آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 04:29 ص

تحقيقات وحوارات


حوار- حجز مخصص من التحالف لمستشفى بالضالع لاستقطاع 25% منه

الخميس - 16 يناير 2020 - 08:44 م بتوقيت عدن

حوار- حجز مخصص من التحالف لمستشفى بالضالع لاستقطاع 25% منه

لقاء/ وضاح الأحمدي



* نطالب السلطة المحلية بفرض الأمن لعودة المنظمات الدولية

* الهلال الإماراتي ساعدنا كثيرا ورحليه مثل مشكلة

* نامل ان يدعمنا التحالف أسوة بباقي المحافظات

كشف مدير عام مستشفى النصر بمحافظة الضالع الدكتور محمود علي حسن، عن المعاناة الكبيرة التي يمر بها المستشفى نتيجة مغادرة المنظمات الدولية واهمها منظمة أطباء بلا حدود، داعيا كلا من الحكومة والتحالف العربي والجهات الداعمة إلى إعادة النظر في تقديم الدعم الكاف للمستشفى الحكومي الوحيد في المحافظة.
وأشار إلى الصعوبات التي يواجهها المستشفى في جوانب عدة أهمها الضغط الكبير الذي يتحمله نتيجة الحرب القائمة مقارنة بقدرته على مواجهة هذه الضغوط والأعباء نظرا لمحدودية إمكانياته.



ـ ما هي اهم انجازاتكم للعام المنصرم؟.

ـ ـ أنجزنا الكثير من الأعمال الخاصة بتطوير اداء المستشفى ورفع أداءه خصوصا أنه المستشفى العام الوحيد في المحافظة لذلك يعاني من ضغط عمل كبير وتحديدا منذ بدء الحرب، وباعتقادي أن رفع الموازنة الشهرية للمستشفى كانت أهم انجاز للعام للمنصرم إذ تم رفعها من 3 مليون ريال الى 10 مليون، وجاء ذلك بعد متابعات حثيثة قمنا بها حتى وصلنا الى رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك الذي وجه مشكورا برفعها، ثم إننا أدخلنا أيضا بعض الأجهزة والمعدات الطبية المهمة مثل جهاز "سي آرم" الخاص بالعظام وجهازي ايكو وآلترا ساوند، وأجهزة مختبرية وعيون وأسنان، واشعة ديجيتال ملحوقة ببناء عدة غرف خاصة بها ومخزن للأدوية، فضلا عن زيادة عدد الأسرّة في بعض الأقسام، إضافة إلى رصف ساحة المستشفى.

ـ ماذا تخططون للعام الجاري؟.

ـ ـ نخطط هذا العام لإدخال اشعة مقطعية ويحدونا الأمل أن نتمكن من ايجاد الدعم لتوسعة مبنى المستشفى الذي تم بناءه قبل أكثر من ستون عاما باعتباره مستشفى مديرية وليس محافظة، إضافة إلى تزويده بكل الادوات والمعدات الطبية اللازمة وإلحاقه بعيادات خارجية ومخيم خاص بالاوبئة مثل الكوليرا والدفتيريا والتيفوئيد والحصبة وغيرها من الأمراض الوبائية، إضافة إلى عناية مركزة خاصة بالوبائيات وتطوير العناية المركزة الحالية، فضلا عن استعادة المنظمات الدولية إلى العمل في المحافظة لما لها من دور كبير على مساعدة المستشفى وتخفيف الضغط عليه.

- بعد مغادرة منظمة أطباء بلا حدود المحافظة لوحظ تراجع ادائكم، فمعلوم للجميع انها كانت تغطي جزء كبير من أعمال المستشفى.. كيف تجاوزتم هذه الصعوبة؟.

ـ ـ عملنا بجهود مضاعفة رغم عدم وجود أي بديل لمنظمة بلا حدود خلال العام الاول من مغادرتها الضالع، وواصلنا هذه الجهود رغم دخول منظمة أخرى كان مقرر لها أن تعمل في إطار مديرية جحاف خلال العام الماضي، لكن الحقيقة أن دعمها يمكن أن يغطي مستشفى ريفي خاص بمديرية وليس محافظة ما تزال جبهاتها الحربية مشتعلة وتحاصرها امراض واوبئة فتاكة إضافة إلى الحالة المادية المتدنية لمواطنيها الأمر الذي يدفعهم إلى اللجوء للمستشفى الحكومي، لكن تم استقدامها باعتبار ذلك من ضمن الحلول المتاحة، ورافقنا عملها جمعيا كإدارة وأطباء وممرضين ومتطوعين صحيين بجهود مضاعفة إيمانا منا بخدمة محافظتنا وتقديرا للمرحلة الحرجة التي تمر بها، لكن لا يعني ذلك أننا في غنى عن دعم ومساندة أي جهة سواء كانت جهات حكومية أو منظمات إنسانية دولية، وذلك نظرا للضغط المتزايد على المستشفى ذي الإمكانيات المحدودة.

ـ هل عملكم مقتصر على مناطق معينة في المحافظة؟.

ـ ـ لا ابدا، نحن نقدم كل خدماتنا لكل مناطق محافظة الضالع والمستشفى مفتوح للجميع بلا استثناء سواء لمعالجة الحالات المرضية المختلفة أو استقبال الجرحى من مختلف جبهات القتال، ويتم التعامل مع الجميع على حدٍ سواء.

- ما ابرز المشكلات التي تواجهككم؟.

ـ أشياء كثيرة أهمها استمرار حجز مبلغ الدعم المخصص لمستشفى النصر الضالع والمقدم من دول التحالف العربي، لدى المدير المالي للتحالف الدكتور محسن النقيب، رغم متابعتنا الحثيثة له، لكنه أصر على خصم 25% من المبلغ وهذا ما رفضناه نحن، لأن المبلغ مستحق وغير قابل للخصم نظرا لقلته اساسًا، كما ان باقي المستشفيات التي تحصل على مثل هذا الدعم لا تتعرض للخصم.

ـ كم المبلغ؟.

ـ ـ مائة ألف ريال لكل عملية، يتم منح نصف المبلغ للطبيب في الجراحة أو العظام فيما تذهب 15% منه للطبيب المختص بالتخدير و5% للمختص بالتعقيم، ومثلها للطبيب المساعد، وضعفها لعامل النظافة والمشرف على القسم المختص بالجراحة، فيما تذهب باقي النسبة لتغطية نفقات الحراسات والمناوبين وكذا الاستفادة منها في توفير ادوات نظافة ومصاريف طارئة.
وللعلم فإن هذا النظام معمول به في كافة المستشفيات العامة والخاصة التي تتلقى الدعم سالف الذكر، ولم يتم استقطاع اي نسبة منه عدا مستشفى النصر العام بالضالع، الأمر الذي دفعنا إلى التساؤل لماذا مستشفى النصر فقط؟.

- هل قدمتم شكوى بذلك؟

ـ ـ كما أسلفت أننا تابعنا أكثر من مرة وبحثنا معالجات عدة لكنها لم تجدي نفعا، قبل أن نرفع بمذكرة للرئيس القائد عيدروس الزبيري، ومن المقرر النظر فيها.. ما نزال ننتظر وكلنا ثقة بأنه سيتم الإفراج عن هذا الملبغ المستحق.

ـ ماهي ابرز الصعوبات التي تواجهكم؟.
ـ ـ كثيرة وأهمها عدم وجود منظمات داعمة للمستشفى خصوصا في تغطية رواتب وحوافز الأطباء العاملين، فمثلا لدينا سيارات إسعاف لنقل الحالات الحرجة إلى عدن، ويعمل سائقيها بلا رواتب تذكر منذ عام، عدى بعض المساعدات التي نحصل عليها من المساهمة المجتمعية وهي قليلة، ومثلهم أطباء العناية المركزة، إضافة إلى ضعف القدرة الاستيعابية للمستشفى يقابل ذلك كثافة الضغط عليه وتزايد هذا الضغط نتيجة الحرب، عطفا عن قلة الإمكانيات المادية وشحة مواردنا بإعتبارنا مشفى حكومي.

ـ كيف تقييم الوضع الصحي بالمحافظة؟.

ـ المحافظة على رأس قائمة المحافظات الاكثر تضررا نتيجة الحرب التي ما تزال تنشط في جبهاتها يوما بعد آخر، وتضيف لنا أعباء أخرى تفوق في أحايين كثيرة قدرتنا على مواجهتها، لولا جهودنا المضاعفة التي نتفوق فيها على أنفسنا إيمانا منا بتقديم تضحيات توازي تضحيات أبناءنا في الجبهات، واستقبلنا العشرات من ضحايا التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا ملعب الصمود ومعسكر الصدرين تباعا مطلع الشهر الجاري، ولاحظت طريقة عملنا المضاعف في تقديم الخدمة الصحية المتكاملة لعدد كبير من الضحايا حتى تجاوزنا هذه الصعوبة.
ثمة مبالغ مالية هائلة يصرفها التحالف لمستشفيات حكومية وخاصة أيضا، ويستثنى منها مستشفى النصر العام بالضالع رغم أنه المستشفى العام الوحيد الذي يغطي محافظة الضالع بأكملها، ويتحمل أغلب نفقات وتكاليف خدماته الصحية من موازنته الخاصة، مثل شراء الأدوية وشراء المحروقات ونقل الحالات الحرجة إلى عدن وشراء للجرحى الحرب بعض المستلزمات الطبية غير المتوفرة في المستشفى.

ـ ما مدى تأثير مغادرة منظمة أطباء بلا حدود على المستشفى؟

ـ ـ تأثير كبير وتركت فراغ واسع ليس على المستشفى فحسب وانما على المواطنين المستفيدين من خدمات مستشفى النصر العام، فلك أن تتخيل أننا مديونين بمبلغ خمسة مليون ريال قيمة شراء اكسجين خلال ستة أشهر من مغادرة المنظمة التي كنا نعتمد عليها في توفير هذه الخدمة فقط، ناهيك عن خدمات اخرى وضعتنا جميعا في مأزق توفيرها، وذلك قبل أن يأتي الهلال الأحمر الإماراتي وتكفله بتوفير هذه الخدمة، لكن رحيله أيضا أعاد لنا المشكلة، واطلعك أننا ابتعنا خلال الأشهر الماضية اكسجين بما قيمته أكثر من مليونا ريال من موازنة المستشفى، وهنا ننوه أن وزير الصحة وجه منظمة الصحة العالمية بعمل مصنع للأكسجين بمحافظة الضالع أسوة بباقي المحافظة وقد تم ذلك إلا في الضالع.

ـ تشعرني أن منظمة الصحة العالمية تتعمد حرمان الضالع من خدماتها؟

ـ ـ ارجو ألا يكون ذلك، لكننا تابعنا استقدام عديد منظمات إلى الضالع وحين حصلنا على موافقة هذه المنظمات، منعتها منظمة الصحة العالمية من العمل في المحافظة بحجة انها المسئولة عن تقديم الدعم والخدمات الصحية لها، لكن في محصلة الأمر لم تنفذ المنظمة العالمية ما التزمت به.

ـ كلمة أخيرة تودون قولها؟

ـ ـ اتقدم بالشكر لدولة رئيس الوزراء على رفع موازنة المستشفى رغم أن احتياجاتنا تستدعي ايجاد موازنة أكبر، كما أنني آمل منه بسرعة التوجيه لتوفير أشعة مقطعية للأهمية القصوى لها، وأدعو دول التحالف إلى إعادة النظر في دعمها لمستشفى النصر بالضالع، كما أطالب السلطة المحلية بمحافظة الضالع بالعمل بجدية لإستتباب الأمن كي نتمكن من إعادة المنظمات الدولية، وأرجو أن يدرك المجتمع في الضالع أنه جزء رئيسي وفاعل في استتباب الأمن، وأن يعمل على تفعيل هذا الدور.