آخر تحديث :السبت - 04 مايو 2024 - 08:04 ص

كتابات واقلام


شيعة هادي وخوارج الإنتقالي ..

الأحد - 06 مايو 2018 - الساعة 12:00 ص

عادل اليافعي
بقلم: عادل اليافعي - ارشيف الكاتب


الجزء الاول .. في الغزو الأخير للجنوب ، بكيت مرتين،الاولى قهرا على أرواح ودماء أهلنا الأبرياء الذين سقطوا مدافعين عن الارض والعرض ، والثانية ، فرحا لالتحام الشعب بكل اطيافه في خندق واحد وتجلت أروع صور هذه الملحمة عندما يهب صاحب المثلث روحه دفاعا عن صاحب أبين وشبوة وحضرموت في أرضهم والعكس صحيح ، كانت صورة ولا بالاحلام تجاوزت مبدى التصالح والتسامح بل ولم تحدث في تاريخنا القديم والحديث وكنا نحلم ببناء امبراطورية عظيمة بهذا التلاحم الجسدي الروحي الذي تمزق طويلا لأسباب تافهة جدا. إنتهت الحرب وجاء من هرب واختفى حينها مستغلا بخبرته الطويلة صدق النوايا فبدأ يسيطر على مركز القرار الشرعي و راح يخلق واقعا جديدا مغايرا ويبدل الوجوه والأفكار ويخلط الاوراق معتمدا على أطراف معادية فاتحا لها الاعلام والمال والسلطة لتتحرك وتزيح من تشاء من طريقها وتأتي بمن يخدم اجندتها . لم يكن هادي سيئا ولن يكون والرجل يحمل في قلبه حب الجنوب وقضيته ولكنه لا يقوى على البوح به ويعرف ذلك كل من جلس معه من قيادات الحراك الأقوياء. تفرخت في مكتبه وقصره وبيته ثعابين جنوبية الشكل والاسم شمالية القلب والهوى والدهاء ،تشابهت جينات خبثها كثيرا لجينات ثعابين صنعاء القاتلة بل تعدتهم حتى أصبح ضررها واضحا على أمتها الجنوبية المرهقة فقط . لم يكن هادي يعلم بما يدور في مكتبه ولا ينقل له ما يجري في الشارع الجنوبي الملتهب وكان القرار لشخصين فقط من أهله وأصدقائه من ذوي النفوذ المالي المتعمق في الدولة فباتوا يتحركون ويتحكمون بكل شي وبكل عنجهية وتجبر وتسلط عجيب بما يخدم أهدافهم لتثبيت سلطة هادي مستقبلا او هكذا يعتقدون أنهم يؤسسون لهم امبراطورية مالية سيحركون بها أكبر كبير يقف في طريقهم . بلغت مكانة هادي بعد الحرب مبلغا عظيما بين رجال الارض الذين قدموا ارواحهم وكل غالي في سبيل هذا الانتصار ممتثلين له طائعين بكل حب واحترام وتقدير معتبرينه الاب للجميع ومؤملين منه بتغيير واقعهم المرير وأنه لن يرضى بما يدور من تعذيب لهم ولأسرهم وشعبهم . جاء الزبيدي لحكم عدن في لحظة ارباك وفوضى وخوف عظيم بعد سيطرة شبه كلية لداعش و القاعدة عليها ، تولى المنصب وهو لا يملك خبرة ولا دهاء ولا سياسة ولكنه يملك شجاعة نادرة و حب الشعب من هادي الى اصغر طفل في أطراف المهرة وللرجل سمعة عطرة بأخلاقه وصفاته الحميدة التي لا يختلف عليها اثنان بل أنه كان يحمل لهادي وحكومته كل الحب والاحترام وقد شاهده الجميع في مقابلته معي كيف وصف بن دغر بوصف وتقدير لم يجده بن دغر من أشد حلفائه . الزبيدي القائد الانسان البسيط المحبوب سلم زمام أمره لجماعة مقربة اعتقد أنها ستساعده وتقربه لشعبه اكثر وتعينه على حمل هذه المسؤولية الثقيلة وكانت غلطة تاريخية وهكذا هي الثقافة اليمنية عندما يأتي مسؤول لمنصب ما يأتي بفريق مكتبه من الأقرباء لثقته بهم وعلمه انهم لن يغدروا به وبعضهم نجح والاخر فشل في هذا التفكير . كان الزبيدي أمينا ونزيها ونظيفا وفرح الشعب بقدومه وهلّلت أبين قبل الضالع وكتبوا فيه إشعار وقصائد ومجدوه حتى من يتابع يظنه أبيني ، بدأ فريقه المقرب الفاسد يجاري فريق هادي بفساده عاملا الحواجز الفولاذية امام شعبه ومحبيه ومعتقدا أنه سيملك عدن وما حوت كما فعل ادارة هادي المسيطرة على القرار مجيرين كل الشرعية لأهدافها الخاصة . هادي والزبيدي وقعوا في كارثة تاريخية بسبب ادارة مقربة فاشلة تولت أمورهما فخرج من كل طرف أسوء وأتعس الشخصيات التي بدأت تستعيد الماضي القذر مذكره اتباعها وتشحنها عنصريا مناطقيا قائلة لهم أن الغداء قبل العشاء ولانهم معتمدين على جيل جديد ولد اكبرهم بعد يناير 86 وأصغرهم بعد 94 لم يتلقوا تعليما ولا ثقافة ولا دراية بما حدث من كوارث قديمة في الجنوب وانما أفرزتهم الحرب وجمعهم حب الجنوب و من هنا استغلت أطراف حزبية شمالية متمرسة بتأجيج الوضع وتأزميه بوصف الزبيدي واتباعه بأبشع الاوصاف مسخرين كل طاقتهم الاعلامية لحرب شعواء إستمرت طيلة تواجده محافظا لعدن وحتى الان وكذا فعل اتباع الزبيدي بهادي . عمدت تلك المطابخ تضرب هذا بذاك مزورين اخبار وأسماء وهمية نجحت بشق الصف بين الطرفين ووجدت قبولا لدى الشارع الجنوبي المشوش ذهنيا مرهق عقليا فضاع بينهما ضاربا أخماسا في أسداس .. للحديث بقية ....