبرة، بل لا علاقة لهم بالمجال الذي انتدبوا إليه على الإطلاق، ومع ذلك تخرج علينا بحديثٍ مستفيضٍ عن المعايير القويمة والكفاءة والنجاح والمرجعيات القانونية...إلخ. طيب لنفترض جدلاً أن الحاجة إلى التغيير في منصب إداري كانت مُلحة لانتشال التعثر والتردي، هل كان من المنطق والتصرف السليم ووفقاً للمعايير القويمة التي يتشدقون بها التخلص من عيدروس بهذه الطريقة المهينة وفي منصب هو بعيد عنه كل البُعد. عيدروس مناضل وعسكري ومقاوم من الطراز الرفيع، ولديه نصيب وافر من الأخلاق والتواضع والنزاهة، هو ليس علي محسن ولا بن دغر ولا المقدشي ولا حتى من الحثالات الصغيرة كهاشم الأحمر مثلا، مجرمين عُظام وسرق ولصوص عابرين للأكوان، فضلاً عن أنهم لم ينجحوا في مهمة كُلفوا بها قط!.. هناك احتقان كبير في الجنوب، ومن الغباء والخطورة التعامل معه بهكذا خفة ووقاحة ونزعة انتقاميّة محضة، والناس تفهم جيداً مثل هذه الرسائل الدنيئة في كل أبعادها وصورها وتجلياتها، ولن يخفف من احتقانهم شيئاً أن ترمي لهم هذه الشرعية الكارثية بطعمٍ حراكيٍ (سابق)، وبأجلٍ قصيرٍ جداً! أقول ذلك منبهاً لا محرضاً لأن الجنوب لا يحتمل مثل هذه المغامرات الطفولية أكثر!