آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 08:24 ص

اخبار وتقارير


نتائج حوار جدة.. اعادة إنتشار للتحالف العربي في مرحلة إنتقالية.. والإخوان خارج المشهد الجنوبي

الجمعة - 11 أكتوبر 2019 - 07:59 م بتوقيت عدن

نتائج حوار جدة.. اعادة إنتشار للتحالف العربي في مرحلة إنتقالية.. والإخوان خارج المشهد الجنوبي

عدن تايم / تقرير خاص

بعد أكثر من شهر على إنطلاق الحوار غير المباشر بين المجلس الإنتقالي الجنوبي وبين الشرعية اليمنية في مدينة جدة السعودية ، وما رافقه من تكتم إعلامي شديد ، بدأت ملامح نتائج ذلك الحوار تتضح شيئاً فشيئاً مع إقتراب التوقيع عليها.

ظلت جماعة الإخوان عبر وسائلها الإعلامية باليمن خلال هذه الفترة تروج لفشل الحوار في مسعى منها لإجهاضه كونه لا يتوافق مع أجنداتها السياسية المحلية والإقليمية ، فضلاً عن أن الحوار سيجعل من هذه الجماعة المتأسلمة خارج إطار المشهد جنوباً ، لاسيما وأن من أهم شروط المجلس الإنتقالي تسليمه إدارة الجنوب .

روجت وسائل الإعلام الإخوانية تلك الى أخبار ومعلومات بعيدة كلياً عن الواقع وتمكنت للأسف من تضليل الشارع ووسائل إعلامية عديدة بفبركاته الإعلامية التي تجيدها وتتفن فيها ، إلا أن الحقيقة استطاعت من كشف تلك الترويجات والمخططات ، خاصة مع بروز أولى نتائج الحوار .

وذكرت مصادر مطلعة في وفد المجلس الإنتقالي المشارك في حوار جدة أن أولى نتائج الحوار تتمثل في إنجاز إتفاقاً وصفته بالتاريخي بين المجلس الإنتقالي و المملكة العربية السعودية يعيد ترتيب إدارة الجنوب من خلال أبناءه بعيداً عن أي هيمنة شمالية أو إخوانية .

وأكدت ذات المصادر في تصريح خاص لعدن تايم أن إدارة الجنوب تعني كافة الأراضي الجنوبية من المهرة شرقاً حتى باب المندب غرباً ، ولفتت أن شبوة وحضرموت وأبين في مقدمة ذلك ، نافية قطعياً ما يتداول بشأن تقسيم الجنوب الى إقليمين .

وأوضحت أن الأفكار والشروط والنقاط الموضوعة على طاولة المفاوضات تمت بلورتها ، وهناك تقارب كبير بات يرى بوضوح بين الإنتقالي والتحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات .

كما أشارت أن قيادة التحالف العربي ومن قبلها المجتمع الدولي والمبعوث الأممي باتت متأكدة تماماً وعلى قناعة كاملة أن حل الأزمة اليمنية برمتها لن يأتي من أطراف كانت سبباً رئيسياً في إفتعالها وسبباً اساسياً في إطالة أمدها ، فضلاً عن الملفات والصور والفيديوهات التي حملها وفد الإنتقالي الى جدة والتي تثبت تورط الأطراف الإخوانية في الشرعية في قضايا كبيرة جدا تدينه وتنسف أي مواقف له حاول التضليل بها طيلة الفترة الماضية .

قوة سعودية

في غضون ذلك نشرت وكالة رويترز العالمية يوم الإثنين خبراً تحدثت فيه عن مقترح تقدمت به السعودية للحكومة اليمنية ، ويتضمن تسلم السعودية للملف الأمني والسياسي في العاصمة عدن مع تواجد عسكري للرياض في المدينة .

وتزامنت هذه الأنباء مع تحرك فعلي للقوات الإماراتية لإعادة الإنتشار في عدن وبقية المحافظات الجنوبية الأخرى .

وهي الأنباء التي لم تنفيها أو تؤكدها أي مصادر رسمية ، وهو الأمر الذي يجعلها تحمل الصفة الحقيقية .

ويبدو بأن الإتفاق النهائي والذي سيتم التوقيع عليه خلال الأيام القليلة القادمة يقضي بمسك السعودية والإنتقالي الجنوبي لزمام المحافظات الجنوبية في ظل تواجد ضئيل أو شرفي للحكومة اليمنية بعد هيكلتها وتعديل مسارها الحزب الإخواني المعادي للتحالف العربي والذي ظلت تنفذه منذ العام 2016 .

إنسحاب الإمارات

ومن ضمن الفبركات الإعلامية التي بثتها وسائل إعلام إخوانية تلك الأنباء التي تحدثت عن إنسحاب كلي للقوات الإماراتية من العاصمة عدن ، وهو الأمر الذي نفته مصادر خاصة لعدن تايم .

وأكدت تلك المصادر أن القوات الإماراتية نفذت إعادة إنتشار لقواتها وأخرجت من عدن عدد من قواتها وآلياتها العسكرية وليس جميعها كما تروجه تلك الوسائل .

وأفادت المصادر بأن إعادة الإنتشار الإماراتي هو جزء من الإتفاق النهائي الذي يجرى الترتيب له في السعودية بين الإنتقالي والشرعية ، مشيرة بأن ذلك يندرج في إطار بناء الثقة وتوطيدها للتوقيع على الإتفاق ونتائجه .

تفاصيل الإتفاق

تظل تفاصيل نتائج الإتفاق النهائي في جدة غامضة حتى اليوم ، وما ينشر مجرد تسريبات إعلامية منسوبة لمسوؤلين ومصادر ، إلا أن ما بدأ يلوح بالأفق ينذر بإتفاق وشيك أو ربما صفقة سياسية تنتهي بحل للأزمة اليمنية جنوباً وشمالا .

وماهو بات مؤكد ربما أن هناك توافق إقليمي ودولي على إنهاء الأزمة اليمنية خلال شهر نوفمبر القادم ، وهناك سباق للزمن من أجل تحقيق ذلك ، كما هناك سباق زمني قبل ذلك للإنتهاء من حوار جدة الذي أصبح اليوم جزءاً من إتفاق شامل للبلد .

وفي عدن سيكون للتواجد السعودي قوة كبيرة تعمل مع المجلس الإنتقالي من أجل إنشاء أو تأسيس قوة جديدة محايدة من خلال دمج ألوية الحماية الرئاسية والحزام الأمني وبقية التشكيلات الأمنية الأخرى في إطار منظومة أمنية موحدة ، يشرف عليها التحالف مؤقتاً ، الى حين يتم تشكيل حكومة إنتقالية جديدة .

ونشر الحساب الرسمي لقوات الحزام الأمني على تويتر تغريدة قال فيها : " إتفاق تاريخي بين المجلس الانتقالي والأشقاء في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية العظمى.. والامور طيبة جداً ".

يقول الكاتب والمحلل السياسي الجنوبي هاني مسهور في تغريدة على موقع تويتر : "توشك السعودية من انجاز اتفاق تاريخي سياسي وعسكري وأمني سيؤسس لمرحلة جديدة في مستقبل اليمن جنوبه وشماله".

وأضاف: "والمطلوب أن تستفيد الأطراف من الفرصة لتحقيق أقصى درجات الاستقرار لمصلحة الجميع محلياً وأقليمياً وتفويت الفرص على المغرضين الذين يريدون جر المنطقة لمزيد من الصراعات والتناحر".

إختبار للأشقاء

يرى كتاب ومحللون سياسيون أن حوار جدة يمثل إختبار حقيقي للأشقاء في التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة السعودية ، التي ظلت لسنوات داعمة لجماعة الإخوان في الشرعية .

يقول عضو هيئة رئاسة المجلس الإنتقالي فضل الجعدي في تغريدة على تويتر : " حوار جده لم يكن حواراً فقط بل هو أكثر من ذلك .. هو بإعتقادي قبل ان يكون حواراً كان إختباراً من أشقائنا في التحالف لعقولنا وأعصابنا وقدرتنا على الصبر .. وهو ما تجاوزناه بنجاح كبير".

بدوره يقول الصحفي الجنوبي اسامة بن فائض على تويتر : "في الخارج.. تجري قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي حوار جدة مع الكبارات فقط.. وفي الداخل..تجري القيادات العسكرية الجنوبية لقاء طارئ في عدن سيترجم على أرض الواقع خلال الأيام قادمة.. تناسق كبير في العمل و الأهداف التي ستتحقق خلال ليالي قليلة فقط.. هنيئا لنا وللتحالف ".

أنباء عن رفض هادي

في هذه الأثناء تداول إعلام الإخوان أخباراً عن رفض الرئيس عبدربه منصور هادي التوقيع على مسودة نتائج حوار جدة ، وهو الأمر الذي لاقى ردود أفعال غاضبة من الجنوبيين في شبكات التواصل الإجتماعي الذين دشنوا حملات إعلامية ضد الرئيس هادي وتدعو الى عدم التمسك بشرعيته بعد اليوم .

ويبدو بأن إعلام الإخوان حاول ضرب إسفين بين الجنوبيين والرئيس هادي الذي تؤكد مصادر مطلعة لعدن تايم أن هناك تفاهم كبير جدا بين هادي ووفد الإنتقالي في جدة ، وهو الأمر الذي كشفه في وقت سابق عضو في وفد الإنتقالي .

لم تمض ساعات من ذلك ، حتى دفعت ألوية العمالقة مزيداً من قواتها صوب العاصمة عدن ومحافظة أبين قادمة من الساحل الغربي ، في إطار خطة تأمين الجنوب والحفاظ على المكتسبات التي تحققت .

الإصلاح خارج المشهد

وجددت المصادر تأكيدها لعدن تايم أن حزب الإصلاح اليمني وقياداته باتوا خارج المشهد الجنوبي ، لاسيما وأن من ابرز النقاط الموضوعة في مسودة حوار جدة ، إقالة علي محسن الأحمر ووزير الخارجية محمد المقدشي والداخلية أحمد الميسري والنقل صالح الجبواني وعدد من المحافظين في المحافظات الجنوبية الذين لهم صلة بذلك الحزب الإخواني.

ووفقاً للمصادر فإن التحالف العربي بقيادة السعودية باتوا على قناعة بضرورة تنفيذ هذه الخطوة وعلى وجه السرعة من أجل إنجاح العملية السياسية وحل الأزمة اليمنية في الجنوب والشمال .

وينتظر خلال الأيام القليلة القادمة الإعلان رسمياً عن النتائج النهاية لحوار جدة والذي تجاوزت مدته 35 يوماً .