آخر تحديث :الأربعاء - 01 مايو 2024 - 11:42 م

كتابات واقلام


قابوس باني دولة مكتملة الاركان

رحل السلطان قابوس بعد ان بنى دولة مكتملة الأركان وستظل اجيال تتذكر قابوس بعد رحيله رحمه الله الى بارئه منذ ان تولى السلطة قبل نصف قرن حكم وبناء وليس حكم وفساد وفجور وفوضى.
استطاع الرجل بناء عمان على أسس حديثه من الصفر خلال خمسة عقود من العمل المثابر والمخلص.
كانت عمان في بدايات عهد قابوس في السبعينيات بلد معزول لا مكانها لها ولانعرفها في عدن سوى بالحلوى الصوري او العماني اللذيذة واسعة الصيت وكانت السلطنة تعاني من المشاكل والانتفاضات المعروفة حينها بالانتفاضات الشعبية الثورية بسبب بعض المنغصات والظلم وغياب العدل والمساواة والتنمية والفوضى والفقر واستطاع قابوس بحدسه وبحكمته وإخلاصه احتوى كل المشاكل والانتفاضات والتفاهم مع دول الجوار حينها اليمن الجنوب وترسيم الحدود مع الجنوب والاتفاق على الاحترام وحُسن الجوار ومع مواطنيه وشعبه دعى لصيغة مرضية لعودة الجميع الى حضن الوطن وتعويضهم عن اي ضرر لحق بهم جراء غربتهم وعلى مبداء ان عمان للجميع و ل الجميع وهذا جعل الكل يعود من بلاد الشتات والتشرد والغربة المريرة والمشاركة باخلاص في بناء ونهضة عمان بتفاني واخلاص متميزين وسعى الجميع تحت قيادة قابوس للحفاظ على عمان قوية وموحدة وكان قابوس يتسم بالحلم وبالحكمة والعقلانية والواقعية في التعاطي والتعامل مع كل القضايا والملمات بعدما ثبت اركان دولته بكل محافظاتها وهدفه كان مصلحة بلاده وشعبه وبهذا جعل من عمان دوله مستقله ومتميزه وقوية وذات سياده وغير منحازه لأي تكتل او تجاذبات او احلاف ،بنى علاقة مع كل الدول بعقلانيه وتوازن مبني على النديه والاحترام مع الجميع وهاهي عُمان الشقيقه نراها اليوم شامخة عزيزه وقويه و خاليه من الفساد والفوضى دولة متطوره وبإمكانات وموارد متواضعة لاتقارن حتى بامكانيات وموارد بعض الدول الشقيقه ومنها اليمن والسودان ولبنان الذين يعيشوا أوضاعًا متردية وسيئه لا مثيل لها
ولكن عُمان اختلفت لان الله منحها حاكما حكيما وعادلا ونظيفا وواقعيا وهو المرحوم بإذن الله السلطان قابوس رحمه الله باني الدوله الحديثه القويه في عُمان دوله كاملة الأركان وعلى أسس قانونيه وأداريه جديده ومتطورة والأهم ان السلطان قابوس طور مبداء التسامح والعون واحترام الانسان والحياد الإيجابي وعدم التدخل في شؤون الآخرين كما دعى كل العمانيين للعودة من مهاجرهم وغربتهم المريرة لبناء وتنمية عمان معا والأهم انه أسس لقواعد دولة نظاميه قويه عادله ومهابه تعمل لصالح كل مواطن صغيرا اوكبير رجلًا او امرأة بدون تمييز او تفضيل او استثناء وجعل للمواطن العماني عزه وكرامه واحترام وقيمة في كل العالم وكل محفل واهتم وطور باعتزاز الثقافه والفن والتراث العماني المتنوع بحيث تم دعم هذا المجال الروحي الهام وشجع وطور والسياحه حيث اصبحت عمان بلد جذب سياحي آمن ومستقر كما اهتم بتطوير التعليم والصحه واصبحت البلد خاليه من العصبيات والنزعات المتوحشة والكل يعيش تحت ظل الدوله القويه والعادله والقانون المطبق على الجميع ،بلد خالي من التخلف ومن العصبيات والصراعات والمشايخ والقبيلة والتخلف ونزعات الشخصنه والنهب والتفضيل وعمل السلطان قابوس بمبدأ العمل والكفاءة والإخلاص هو المقياس .
ولهذا سيظل قابوس رغم غيابه خالدا في تاريخ بلاده وشعبه كاقايد عربي بارع وحكيم ومخلص استطاع تحقيق الكثير من الإنجازات الكبيرة التي تتحدث عن نفسها وبنى علاقات متوازنة مع الجميع ومع الفرقاء لما فيه مصلحة بلاده وشعبه وكان همزة الوصل وراعي الحوار وجسر العبور والسلام وتقريب وجهات النظر بين كل المتعارضين والمختلفين. رحم الله السلطان قابوس واسكنه فسيح جناته والتعازي الصادقة لكل الأخوة ولأصدقاء العمانيين ولشعب عُمان الشقيق والحكومة الرشيده وأتمنى من الله ان يمن على بلادنا برجل وقائدا حكيما ومخلصا شبيهًا بالسلطان قابوس حكيم العرب وفقيد الأمه العربيه الذي أعطى لبلاده قيمة واصبح للحلوى العماني طعما اجمل وألذ وشهره وانتشارًا اوسع ونسال الله لخلفه الخير انشالله السلطان هيثم بن طارق ال سعيد السدد والتوفيق للسير على خطى السلف الراحل قابوس والتطوير والبناء لعمان الحديثه ونسال الله مرة اخرى ان ييسر ويمن على بلادنا بقائد حكيم ينتشل بلادنا من ماساتها وينقذ شعبنا مما هو فيه من الم ومراره وتشرد ومعانات بسبب سوء وفساد وجهل وطمع ولآة الامر المتعاقبين الذين ابتلى بهم شعبنا الصابر الطيب!
بقلم السفير الدكتور محمد صالح الهلالي. يناير 2020