آخر تحديث :الجمعة - 03 مايو 2024 - 06:47 م

كتابات واقلام


" الجزيرة "

الخميس - 25 مايو 2017 - الساعة 12:51 ص

أمين اليافعي
بقلم: أمين اليافعي - ارشيف الكاتب


هل نقول بأننا على مشارف "ربيع عربي" جديد، ولكن من نوعٍ آخر! كانت قطر أصغر من نقطة على خريطة العالم، ومع مجيء الأمير حمد أشار عليه البعض بأهمية الإعلام، فأسس قناة الجزيرة بمبنى صغير جداً حتى أصابت الرئيس المصري الأسبق ـ حسني مبارك ـ دهشةٌ عظيمةٌ عندما شاهده لأول مرة وفي باله مبنى التلفزيون المصري (ماسبيرو)، وبالطبع فارق التأثير بينهما. في أحد أفلام عادل أمام الذي تم انتاجه قبل سنة أو سنتين من ما سمُي "الربيع العربي" ظهر في أحد المشاهد صحفي وهو في حضرة مسئول كبير بالحكومة، وكان الصحفي يحاول ابتزاز المسئول الكبير، في بداية الأمر لم يستجب المسئول لابتزازات الصحفي، وعندما وشى الصحفي بمعلومة صغيرة تفيد بأن له علاقة بقناة الجزيرة، أنهار المسئول فوراً واستجاب لكل طلبات الصحفي، وبالطبع كانت توجد في خلفية المشهد شاشة مسطحة كبيرة معلقة على أحد جدران مكتب الوزير ومفتوحة على قناة الجزيرة وهي تغوص في مياة البحر، فتخرج سالمة بدون بلل. أراد الفيلم أن يظهر تأثير الجزيرة حينها التي سيطرت على فضاء الإعلام العربي سيطرة مطلقة. كانت الجزيرة نقلة نوعيّة كبيرة في فضاء الإعلام العربي، واعتقد أن أي باحث منصف سيؤرخ للإعلام العربي العاصر إلى عصر ما قبل الجزيرة وعصر ما بعد الجزيرة، لكن امتلاك السلطة بدون وعي كافٍ قادر على إدارتها برُشد وحذر قد يؤدي إلى نتائج وخيمة على أصحابه، والإعلام يمنح الدول والمجموعات والافراد سلطة عظيمة، فقد تحولت قطر من دولة أقل من نقطة على الخارطة إلى إمبراطورية إعلامية لا تغيب عنها الشمس بفضل الجزيرة، على أن الافتقار إلى الوعي جعل الجزيرة تتحول إلى "مهزلة" الإعلام العربي في غضون سنوات قصيرة. لقد أصابتهم اللعنة المتمثلة في أن "السلطة المطلقة مفسدة مطلقة"!