آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 01:25 ص

اخبار وتقارير


تقرير خاص- الحوثيون يواصلون انتهاكاتهم بحق المدنيين شمالي الضالع

السبت - 16 نوفمبر 2019 - 04:51 م بتوقيت عدن

تقرير خاص- الحوثيون يواصلون انتهاكاتهم بحق المدنيين شمالي الضالع

عدن تايم/ وضاح الأحمدي




تواصل ميليشيات الحوثي انتهاكاتها بحق المدنيين في المناطق التي ما تزال تسيطر عليها شمال محافظة الضالع، وسط غياب تام للمنظمات الإنسانية، الأمر الذي ضاعف من معاناة اهالي المناطق وسط استمرار محاصرتها من قبل الميليشيات.

وتتنوع هذه الانتهاكات بين التهجير القسري واحتلال القرى الآهلة بالسكان وتحويلها الى مواقع حربية، وقصف اخرى بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، وتفجير الجسور والمنشآت وزرع الألغام في المزارع والطرقات،
فيما استحدثت انتهاكات غير مسبوقة تتمثل بصفية عددا من الشباب بسبب رفضهم التجنيد الإجباري.

وفجرت الميليشيات مؤخرا جسر الزيلة على الخط الرابط بين عدن وصنعاء في بلدة مريس، مما جعل اهالي المناطق المستفيدة منه يدخلون في عزلة تامة بعد ان فجرت جسور مماثلة في مناطق عدة تتوسط محافظتي الضالع وإب، فيما أكدت ان الميليشيات تعمدت تفجير الجسر خوفا من تقدم القوات الجنوبية باتجاه مناطق يعيس وناصة وبيت اليزيدي وصولا الى مدينة دمت التي ما تزال تسيطر عليها الميليشيات منذ بدء انقلابها على السلطة الشرعية اليمنية في 2015.

جرائم متواصلة

واوضح مدير عام مكتب وزارة حقوق الإنسان بمحافظة الضالع، محمد الواقدي لعدن تايم، ان جرائم وانتهاكات الميليشيات كثيرة ومتعددة، ابرزها تصفية شباب من قبائل مناطق شمال الضالع بعد رفضهم التجنيد الاجباري والالتحاق في صفوف الميليشيات الحوثية، وهي سابقة خطيرة لم تسجل في الضالع منذ بدء الحرب، مشيرا الى ان الميليشيات فقدت الكثير من قياداتها وعناصرها ما دفعها الى التجنيد الاجباري، كما انها تخشى مساندة أهالي هذه المناطق للقوات المشتركة حال خسرتها الميليشيات.

وكشف ان الميليشيات نقلت حربها الى داخل القرى والمناطق الاهلة بالسكان ووضعت قناصتها على اسطح المنازل، في تحد واضح لكل القوانين الدولية، إضافة الى زرعها الألغام في الطرق العامة ومزارع المواطنين الامر الذي تسبب بقتل وجرح العشرات منهم اطفال ونساء، يرافق ذلك قصف عشوائي الى المناطق التي خسرتها قبل شهر لصالح القوات الجنوبية انتقاما من اهاليها، كما واختطاف قاصرين لإجبار اهاليهم على دفع مبالغ مالية او التهديد بقتلهم.

وطالب مبعوث الامم المتحدة الى اليمن إيلاء هذه الانتهاكات الاهتمام الكافي ورفعها الى الامم المتحدة والمجتمع الدولي لوضع حلول ناجعة وسريعة لها، واعتبارها جرائم حرب وضد الإنسانية.

- هستيريا حوثية:

من جانبه قال رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات، عرفات حمران، لعدن تايم، انه كلما اقترب الجيش من مناطق الميليشيات وخصوصا دمت، زادت هستيريا الميليشيات، موضحا انها اختطفت في يوم واحد 35 فردا من مشائخ وأعيان وشخصيات اجتماعية من عدد من المناطق شمال محافظة الضالع، مشيرا الى عمليات قنص تستهدف الاطفال.

واضاف " كل الانتهاكات بما فيها تفجير الجسور مخالفة للقانون الانساني وتزيد من معاناة المدنيين الذين نزحوا قسرا الى مناطق بعيدة، وسط ازدحام كبير لعدد النازحين في هذه المناطق ما يعني صعوبة استيعابهم وكذلك صعوبة وصول المنظمات الإنسانية اليهم نتيجة تفجير الجسور وكذا استهداف القرى والمساكن وحتى المارة" .

واكد ان الكثير من الخدمات الاساسية أصبحت منعدمة، والنساء والأطفال اكبر المتضررين.. " لا نعلم وجهة بعض النازحين الى الان، رغم ان لدينا إحصائية تؤكد وجود 65 الف نازح تم استيعاب 35 الف نازح منهم فقط، ورغم الدعم الانساني الذي وصل الى النازحين الا انه لا يكفي قياسا بعدد النازحين واحتياجاتهم.. الكثير من الاهالي نزحوا هروبا من اجبارهم على الزج باولادهم في حرب الميليشيات وبسبب تحويل قراهم الى مناطق صراع، فضلا عن استهدافهم عن طريق قناصة الميليشيات".

واختتم " الميليشيات تستهدف الجوانب الانسانية كلما خسرت معاركها الحربية وهذا مخالف للقوانين والاعراف والمواثيق الدولية وأخلاق الحروب، لذا وجب على المجتمع الدولي الضغط عليها ومنعها من ارتكاب مزيدا من هذه الجرائم".

- مناشدة:

وناشد اهالي وسكان منطقة صبيرة وعزلة بلاد اليوبي شمال قعطبة، المنظمات الدولية والامم المتحدة بالضغط على ميليشيات الحوثي واجبارها على الخروج من داخل قراهم ومنازلهم التي يتمركزون بداخلها محملة اياها المسئولية الكاملة ازاء سلامة حياتهم المهددة.

وجاء في المناشدة التي حصلت " عدن تايم" على نسخة إلكترونية منها،" نحن اهالي وسكان مناطق صبيرة ومناطق عزلة بلاد اليوبي نرفع شكوى بما تقوم به ميليشيات الحوثي التي قامت باقتحام قرانا وتمركزت وتحصنت داخل منازلنا، وحولتها الى ثكنات عسكرية واتخذت من السكان دروعا بشرية، وتحديدا الاطفال والنساء وكبار السن".

واضافت المناشدة " لقد اقتحمت الميليشيات قرانا ليلا في 8 اكتوبر الماضي، ومنذ اليوم الثاني صباحا باشرت باستهداف المناطق والمواقع التي خسرتها بالسلاح المتوسط والخفيف، معرضة حياتنا وأطفالنا ونسائنا لخطر الموت".

واردفت" الميليشيات لم تراع حرمة القرى والمدنيين، بل استحدثت مواقع عسكرية بين المنازل وفي الطرقات كما نشرت قناصين على اسطح المنازل، قبل ان تجبر سكان قرية صبيرة البالغ عددهم 10 آلاف نسمة على النزوح، وتعريض القرية للتدمير وإتلاف مزارع وأملاك الاهالي".

واختتمت " اغلب سكان هذه القرى تحت خط الفقر ويعتمدون في معيشتهم على المساعدات الإنسانية، وحال تأخر المجتمع الدولي في إنقاذهم ستكون الكارثة كبيرة ومأساوية ".

- موجة نزوح:

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن أكثر من 65 ألف شخص نزحوا من مختلف المناطق التي شهدت مواجهات في محافظة الضالع منذ مطلع العام الجاري وحتى سبتمبر الماضي.

وقالت اللجنة في تقرير لها صدر مؤخراً، إنه وفقًا لتقرير مصفوفة تتبع النزوح الصادر عن المنظمة الدولية للهجرة، فإن أكثر من 65 ألف شخص تركوا ديارهم خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2019، مضيفة أن هذا العدد لايشمل موجة النازحين الجديدة الذين لا يُعرف عددهم.

ونقل التقرير عن العائلات النازحة قولها إن مزيدًا من الأشخاص قادمون في الطريق أو يتحينون الوقت المناسب للفرار، فيما اضطرت العائلات النازحة إلى السير في منتصف الليل لساعات، مارّة بمناطق ملوثة بذخائر غير منفجرة، ولا تكاد تجد ما يسد رمقها أو يكفي حاجتها من غذاء أو ماء.

وبحسب التقرير فقد شوهد بعض الناس مكدسين فوق بعضهم في صناديق تحميل سيارات “بيك أب”، وهم ينتقلون من مكان إلى آخر بحثًا عن مأوى، إذ يجد النازحون الجدد مشاقّ في العثور على مكان يأوون إليه.

وحُوّلت العديد من المباني والمدارس في الضالع إلى أماكن لإيواء العائلات التي فرت من القتال منذ بداية العام، وهذه المُنشآت مكتظة للغاية بشباب ونساء وأطفال ليس لديهم أي مصدر دخل.