آخر تحديث :الأربعاء - 08 مايو 2024 - 03:48 ص

كتابات واقلام


الشهيد الزوكا.. عنوانا للتضحية والوفاء

الأحد - 07 يناير 2018 - الساعة 10:20 م

ناصر النوبة
بقلم: ناصر النوبة - ارشيف الكاتب


العظماء وحدهم من يدفعون حياتهم ثمنا للعزة والكرامة ، ورفضا للانحناء والخنوع ، والعيش في ذل وهوان ، ووحدهم من يختارون خاتمة حياتهم بعظمة وشرف وكبرياء . إما حياة بكرامة أو موت بشرف .. جسدها الشهيد عارف الزوكا الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام ، بشجاعة نادرة ، وموقف بطولي مهيب .. اكدت أن اليمن خسرت واحدا من أصدق و أوفى رجالها ، رجل من معدن اصيل ونفيس ، قلما تجده في هذه الزمن الذي أفسدته المصالح والمطامع . انها الشهادة و الخاتمة العظيمة التي سيحكيها التاريخ عن أبن شبوة ،بقصة خالدة عنوانها الشجاعة والتضحية ، وتتناقلها الاجيال عن الرجل الذي دفع حياته وفاء لصديقه ، ومبادئه التي ظل يناضل ويعمل من أجل تحقيقها .. نعم أنها قصص الأباة أمثال ابو عوض .. هي من تلهم الاجيال دروس التضحية في سبيل الله والوطن والقيم والمبادئ السامية ، ومواجهة كل المشاريع التي تحاول النيل من الدين و تتطاول على الثوابت الوطنية ، وتسعى إلى تمييع القيم الاصيلة للمجتمع وعاداته وتقاليده وتهدد أمن واستقرار البلد . لقد ضحى بنفسه من أجل ، رسم معالم طريق للخلاص من مليشيا الاجرام الحوثية ، واجنداتها الإيرانية . لقد آمن الشهيد عارف الزوكا بمبادئ كرس حياته من أجلها اتفق معه البعض ، وعارضه البعض ، لكن الجميع كانوا يتفقون على شهامته ونخوته . كان رحمه الله يسمو فوق الخلافات ، لم يجعل الاختلاف في الروئ السياسية تفسد علاقاته الإنسانية مع الجميع من مختلف الاتجاهات والمشارب . كما لم يجعل السياسة وتقلباتها ، تسلب منه انسانيته ، واخلاقه المعهوده ، فكان السياسي الصادق في اقواله وافعاله ، لم ينحاز أو يساوم او يميل قيد انمله عن الخط الذي راه صحيحا و آمن بصوابه ، وأهدافه التي كان يأمل تحقيقها رغم الصعاب والعراقيل ، فظل صامدا ثابتا عليها حتى سقط شهيدا . لقد بكته اليمن جنوبها وشمالها .. فرحيله هذا الهامة الوطنية خسارة لايمكن أن تعوض .. وعلى المستوى الشخصي لقد فقدت أخا وصديقا وفيا .. فعلاقتي مع الشهيد عارف الزوكا .. اخوية وقبلية من خلال معايشتي له لسنوات وكذا بالانتماء الواحد إلى قبيلة ال عتيقي .العوالق، التقيت معه عند عودتي من موسكو إلى صنعاء بعد أحداث 13 يناير 1986م في عدن .. وعمل رحمه الله معي مرافق في قيادة المعسكرات النازحة من الجنوب الى صنعاء . كان مجتهدا ومثابرا وطموحا .. فشجعته على الالتحاق بجامعة صنعاء .. وكان محل اهتمامي .. وبعد تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990م ، ارسلته الى شبوة لتأسيس المؤتمر الشعبي العام ، وكانت هذه هي نقطة بداية مشوار سياسي ناصع . اظهر مهارات سياسية وقيادية ، لفتت أنظار الجميع ، لذا تتدرج في المناصب الحزبية والحكومية .. ولايعين في منصب إلا وترك بصماته الانجازية فيه .. فالرجل يعشق العمل والانجاز .. وصاحب رؤى وافكار ، ومبادرات خلاقة ، ويحول مرؤوسية الى خلية نحل ، ويشجعهم عن العمل والابداع . دفن جسدك الطاهر في الثرى لكن طيب ذكرك باقيا فينا .. ودعناك جسدا .. لكنك مازالت بيننا بمأثرك ومواقفك العظيمة .. فالمواقف الجليلة التي تطرز بشموخ مسيرة حياتك الحافلة بالعطاء لاتموت ، بل تتجدد ، وتجدد الالهام بالكبرياء والعزة ، فالمواقف التاريخية للابطال تظل باقية وحاضرة في اذهان الشعوب . وبقدر ما كان الموقف البطولي الكبير الذي أكد شهامة ونبل ابو عوض وهو يودع الحياة ،بقدر ما فضح خساسة ولؤم المليشيا الحوثية الايرانية ، التي اظهرت حقدا دفينا على كل ما هو وطني ويمني. لقد كانت شهادتك ياصديقي وصمة عار طبعتها على في وجه الخسة لمليشيا الحوثي ،واعلن دمك الطاهر بداية زوالها والى الأبد .. فكنت الشاهد على جرم فئة البغي ، والشهيد الطاهر الذي واجه المنية بشرف . رميت وراء ظهرك الزيف في حياتك .. وها انت اليوم تترك زيف الدنيا .. فمثلك لايموت على السرير . ظلتت شامخا في حياتك ، وزدت شموخا وانت تسقط شهيدا . الكلمات لاتكفي لان نرثيك .. والدمع لايكفي لكي نبكيك ، والقلوب لا تتحمل وجع رحيلك عنا. نم ياصديقي فميتتك المهيبة ما لها ابدا منافس ، نزف دمك ، فنزفت ما تبقى لهم من اخلاق وانسانية مصطنعة . شهادة مرغت بها انف شرذمة اذناب فارس . أطلقوا عليك رصاص الموت .. فاطلقت عليهم رصاصة فنائهم .، اللواء الركن / ناصرعلي النوبه مؤسس الحراك السلمي الجنوبي شبوة، 7. يناير. 2018م