آخر تحديث :السبت - 21 سبتمبر 2024 - 08:10 ص

كتابات واقلام


بأي حال عدت يا عام !

الأحد - 20 مارس 2016 - الساعة 11:36 م

عادل اليافعي
بقلم: عادل اليافعي - ارشيف الكاتب


عام كامل و ما زالت الصورة كما هي وكأنها بدأت الان لم يتغير شي منذ ذلك اليوم الأسود الذي أشعلوا فيه نار الحقد الأعمى على كل من خالفهم ووقف لهم بل حتى على من كان متحالف متعاطف معهم فكلهم عندهم سواء طالما أنك لاتقبل ركبة السيد فأنت عدو مبين ، تعالوا معي لنرى صورة المشهد كاملا بعد أن اتضحت جليا دون رتوش أو تعديل ، عند إنتهاء الحوار الوطني وإعلان مخرجاته بتقسيم اليمن الى ستة أقاليم وبدأت الأصوات العالمية ترتفع مباركة تلك الخطوات لإخراج اليمن من عنق الزجاجة ، كان هناك المركز الديني الزيدي يضع خطة الاجتياح الكبير بعد أن تأكد لهم أنهم أصبحوا في معزل عن المال والثروة التي تختزنها الارض اليمنية وهذا يعني إنتهاء زمن السيطرة والتسيد والقرار على الخلق من الطوائف الاخرى والذين يشكلون ثمانين بالمئة من سكان اليمن وهنا بدأ القرار الكارثي المجنون وجاء قرار التحالف بين أعداء الامس تحت غطاء الوطنية عفاش والحوثي وحلفاء المذهب اليوم لانهم الأكثر تضررا وخصوصا وهم اصحاب المال والسلاح مع قلة عددهم ورجالهم في محيطهم الجغرافي فشكلوا وحدة مصالح تحافظ على الكرسي الزيدي الذي أوشك على السقوط .. بدأت الحملة وأستقبلت بالاحضان في كل الاراضي الزيدية التي مرت بها دون تأخير بل قدمت لها الارواح والدماء والغذاء وكل ما تحتاجه للبقاء والتمدد ، إنتهى زمن الوطنية واليمننة وتحول الجميع الى مدافعين عن المذهب من السقوط وتحت وعود بجعلهم أسياد ورفعهم للسماء كحق رباني كفله لهم رب العباد كما قال قبلهم بنو إسرائيل ، ودون مقاومة تذكر رحب وبارك كل الشمال الزيدي بالحملة وكانت تتساقط المحافظات ذات الأغلبية المذهبية وتعلن الولاء بفرح وسرور وبالتلفون ، المخطط كان أن تبقى الحملة في إطارها المذهبي ودون الدخول في عمق الآخرين المخالفين وتحديدا في الجنوب لكن حكمة الله ورحمته كانت حاضرة ،وحين بدأت المقاومة جنوبا في وجه هذه الحملة الزيدية التي دخلت أراضيهم إستعاد التاريخ حينها نفسه فقبل هذه الحملة قامت مثلها الكثير من الحملات تحت الغطاء المذهبي لغزو الجنوب وكانت القبائل تتصدى لها بقيادة يافع التي تملك من التاريخ العريق والمعرفة في مواجهة هذا التمدد ومابينهم من مواجهات عنيفة كتبها التاريخ بالتفصيل حتى قال كاتبوا سيرهم ( لًولا يافع ما همينا الشوافع ) ، ولنكن أكثر وضوحا في السرد فقد خرج أبناء الجنوب جميعا مدافعين عن المذهب قبل الارض وقضيتهم الجنوبية والتحرير الذي يبحثون عنه لأنهم أمنوا أن هذا الغزو هو إحتلال زيدي خطير سوف يستعبدهم قرونا قادمة وسوف يشيّعهم ويستبيح الارض والعرض ولان هذا المذهب لا وجود له جنوبا ولا حاضنة نفسية ولا قبلية إلا في مناطق محددة وقليلة وهي التي مازالت حتى اللحظة تقف معهم وتساندهم ومنها منطقة السادة والإشراف في بيحان والذين تحولوا الى حاضنة شرعية و ربانية لهذه الحملة المذهبية ، في كل مناطق الجنوب الشافعي خرجوا رافضين بل وقدموا الآلاف من القتلى والجرحى لدحر هذا الفكر الدخيل فنجحوا لان المنطق والعقل يقول أنه لا قبول نفسي ولا فكري ولا مذهبي لهم ، لكن تعالوا معي وشاهدوا الصورة شمالا فلاحظوا أنه لا توجد للان محافظة تحررت بالكامل إلا ما هو مخالف للمذهب بمعنى المناطق الشافعية فقط هي من تحررت وبقيت المديريات والمحافظات الزيدية التي مازال أهلها يعتقدون أن هزيمة الحملة هي نهايتهم المحتومة وخصوصا بعد هذا الدمار الدي احدثته في اليمن كاملا وتبعاته السلبية التي ستظل طويلا ، كل الدعم والإسناد الكبير الذي كان يصل الى تلك الجبهات التي أعلنت ولاؤها للشرعية كانت ترافقها حملة إعلامية كبيرة لتثبت للشقيقة الكبرى المملكة أنهم معها بينما في قرارة أنفسهم كانوا يعلمون أن أي إنكسار للطرف الاخر يعني نهايتهم لانهم جنس واحد ولو تابعتم المخلوع وهو يتحدث في مقابلة مع قناة الميادين يقول نعم أنا أمرتهم بالذهاب الى الرياض لانه ماعندي زلط اعطيهم فقلت مافي مشكلة اذهبوا وكُلُوا عادي ! وبعد هذا الخطاب رأينا كثيرا من أعمدة المعبد يتوافدون طمعا في المال لعلهم يجدون نصيبهم وحتى القادة العسكريون من حماة المذهب الرئيسين تقاطروا سرا للحصول على نصيبهم وهكذا ظلت تلك الجبهات تتلاعب وتتقدم تقدما وهميا واعلاميا للكسب المادي وتبادل الأدوار مع الغازي ولو لاحظتم أيضا أن مناطق تواجدهم مازالوا حتى اللحظة يقدمون الدعم العسكري والبشري ويرفدون الجبهات لتعزيزها وتثبيتها كما يحدث في الجارة تعز التي انهكت وذبحت بسبب ذلك العرق الذي نسي أنه إبن الارض فخرج مقاتلا أهله وجيرانه الذي ولد بينهم وكل ذلك حفاظا على المذهب .. الخلاصة تقول أن اليمن اليوم بات مقسما بين زيدي مرحب للحملة والانقلاب والسيطرة وشافعي رافض العبودية وسلاسلها المصدية وهذه هي الحقيقة مهما حاولنا التملص وحجبها بحجة الحفاظ على اللحمة الوطنية الممزقة فكفاكم أوهام أيها الكتاب والمفكرين اليمنيين وقولوا الحقيقة للشعب لان حجبكم لها إشتراك في جريمة سيتضرر منها الأجيال القادمة و أخيرا أقول لن تنتهي الحرب في اليمن إلا بأتفاق سياسي مذهبي وكل يأخذ حقه وبحكم نفسه لان مافعلته هذه الحملة المجنونة كفيل لبقاء النفوس مشحونة الى قيام الساعة ، وبأي حال عدت يا عام ..