آخر تحديث :الثلاثاء - 07 مايو 2024 - 11:37 ص

كتابات واقلام


الحراك السلمي الجنوبي وثورة الشباب

الخميس - 11 فبراير 2016 - الساعة 10:35 م

محمد عسكر
بقلم: محمد عسكر - ارشيف الكاتب


مثل انطلاق الحراك الجنوبي السلمي في 7/7/2007، ارهاصا مبكرا لفكرة الثورة السلمية والنضال السلمي امام الانظمة المستبدة، لتحقيق الحرية والعدالة والكرامة، وقد قدم الحراك الجنوبي تضحيات جسام،بسبب بطش نظام صالح وأدواته القمعية، الذي كان يشعر لأول مرة بتهديد حقيقي لنظامه الذي بذل لتقويته ما بوسعه طوال ثلاثة عقود. الحراك السلمي ملهما وشكل نضال الحراك السلمي الهاما لقطاعات كثيرة في الداخل والخارج أبرزها الشباب وجاءت ثورات الربيع العربي امتدادا طبيعيا لذاك النضال الطليعي للحراك الجنوبي، ولم يكن بعيدا الشباب في الشمال عما يجري في الجنوب، بل ان البعض منهم كان اما مشاركا او مؤيديا للفعاليات السلمية للحراك الجنوبي، فانطلق بثورة هادرة تخلع وتنتزع النظام العفاشي من الجذور، والذي حاول جاهدا استعمال ذات اساليب القمع وادواته المستخدمة لمواجهة الحراك، الا ان ان بسالة وجسارة شباب الثورة السلمية، أفشلت تلك الاساليب ووقف النظام عاجزا امامهم. فلاشك ان الحراك كان اول من زلزل عرش صالح ونظامه، وجاءت الثورة الشبابية السلمية؛ لتطيح به تماما. ثورة الشباب ومحاولة الاحتواء محليا واقليميا وعلى الرغم من التفاف القوى السياسية على ثورة الشباب، ومحاولة الاحتواء اقليميا عبر المبادرة الخليجية، التي منحت المخلوع حصانة، وعملت على انتاج النظام من خلال حكومة يمتلك صالح فيها النصف، مما ساعده على التأثير من جديد ولعب دورا مدمرا انتهى بجلبه مليشيات من داخل الكهوف لتسقط تلك الحكومة والشرعية وتسقط معها مؤسسات الدولة. التحالف العربي وعاصفة الحزم مثل دعم الاشقاء للشرعية طوق نجاة للقوى الداعمة للشرعية وبناء الدولة والحفاظ على الجمهورية، واذا كانت المبادرة الخليجية 2012م القت طوق النجاه لصالح، والذي اساء استعماله، فقد مثل تدخل الاشقاء العسكري بعاصفة الحزم طوق النجاة للشعب اليمني من تسلط عصابة وخطفها لمؤسسات الدولة لتحكمه بالتغلب والاكراه. عودة الاقليم والقوى السياسية لمسار ثورة الشباب اليوم نجد الاقليم والقوى السياسية موحدة خلف هدف ثورة الشباب، والتي كانت لديها نظرة واضحة وثاقبة، بان اليمن لن يرتاح شمالا وجنوبا الا بخلع رأس الفساد والافساد، (عفاش،وزبانيته الجدد)، لبناء دولة مدنية اتحادية ديمقراطية تحترم حقوق الانسان وتشرع في عملية تنمية مستدامة لصالح الانسان، ونجد اليوم كافة القوى السياسي بل حتى قيادات حزبية كانت بصف المخلوع في 2012 اصبحت اليوم في خندق واحد لاستكمال المسار الذي بدأه الشباب في 2011م. واذا كان الشباب فرسان المستقبل، فان رافعتي مستقبل اليمن هم شباب الحراك الجنوبي السلمي وشباب الثورة الشعبية السلمية. والسلام ختام * باحث دكتوراه في العلوم السياسية