آخر تحديث :السبت - 23 نوفمبر 2024 - 12:59 م

تحقيقات وحوارات


محمد سعيد سالم لعدن تايم: المجلس الانتقالي الممثل الوحيد للجنوب.. وشرعية الرئيس هادي تتحرك وفق مصالح هذه القوى

السبت - 07 ديسمبر 2019 - 08:03 م بتوقيت عدن

محمد سعيد سالم لعدن تايم: المجلس الانتقالي الممثل الوحيد للجنوب.. وشرعية الرئيس هادي تتحرك وفق مصالح هذه القوى
وكيل محافظة عدن محمد سعيد سالم في حوار خاص مع عدن تايم

عدن تايم / حاوره : كرم أمان

إلتقت صحيفة عدن تايم بوكيل محافظة عدن الأستاذ محمد سعيد سالم أحد السياسيين والإعلاميين البارزين على الساحة الجنوبية بشكل عام وعلى الساحة العدنية على وجه الخصوص ، وأجرت معه حواراً خفيفاً عن أخر وأهم التطورات السياسية في الجنوب وأهمها المجلس الإنتقالي الجنوبي وإتفاق الرياض ودور التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات .

رحب سالم باللقاء وأعرب عن سعادته به ، كما عبر عن شكره وإمتنانه لصحيفة عدن تايم وقيادتها ، واعداً الصحيفة بالإجابة على بقية الأسئلة المطروحة عليه في القريب العاجل .

هل يمكن ان نقول ان المجلس الانتقالي الجنوبي اصبح اليوم الممثل الشرعي والوحيد للقضية الجنوبية ؟

وفقاً للأمر الواقع نعم والأمر لم يأت مصادفة بل هو نتيجة تضحيات شعب الجنوب الممتدة منذ إنقلاب نظام صنعاء على الوحدة ، وإحتلال الجنوب بالقوة العسكرية عام 1994 ، وبفعل إصرار أبناء الجنوب وقياداته وكوادره على مقاومة الجرائم والإنتهاكات ومحاولات طمس الهوية على مدى 25 عاما
المجلس الإنتقالي الجنوبي اليوم الممثل الشرعي لشعب الجنوب ، ولقضيته العادلة في التحرير والإستقلال وإستعادة دولته كاملة السيادة وحقه في إقامة مشروع الجنوب الجديد .

يكتشب المجلس الإنتقالي الجنوبي هذه الشرعية بتمثيل الجنوب بفعل تراكمات ماقدمته الثورة الجنوبية وحراكها السلمي وصولاً الى بطولات المقاومة الجنوبية ، اليوم ، ضد الإنقلاب الحوثي ومشروعه الطائفي المدعوم من إيران للسيطرة على اليمن شمالاً وجنوباً وزعزعة أمن وإستقرار المنطقة

المجلس الإنتقالي الجنوبي الممثل الشرعية لقضية الجنوب اليوم ، لأنه جاء تعبيراً صادقاً طال إنتظاره بين جماهير الشعب الجنوبي التي عانت من خلافات وصراعات عشرات المكونات في الحراك الجنوبي ، وبتفويض من الجماهير الجنوبية نفسها في الداخل والخارج .

عاد وفد المجلس الإنتقالي الى عدن بعد مهمته الكبيرة في مفاوضات جدة والرياض الذي تم التوقيع عليه ومازال ينتظر التنفيذ.. كيف تعلقون على ذلك ؟ وكيف كانت هذه العودة؟

هذه العودة أمر طبيعي ، فهي تتم الى العاصمة عدن عاصمة أبناء الجنوب ومعقل المجلس الإنتقالي ومنها يحقق مختلف المهام والواجبات الخاصة بدوره الوطني والسياسي والأمني مع أبناء الجنوب والتحالف العربي وكل الجهات ذات الصلة في الداخل والخارج .

العودة مباركة فقد حظي الرئيس الزبيدي بإستقبال كبير من الناس وعبر الجميع عن محبتهم له وثقتهم بأن إتفاق الرياض سيتم تنفيذه وهو عملياً قد بدأ بعودة رئيس الوزراء معين عبدالملك

كيف تصفون إتفاق الرياض؟ وماهي المكاسب التي حققها للجنوب؟

وقد المجلس الإنتقالي الجنوبي على إتفاق الرياض وقد سجل اهدافاً ملائمة في مرمى القوى المستفيدة من الحرب وبإستمرار الأداء الحكومي الطامع في الجنوب ومقدراته ، والإنتفاع من التداعيات الكارثية على الإنسان اليمني وما تدره من أموال طائلة ومساعدات إغاثية إقليمية ودولية .

أهم الأهداف والنتائج التي حققها المجلس الإنتقالي :

= إثبات أن أبناء الجنوب وقياداته هم رجال سياسة ورسل سلام مثلما هم أبطال مقاومة وفداء وتضحيات.

= إحترام وترسيخ أسس الشراكة المصيرية والإستراتيجية مع دول التحالف وعلى رأسه المملكة العربية السعودية والحليف الوفي الإمارات العربية المتحدة ، والإلتزام بكل ما يتصل بإستكمال أهداف التحالف بالقضاء على العبث والتخريب الإيراني في البلاد ، وإنهاء آثار واقع الإنقلاب الحوثي في الشمال بما يؤدي الى سلام شامل يتوافق عليه أطراف الصراع.

= تمكين الجنوب لأول مرة من حقه في المشاركة في أي مفاوضات قادمة حول الحل السياسي الشامل ، من خلال الإعتراف بالمجلس الإنتقالي الجنوبي ممثلاً ومفوضاً من شعب الجنوب .

= صياغة معادلة جديدة لمفهوم ومعاني الشرعية بعد إتفاق الرياض أساسها التحالف بقيادة السعودي ، الرئيس هادي ، الحكومة الجديدة التي حدد معالمها إتفاق الرياض (50% للجنوب ومثله للشمال) ، وذلك مدخل على طريق طرح قضية الجنوب على كل طاولة للتفاوض في وقت لاحق ، حتى إذا أنضم الحوثيون الى طاولة المفاوضات.

وقد بات الجميع اليوم على قناعة تامة بأن القضية الجنوبية أساس لأي سلام ولأي عملية تتوخى الأمن والإستقرار في اليمن و المنطقة .

= كشف إتفاق الرياض أن الرئيس هادي في إطار ما يحمله من (شرعية) يعترف بها المجتمع الدولي والإقليمي ولا ينكرها المجلس الإنتقالي ، هي (شرعية) تعمل وتتحرك في نطاق مصالح القوى الكبرى في عبر الشراكة المصيرية والإستراتيجية مع دول التحالف ، ومستقبل الجنوب بات جزءاً حيوياً 

وعلى ذلك يدرك الرئيس هادي المسؤولية الملقاة على عاتقه حيث أنه لايمكن له أن يتخذ قراراً أو إجراءاً لا يقبل به المجتمع الدولي ، أو يمس الدور النبيل ، من أجل السلام والأمن والإستقرار في جنوب اليمن وشماله والمنطقة.
 .

وفي ضوء هذه الأهداف سيأتي تنفيذ بنود إتفاق الرياض في سياق عملية سياسية وأمنية وإدارية وإقتصادية وقانونية كبرى ، وما سينتج عن ذلك من (إصلاحات عميقة وشاملة) تحقق التغيير الشامل في العديد من المناطق المحررة ، وضرب الفساد والفشل في بنية مؤسسات الدولة ، وبحسب مراقبين ومحلليين فإن معظم التغيير هو الذي سبق وأن طالب به الجنوبيين ، ونقاباتهم ومنظماتهم المهنية المختلفة ، وصار ضمن (الأجندة الثابثة) للمجلس الإنتقالي الجنوبي في المرحلة المقبلة والمراحل اللاحقة .

ماهو تقييمكم للدور الإماراتي في التحالف العربي ؟

الدور الإماراتي في بلادنا لم تكن ولادته في التحالف في هذه الحرب ، الدور الإماراتي كان حاضراً ايضاً ضد عدوان نظام صنعاء على الجنوب في العام 1994 ، زمن الراحل طيب الذكر زايد بن سلطان الذي رفض العدوان وناصر المقاومة الجنوبية السياسية والشعبية حينها ، وسخّر إعلام الإمارات لدعم الرئيس البيض والقيادة السياسية الجنوبية ، وأنا شخصيا كنت أعمل وأقدم برنامجاً تلفزيونياً في تلفزيون عدن ، لتفعيل يقظة ومقاومة أهلنا في الجنوب ، وكنا نستفيد من برامج تلفزيون أبوظبي وتقاريرها الإخبارية ، لتدعيم خطابنا السياسي والإعلامي في مواجهة غزو الشمال للجنوب .

وفي الحرب الراهنة لم تتأخر الإمارات ولا أبناء زايد عن واجب التحالف وكانوا حتى كشفت سنوات الحرب الفرق الكبير بين إخلاص الجنوبيين في المقاومة والقتال وفي بطولاتهم في تحرير مناطقهم ومناطق أخرى بالشمال ، ، وهؤلاء الذين ساهموا في تعزيز وضع الإنقلاب الطائفي في الشمال المدعوم من إيران.

لقد ظلت الإمارات وفية لنهج مؤسسها وقائدها الراحل الكبير زايد بن سلطان طيب الله ثراه ، وأستمر وفاء هم في هذا الإتجاه وسيكون الجنوبيون في نفس القدر من الوفاء  إن شاء الله
هذا الأمر بات واضحاً في كل مواقف وتصريحات قادة المجلس الإنتقالي الجنوبي وفي مقدمتهم الرئيس عيدروس الزبيدي وهي معبرة عن الغالبية الساحقة من شعب الجنوب .

هناك عراقيل بدأت تلوح لعرقلة تنفيذ إتفاق الرياض.. هل يمكن تنفيذ الإتفاق بشكل كامل؟

الجهات التي تحاول عرقلة تنفيذ إتفاق الرياض هي الجهات التي لها مطامع في الجنوب ولم يعد في أجندتها تحقيق أي نصر وإنهاء الحرب والوصول الى سلام ، بل صارت عائقاً أمام مشروع التحالف في الحرب ضد المطامع الإيرانية التخريبية ، وإمتدادها المتمثل بإنقلاب الحوثيين .

علينا أن نضع أيادينا بأيدي أشقائنا في التحالف وأن نثق بأن المملكة السعودية التي قادت تحالفاً لإفشال التمدد الإيراني عندنا ، قادرة على رعاية سلام واسع وشامل في اليمن والمنطقة .

إتفاق الرياض باركه العالم وسيتم تنفيذه وسيحقق أهدافه بإذن الله مهما كانت المحاولات  من أجل عرقلته.