آخر تحديث :الخميس - 02 مايو 2024 - 11:01 ص

كتابات واقلام


ألقاب مقدسة في واقع مدنس

السبت - 07 مايو 2016 - الساعة 11:41 م

عبدالرب السلامي
بقلم: عبدالرب السلامي - ارشيف الكاتب


من المقرف أن يظن البعض أن الحوار في الكويت هو كحوار يوم صفين، وأن الطرف الآخر كلهم فريق معاوية، وأن سيده عبدالملك هو في مقام الإمام علي، وأنه يخاف من المفاوضات أن يقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه أبي موسى الأشعري! رضي الله عن الصحابة أجمعين. هذا التصور المقرف لا يختلف عن تصور ضيق في الطرف الآخر يدعو للقتال في صف الشرعية معتقدا أنه يجاهد كفارا مرتدين، وأن الرئيس هادي هو كأمير المؤمنين المظلوم عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأن الخارجين عليه جميعهم كعبدالله بن سبأ!. مثل هذا الخطاب المنزل في غير مناطه الشرعي كنا نسمعه أيضا عام 2011م من بعض الأبواق التي ظلت تترضى على أمير المؤمنين "عفاش" وتحذر من شباب ثورة التغيير باعتبارهم خوارج على ولي الأمر وكلاب نار يجب قتلهم قتل عاد وإرم!. أما أعجب العجائب فذلك الخطاب الذي يحاول أن يبرر للرفيق علي سالم البيض تاريخه الكالح ويقدمه كصقر قريش الذي انفصل بالأندلس في دولة مستقلة عن بني العباس!. هذه النماذج من الخطابات والتصورات الدينية للواقع السياسي تكشف لنا حجم الأزمة الفكرية الناتجة عن غياب الوعي الكافي بحقيقة الصراع وطبيعة المعركة، إضافة إلى تغييب الفهم الصحيح للدين وتضليل الشعوب بشعارات مقدسة في غير موضعها الصحيح. فكل الشعارات العصبوية التي تحاول اعتساف حقائق التاريخ والدين وحشرها في زواياها السياسية الضيقة هي في واقع الأمر ليست سوى أدوات مستخدمة بوعي أو بغير وعي في مشروع الفوضى الهدامة الزاحف بقوة على المنطقة. فليس أمام اليمنيين من سبيل للخروج من الأزمة إلا بالالتقاء على مشروع وطني جامع نحو بناء دولة اتحادية حديثة قابلة للحياة تنتمي إلى محيطها العربي والإسلامي بعيدا عن الأوهام القاتلة والعصبويات الطائفية والعنصرية المدمرة. فلا مران هي كربلاء، ولا السيد عبدالملك هو أمير المؤمنين، ولا هادي معاوية، ولا البيض صقر قريش، ولا مهدي المشاط أبي موسى الأشعري، ولا توكل كرمان غزالة الحرورية!