آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 04:50 م

اخبار وتقارير


تقرير خاص:طمس "تاريخ عدن"...من المسؤول ومتى تفتح الملفات؟

الخميس - 17 أكتوبر 2019 - 09:45 ص بتوقيت عدن

تقرير خاص:طمس "تاريخ عدن"...من المسؤول ومتى تفتح الملفات؟

عدن تايم / خاص


عرفت عدن الحضارة منذ آلاف السنين، لذلك تعتبر آثارها شاهدا على تطور البشرية ويخشى الخبراء أن يحل بها الدمار لذلك يدقون ناقوس الخطر ويطالبون اليونسكو بحماية آثار ومعالم عدن.

و الحكومة اليمنية أو ماتسمى "بالشرعية" تسعى للتغطية عن جرائمها في حق تاريخ عدن حيث سعت -وعلى مايبدو انه سعي إعلامي ليس إلا- الى تكثيف عملها لدى الدوائر الأميركية المختصة في سياق الجهود الرامية للحفاظ على الآثار، حيث سلطنا في هذا التقرير الضوء حول فشلها بحماية الاثار والمعالم بل تعمدها -برفقة جهات أخرى- لمحو الهوية الجنوبية وطمسها بالاضافة الى مخاطر البناء العشوائي.


*- طمس للتاريخ*

قامت الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بإقتحام العاصمة عدن والجنوب وتركت خلفها دمارا وخرابا مهولا طال أهم المعالم التاريخي إذ لجأت إلى تدمير أهم المباني الأثرية والدينية والسياحية والإدارية وبدناءة وخبث أثناء معاركها مع المقاومة والجيش والتحالف.

ولم يتوقف الامر هنا، حيث تمكنت بعدها الحكومة الشرعية من مفاصل الدولة وتعمدت تدمير الاثار والمعالم التاريخية من قبل بعض القيادات التي تكن العداء لشعب الجنوب ، في مسعى خطير لطمس الهوية الجنوبية.

الحكومة وبعض الجهات أستغلت ماقام به الحوثيين من تدمير ممنهج للمعالم لتظهر محاولة طمس المعالم بادعاء إعادة ترميمها حيث سعت بترميم المعلم التاريخي الشهير "رصيف السواح" بمديرية التواهي من خلال البدء في أعمال تطويره في تاريخ 30 يناير من العام الحالي لكنها أنصدمت بموجة غضب شعبي وأعترض الأهالي على إعادة بناء عدد من المعالم الأثرية التي تعرضت للتدمير في 2015 بطريقة مغايرة للهوية التي كانت عليها هذه المعالم وسط غياب تام لدور وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار.

ان الاهمال المتعمد للحكومة منذ سنوات تسبب بجعل المباني الاثرية مهددة بالانهيار وعلاوة على غياب الدورين الحكومي والشعبي فقد أسهمت حرب الحوثيين كثيراً في إلحاق بالغ الضرر بهذه المباني، وتدمير كثير منها واهمال وتجاهل الحكومات اليمنية لصيانتها، وليس هذا فقط بل غاب دورها في الحدّ من ظاهرة البناء العشوائي التي تشكل ضرراً يهدد حياة السكان ويدمر المعالم التاريخية. 


*- بناء عشوائي*

هي ظاهرة معروفة في مدينة عدن ولكنها اتسعت بعد عام 2011 م وبعد حرب الحوثيين وقوات صالح على عدن ، وعاثت هذه الظاهرة فساداً في جمال عدن وتخطيطها العمراني.

ودمرت ظاهرة "البناء العشوائي" المدينة في اتجاه يراه محللون بانه متعمد وبحقد لإنهاء وطمس تاريخ عدن ، واتجاه آخر يساعد ومن دون وعي لتدمير هذا التاريخ وبمساهمة من المواطنين.

وتعرضت المعالم التاريخية والأثرية لضرر بالغ ، ويرجع ذلك إلى استيلاء البعض على أماكن تاريخية، وانعدام النظام حيث سيطر الكثير من الناس على هذه الأماكن التاريخية وجرت طمس الكثير من هذه المعالم ، فمنها ما طالها الطمس الكامل ، ومنها ما غيّر ملامحها وتشويهها بما يفقدها قيمتها التاريخية .

وتوجه اصابع الاتهام الى جهل المواطنين والسبب الاخر يعود إلى إنعدام الخطط الإستراتيجية لدى الدولة ما تسبب بجعل الاستيلاء عليها طريقة للمتاجرة على حساب المواطنين والتاريخ والهوية الجنوبية.

وأعمال البسط والبناء العشوائي طال أبرز معالم عدن التأريخية وهي الصهاريج (صهاريج الطويلة في مدينة كريتر بوادٍ يُعرف بوادي الطويلة في امتداد خط مائل من الجهة الشمالية الغربية لمدينة كريتر التي تقع أسفل مصبات هضبة عدن، وتعد من أبرز المعالم التاريخية والسياحية، وأنشئت على يد الحِمْيَريين حسب دراسات أثرية حديثة) حيث قام مواطن ببناء منزل في الجهة اليسرى وهي الجهة المحاذية للبوابة، وعمد المواطن إلى استمرار البناء في الصهاريج.

ولم يقتصر الامر على الصهاريج وحسب ، بل امتد الى عدد من المعالم كقلعة صيرة ومفتاح عدن والمجلس التشريعي والمملاح والمناطق الرطبة الخاصة بالطيور «محميات طبيعية» ومقبرة الفرس وكهوف البوميس.



*-غياب مستهجن للسلطة المحلية:*

ويتهم المواطنون الصمت المريب للسلطة المحلية بعدن ومحافظها على كل مايحدث للمعالم التاريخية بالوصف انها "حرب على الموروث الثقافي لعدن" وعدوها قصورا فاضحا ومعيبا وغيابا مخلا بالأمانة العامة من قبل السلطة المحلية التي من المفترض بها ان تستشعر هذه الأعمال عقب التداعي المجتمعي، كون الحفاظ على الموروث الثقافي يقع في صلب مهامها.

وشن ناشطون حملات إنتقادات لاذعة على السلطة المحلية والحكومة ووصفها بانها غائبة وبلا رؤية تجاه التعامل مع المعالم التاريخية وهذا الموروث الثقافي حيث انه ووفقا للقوانين والدستور فيجب على السلطة المحلية الالتزام بقانون الآثار وقانون السلطة المحلية بالحفاظ على هذا الموروث.

ووفقا لمصادر خاصة فان عدد كبير من المنظمات الدولية والمحلية على إستعداد كامل على حماية هذا الموروث الثقافي والمعالم التاريخية الا ان السلطة المحلية كانت معرقلا لكل هذه الجهود ولم تعطها فرصة وأعتمدت "أساليب التطفيش" لإستمرار الحال على ماهو من تدهور وتدمير كبير.



*-رأي عام:*

دعا المحامي نجيب العيدروس الى التصدي لما وصفها بـ"المهزلة" بحق المعالم التراثية والتاريخية في عدن وحذر قائلا: علينا رفضها رفضا كليا وقاطعا لكل لما يجري من تغيير للهوية الجنوبية تحت أي مبررات.

وأستنكر الاكاديمي في جامعة عدن سالم أحمد مايحدث حاليا بالقول: عدن شهدت مسبقًا طمسًا للهوية الجنوبية وتغيرًا لملامحها من خلال استحداث مسجد التاريخي في مديرية كريتر والذي تم بناؤه على غير الهوية التاريخية المعروف بها.

وعلق الاعلامي أنس السعدي عبر "عدن تايم" : ان المعالم التاريخية في عدن... باتت اليوم تراثا إنسانيا يتهدده الاندثار ، مضيفا : اصابع الاتهام لغياب الدور الحكومي فالحروب ألحقت الضرر بالمباني الأثرية والتشويه والعبث خطر قائم.


اخيرا، فانه ووفقا للخبراء فان الآثار والمعالم في عدن باتت معرضة للخطر وسط إهمال من الجهات المعنية وجهل من المواطنين وإستمرار اعمال البسط، ويتوقع المواطنين بانه سيكون للمجلس الانتقالي الجنوبي دورا بارزا في التدخل وسحب البساط من تحت كل من تسول له نفسه تشويه وإهمال المدينة التاريخية ، المدينة التي لطالما عُرِفت بجمال مناظرها وجوّها وعراقة معالمها.