آخر تحديث :الجمعة - 03 مايو 2024 - 08:18 م

كتابات واقلام


13 يناير.. ابتزاز الجنوبيين للتسويق للوحدة بطريقة خاطئة وهذا هو الرد عليهم وبالحجج!

الأحد - 14 يناير 2018 - الساعة 12:08 ص

ياسين الرضوان
بقلم: ياسين الرضوان - ارشيف الكاتب


13 يناير البؤرة السوداء في تاريخ الجنوبيين، هذا هو يوم تنازع الجنوبيين فيما بينهم، وتنكرهم لبعضهم، ففشلوا بسببها وذهبت رياح قوتهم ومنعتهم، هذا مبدأ قرآني ثابت لا يعيه محدودي التفكير، إن أي مؤشر للتنازع، هو مؤشر للانتهاء، وهذا ما حدث في الجنوب ويحدث الآن خليجياً، والله يقول:"ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، ومن سيخرق سفينته بيده، فسيغرق جميع من فيها بلا استثناء، وهذا أيضاً حديث نبوي شريف يحث على التعاون وعدم خرق السفينة وهي تبحر في وسط بحر عميق جدًا.. هذه البؤرة تشكلت نتيجة السلوكيات الأنانية والانتهازية والنرجسية، لدى ثلة من قيادات الصف الأول، أجبروا الجهلة بعدها من أمثالهم، لأن ينحوا منحا مشابهاً في تخلفهم ورؤيتهم العوراء، ليتكتل الجهلة كالمغناطيس الذي يجذب برادة الحديد الصدئة، والاشتراك الوحيد فيما بينهم هو الصدأ والخواء العقلي العظيم، فحدثت الفتنة وضاعوا وأصبحوا وسيكونون طرائد دائمة، تطاردهم لعنة كل نفس سفكت دون أن يكون لها ذنب، وحتى لو كانت فتنة، فوالله إن من ارتكبها سيتحملها أمام الله ورسوله والناس أجمعين، وإننا نبرأ إلى الله من نقطة دم واحدة، سفكت ظلما وعدوانا من الفريقين، فنحن شباب اليوم نعي جيداً ما معنى قوله تعالى:"كل نفس بما كسبت رهينة"، "ولا تزروا وازرة وزر أخرى"، وهذه مبادئ قرآنية من اتبعها لا يضل ولا يشقى، فكل نفس معلقة بما اتخذته من قرار أو بما قامت به من فعل وسفك للأنفس البريئة من أي منطقة، ولا يمكن أن نرتضي بجريمة مقابل أخرى مهما يكن فنحن أناس مؤمنون بالله حق إيمانه، وأقلها لا نرتضي العصبية التي ستعلق أنفسنا بها يوم تخف موازين وتثقل أخرى، ويوم تشيب رؤوس الولدان، وهذه عظة وعبرة، بأن اتركوها فإنها منتنة في وصية كريمة من نبينا الأكرم، ولن يشرفنا أن نقف حتى مع أشقائنا من دمنا ولحمنا في صف الباطل، أو في إراقة قطرة دم نفس بريئة، مهما يكن وتحت أي ظرف، واللبيب اللبيب من فهم ووعى الدرس، وقرأ من التاريخ القصص، وفهم أن الحياة يجب أن تعاش من دون ظلم لأحد، فالظلم يبعث من في القبور.. هذا اليوم المشؤوم الذي أنهى دولة الجنوب، بسبب تصارع الأخوة وتحكيم الغريب بينهم، ليتنازل الجميع عن أملاكهم، وكان بالإمكان أن يتفاهم الأخوة في من يطور محافظته، ويبني قريته ومدينته، في تنافس حميم، يبني ولا يهدم، يعمر ولا يدمر، التنافس من أجل الكمال، لا التنافس لحصد الوبال والخبال، الذي نعانيه منذ تلك الحادثة، وتحولت الحادثة للتسويق للوحدة بشكل غير مقنع ولو من بوابة الهروب من الاقتتال، وهنا يتم ابتزاز الجنوبيين، وللأسف يتم الابتزاز من سياسيين في أعلى هرم الدولة وسنسقط ابتزازهم في الأسطر التالية بالحجة والبرهان وليس بالعاطفة والصراخ؛ لأنهم من وجهة نظرهم يسوقون للوحدة بطريقة كاذبة خاطئة ويمارسون ابتزازا أبلها تحت لافتة وطنية..! المهم أن يعي من تبقى من الجهلة من هذا الدرس، وأن يتعظوا وأن يبدأوا بالتنافس للوصول للهدف، لا الاحتراب، وأي خلاف يحدث إنما هو اختلاف صحي جدا كما يحدث في أي بلد آخر، ولا ينبغي التوقف عنده إلا لتصحيح الانحراف ، لا التوقف لإعادة الكرة مرة أخرى، ومن هذه المنطلقات كلها، لا نسمح لأي أحد بأن يبتزنا كجنوبيين في كل طالعة ونازلة بمشروع الجهلة ذاك، فقد كانت خطيئة لن تكررها الأيام، وكانت خطيئة يتحمل ذنبها مرتكبوها، فالله عادل وإن تسامحنا وتصالحنا في حق بعضنا، فحق الله لا يسقط، وهو العالم بما أخفته الصدور وسيحاسب من أراد الإفساد في الأرض، وقتل النفس المحرمة بدون وجه حق، ومن قبل كلا الفريقين، ولا أستثني أحداً.. نتوقف عند هذا اليوم، ليس لنفتح الجراحات، بل لنقوم بالمراجعات، ونفهم الدرس المؤلم، والهزيمة الشنيعة التي تم إلحاقها بالجنوبيين جميعاً جراء تفرقهم وطمع وجشع بعضهم، ظانين أن المنتصر منهم سيحكم، وتأكدوا بعدها أن المنتصر مهزوم، ولن يحكم بأي حال، فيما لو ساد التفاهم حينها بينهم، لحكموا وعاشوا ولم يغرق أحد منهم جميعاً، ولنعموا بالحياة بدلا من الموت المتواصل الذي يجعلهم طرائد مستعجلة له.. وما أريد أن أذكر الجنوبيين به وغير الجنوبيين من أخوتنا في الشمال، بأن ما حدث كان ماضيا ولن يتكرر أبداً، لأننا بتنا أكثر وعيا، ولأن الآلام التي حصدناها وآباءنا تكفينا لأن نتعلم الدرس، ولن نسمح كشباب اليوم بأن يتم جرنا لصراع أيا كانت خلفياته، وسننتزع حقوقنا من الجميع، لأننا نريد أن نعيش كبقية شعوب الأرض، نتعلم وندرس وننمي مجتمعاتنا، وننعم بحياتنا، ونضمن مستقبلنا، ونكرس أوقاتنا لإيجاد الثروات في بلادنا وفي عقولنا، فهذا عهد جديد، عهد الضوء والكلمة، وعصر العلم والتنور ولا يقبل التقاتل لأجل أي سبب كان، ومهما تكن المسببات.. وقد يحدث ما حدث في الجنوب في أي دولة أخرى، وهذا شيء يمكن وصفه بالطبيعي، لكن تكراره لن يكون كذلك، بسبب مجاميع من المتخلفين عقلياً أو السياسيين البلهاء والطامعين، بالتهام حق بقية الشعب.. ومن يصر من إخواننا الشماليين أن يتحدث عن تلك الأحداث بهدف تغذيتها، فلتردوا عليهم جميعًا، أنما حدث في الجنوب في 86 يحدث الآن في الشمال، القتل والتهجير الجماعي من الشمال، وارتكاب العيوب السوداء والحمراء والصفراء، واقتحام غرف وأسرة النوم وإهانة الشيوخ، وتدمير المساجد ودور القرآن، والاستيلاء على المعسكرات وقتل بعضهم بعضاً من دون رحمة، (المؤتمريون والإصلاحيون والحوثيون)، يتصارعون الآن بحقد كبير، والصراعات الأيديلوجية والطبقية والمناطقية تجري حالياً كلها في الشمال، ولا أحد يتحدث عنها، لكن حادثة 86 لا أحد ينساها، فهي حادثة تاريخية كما يصفونها بكل الأوصاف، بينما ينسون أن يوقفوا صراعاتهم المجنونة، التي قتل فيها عشرات الآلاف، ودمرت المدن، واقتحمت البيوت، واعتدي على النساء، وتم تجريف السياسيين والعسكريين وطردهم بالصوت والصورة من بيوتهم ومدنهم، ودون أن نسمع لهم صوت..، وبالله الحول والطول..!