آخر تحديث :الأربعاء - 17 أبريل 2024 - 01:45 ص

تحقيقات وحوارات


إستطلاع : غول الإسمنت يبتلع الأراضي الخصبة في لحج

الإثنين - 21 أكتوبر 2019 - 12:54 م بتوقيت عدن

إستطلاع : غول الإسمنت يبتلع الأراضي الخصبة في لحج

استطلاع ـ صدام اللحجي

الزحف العمراني أو البناء العشوائي تعددت الأسماء والنتيجة واحدة وحش إسمنتي يتمدد على سكينة الأراضي الزراعية ويلتهمها قطعة قطعة وسط غياب قوانين تنظيم صارمة وضعف أداء جهات يفترض أن تكون معنية بالقضية تمدد أنهى حياة أخصب الأراضي الزراعية في عدة مناطق في لحج يقفز أفقيًا من منطقة إلى أخرى ليزرع نفسه على حساب مزارع الخضروات والمانجا والليم واعلاف القصب التي كان لها ذات يوم شأن كبير.


* جولة ميدانية


(عدن تايم) رصدت في جولة ميدانية على طول خط قرية سفيان الرابط بين مدينة الحوطة ومناطق شرقية كيف يزحف الإسمنت على كل الفراغات وكيف تنشأ البيانات وسط الأراضي الزراعية وتعلو العمارات على الرقعة الزراعية في لحج إحصائيات تتحدث عن تراجع مساحات الأراضي الزراعية في مديرية تبن لحج مرعبة إلى درجة دفعت بعض المزارعين إلى التحذير من كارثة ستؤدي حتما إلى تآكل المساحات الخضراء لصالح الزحف العمراني.


* تركها آبائنا


أبدى المواطن عصام ناصر (36 عاما) تذمّره نتيجة التوسع العمراني الذي تشهده مدينة الحوطة وتبن على حساب أراضي زراعية مثل عبرلسلوم وسفيان وغيرها يقول عصام نتج عن الزحف العمراني إلى الجهة الشرقية للمدينة ارتفاع أسعار الأراضي الزراعية بشكل خيالي مما دفع الكثير من المواطنين إلى بيع أراضيهم مقابل مبالغ كبيرة وذلك التوسع أدى إلى تدمير مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية" وأضاف عصام"أصبح ابن المدينة يبحث عن قطعة أرض في محيط غير مكتظٍّ بالسكان وتحديداً في ضواحي المدينة هروباً من صخب المدينة باعتبار تلك المناطق أقل كثافة سكانية من جهة وأكثرها جمالاً من جهة أخرى ويتابع أصبحنا نقتلع أشجار المانجا التي تركها لنا آبائنا وتعبوا في زراعتها من أجل البناء فقلة الأراضي وارتفاع أسعارها دفعنا للقيام بذلك رغم معرفتنا بالمخاطر البيئية الناتجة عن ذلك، فليس باليد حيلة حد تعبيره.


* مساكن عشوائية


يوضح زحف الإسمنت في مناطق لحج أدى إلى انتشار مساكن عشوائية قبيحة بشكل أفقي في غياب تام للبنية التحتية والمرافق الضرورية من متنفسات وطرقات وأماكن للترفيه مما يضر بجمالية المدن ويخلق أحياء فطرية تمسخ معالم المدينة وتشكل مراقد لا تصلح فيها للتجارة أو الصناعة أو أي عمل منتج ويلفت الانتباه إلى غياب قنوات الصرف الصحي في بعض مناطق ضواحي مدينة الحوطة مما يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية لأكبر خزان مائي بلحج.


* أرباح واستثمار


تدمير الأراضي الزراعية يرجع لأسباب عديدة أبرزها الأرباح العالية للاستثمار في العقارات والطلب المتزايد على السكن وعدم توفير مخططات عمرانية خارج نطاق المناطق الزراعية لاسيما في المناطق الشرقية والغربية لمدينة الحوطة وتواطؤ المسؤولين والإدارات الحكومية مع التجار من خلال الرشوة وغض النظر عن المخالفات ومع اندلاع الحرب الأخيرة التي شنها الانقلابيون على الجنوب ترددت مؤخرا الأنباء عن تزايد مخالفات البناء لاسيما في مديرية تبن والاستيلاء على مناطق عديدة في مقدمتها الأراضي الزراعية بسبب الفوضى وتراخي المؤسسات الرسمية أو تعطيل عملها وما يزيد الوضع تعقيدا العوامل المناخية كالجفاف والتصحر إضافة إلى التلوث.


* تراجع مساحات الزراعة


من أهم أسباب الزحف العمراني هو زيادة عدد السكان والحاجة الى المساكن ما أدى إلى التوجه للبناء في الأراضي الزراعية إضافة الى تناقص المساحات الزراعية لانشغال وتفضيل أصحابها للعمل بالقطاعات الأخرى الحكومي والتجاري والخدماتي فضلا عن الزراعة وشكل تفتت الملكية عامل أساسي في تقليل المساحة الزراعية وتوسع العمران فيها كما يتعرض الانتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني إلى العديد من المخاطر بسبب التغيرات المناخية منها ارتفاع درجات الحرارة وشح مياه السيول وبالتالي تأثرت الزراعة بشكل كبير بعوامل المناخ وما تحدثه من أضرار على الرقعة الزراعية في لحج.


* تدمير الأراضي الزراعية


معاناة الزراعة والمزارعين في محافظة لحج عموما لا تقتصر على تدمير الأراضي الزراعية وإهمالها فحسب وإنما تشمل كذلك ضعف أو انعدام الدعم الحكومي للمزارعين أنفسهم في توفير متطلبات إنتاجهم وتسويقه بأسعار محفزة ففي غالب الأحيان يُترك هؤلاء عرضة لقوى السوق وجشع التجار بشكل يدفعهم إلى ترك الزراعة والهجرة إلى المدن الكبيرة بحثا عن فرص عمل ومسكن في أطرافها وأحيائها العشوائية وبدلا من دعم المنتج الزراعي بهدف تشجيع إنتاجه.


* دعم المزارعين


وتتسق اراء مهتمين بهذه الظاهرة المقلقة حيال اسبابها ودوافعها ومسبباتها لجهة قصور التشريعات والقوانين والانظمة في معالجتها واهمية التوجه الجدي بالعمل على ايقافها عند هذا الحد حماية للأجيال القادمة والابقاء على ما تبقى من مساحات خضراء تشكل مرتكزا للتطور الحضري الذي يوازن بين متطلبات البيئة وحاجات العمران مع ضرورة دعم المزارعين وتقليل كلف الانتاج لتشجيعهم على العودة للزراعة ما امكن.


* تمدد عمراني


وعن التمدد العمراني التي تشهده مدينة الحوطة وضواحيها يقول حامد بن قاسم: أصبحت ظاهرة التمدد العمراني مقلقة نوعاً ما لأن هناك امتداداً واضحاً على الأراضي وبشكل خاص الأراضي الملاصقة للمدينة من الجهة الشرقية لملاءمتها للتطور العمراني وخاصة في ظل تمدد مناطق مختلفة باتجاه الحوطة لاشك أن هناك توجهاً كبيرا للتوسع العمراني حاليا مقارنة بالسنوات الماضية سواء في شراء الأراضي أو البناء حيث ظهر في الآونة الأخيرة بناء أحياء سكنية وأشكال لمختلفة على حساب الرقعة الزراعية في المعمورة.