آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:31 م

اخبار وتقارير


تقرير خاص- اليمن دون انترنت ومخاوف من استمرار الانقطاع

الجمعة - 17 يناير 2020 - 03:59 م بتوقيت عدن

تقرير خاص- اليمن دون انترنت ومخاوف من استمرار الانقطاع

تقرير/ فاطمة العبادي:

منذ الخميس الماضي, وشبكة الانترنت التابعة للمؤسسة العامة للاتصالات تشهد شللا شبة كامل في الخدمة, الامر الذي شل مظاهر الحياة التي تعتمد على الشبكة بدرجة رئيسية, وعلى اثر الامر ذاته تعطلت الكثير من الاعمال العامة والشخصية وتكبد معظم التجار والمواطنين خسائر مالية عالية, وزعمت جماعة الحوثي التي تسيطر على الخدمة في صنعاء بان سبب العطل هو قطع في الكيبل الموصل للإنترنت, بينما ارجح الكثير من قراء المشهد اليمني بان قطع الخدمة ما هو الا مسار تسلكه الجماعة لحوثنة القطاعات الخدمية في اليمن.

رواية حوثية:
زعمت الجماعة التي تسيطر على الاتصالات اليمنية في صنعاء بان أكثر من 80% من سعات الإنترنت في اليمن خرجت عن الخدمة بسبب انقطاع الكابل البحري عدداً كبيراً من الوصلات التراسلية للإنترنت خرجت عن الخدمة بسبب تعرض الكابل البحري (فالكون) للانقطاع في السويس ما تسبب في خروج أكثر من 80% من سعات الإنترنت الدولية في اليمن.
وارجح الكثيرين بان هناك أهدافا اخرى تقف خلف تحكم الحوثيين بالإنترنت وتعمد فصلة منها التضييق على حياة المواطنين, ومنع نشر فضائحهم و مخاوف من اندلاع انتفاضة شعبية ضدهم وكذلك إجبار المواطنين على ترشيد استخدام الإنترنت بالقوة.
البديل:
نجا عدد كبير من مستخدمي خدمة "عدن نت" في محافظة عدن من تردي الخدمة, الامر الذي جعل الكثير يبحث عن "مودمات" عدن نت لشرائها باي سعر, واستغل البعض الازمة التي يمر بها مشتركي "يمن نت" الى رفع سعر المودمات بشكل خيالي وصل الى 1500 ريال سعودي للمودم الواحد .
وشهدت مراكز البيع ازدحاما كبيرا للحصول على "عدن نت" الا ان ذلك لن يحل الازمة, فشبكة عدن نت مخصصة لمحافظة واحدة فحسب ولا يمكنها العمل بشكل جيد الا في الاماكن التي تتوفر بها التغطية بشكل افضل.
وتستخدم عدد من المراكز الاعلامية والشركات, خدمة النت "الفضائي" الذي يتميز بسرعته القصوى, ولا يمكن لاي مشترك ان يتحمل تكاليف الفضائي الا اذا كان ميسور الحال.
تعطيل العمل:
تسبب ضعف شبكة الانترنت الى تعطيل اعمال المشتركين, وشكا عدد كبير من حجم الخسائر التي حلت بهم منذ انقطاع الخدمة .
"الهام ابوبكر" محررة في موقع اخباري علقت على انقطاع الانترنت بعبارة "ما بليد حيلة" وقالت لـ"عدن تايم" "تردي الخدمة عطلت عملي كمحررة في احد المواقع الاخبارية, واوقفت بحثي العلمي الذي يعتد على الشبكة بصورة اساسية , وكالعادة نحاول ان نتأقلم مع الوضع ونرتب امورنا وفقا للمتاح".

كذلك الاعلامية "كيان شجون" تحدثت لـ"عدن تايم" بسبب انقطاع وضعف خدمة الانترنت توقف عملي كوني محررة اخبار في احدى الاذاعات بالعاصمة عدن واعتمادي على الانترنت بشكل رئيسي , حي انني اتصفح المواقع الاخبارية من اجل جمع الاخبار بالإضافة الى متابعة مراسلي الاذاعة , وبسبب ضعف الانترنت واجهتني صعوبة بالغة الامر مما اضطرني الى استخدام البيانات من شركة يمن موبايل الا انها لا تعمل بشكل جيد هي الاخرى" واختتمت "لولا وجود عدن نت لكان العمل توقف بشكل كلي"

لم يتوقف الامر عند هذا وحسب بل عرقل ضعف الانترنت عمل التعامل المصرفي في مختلف المحافظات اليمنية, خاصة وانها تعتمد على شبكة الانترنت بدرجة اساسية في ارسال واستقبال البيانات والحوالات.

الامر ذاته لامس مالكي مقاهي الانترنت كذلك فقد اضطر عددا كبيرا الى ايقاف العمل واغلاق المقاهي.



توترات:
الجميع متخوف من استمرار تردي خدمة الانترنت, خاصة اولئك الذين يعتمدون على الشبكة في انجاز مهامهم اليومية والعملية.
وازداد توتر المشتركين بعد ان رجّح مختصون في مجال الاتصالات، أن السبب وراء انقطاع الإنترنت في اليمن يأتي على خلفية مشكلات بين "تيليمن" الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وبين المشغل الدولي لخدمة الإنترنت، وذلك بسبب تأخر الميليشيات في دفع مستحقات الخطوط التشغيلية لخدمة الإنترنت, الامر الذي زاد من تخوف المشتركين واربكهم.
و على الرغم من المتاعب التي خلفها انقطاع الانترنت الا ان اليمنيون يواجهون تلك الصعوبة بالنكات والسخرية في وسائل التواصل الاجتماعي, وفي اللحظات القليلة التي تعمل بها الشبكة تصدر النكات المختلفة عن تردي وسوء الخدمة.

تدابير:
ارجح عدد من النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي ان عملية فصل الانترنت عن الخدمة ما هو الا تدبير من جماعة الحوثي لفصل السكان عن العالم الخارجي وايقاف نشر الاخبار التي تتضمن خسائرهم المتلاحقة في مختلف الجبهات.
وسلطت عدد من الصحف الدولية الضوء امام ضعف شبكة الانترنت في اليمن وفضيحة جماعة الحوثي في التسبب لذلك, حين اوجهت الصحف اصابع الاتهام الى الجماعة على انها المتسبب الاساسي في انقطاع الخدمة.

توضيح:
وضح المبرمج والخبير في الاتصالات المهندس أحمد الصياد اسباب خروج خدمة يمن نت عن الخدمة وقال أن الكايبلات الخاصة بالإنترنت السلكي باليمن "ADSL" سليمة ، بعكس ما تتحدث عنه شركة "تيليمن" عن تعرض الكابل البحري للعطل ادى الى خروج الإنترنت في اليمن عن الخدمة .
واضاف, الصياد في حديث خاص لـ"عدن تايم" أنه كرر التواصل المباشر خلال اليومين الماضيين عبر البينج "PING" لعدد من المواقع الإلكترونية في اليمن فوجده سريع جدا ولا توجد اي مشكلة أو بطئ ، مؤكداً أن هذا دليل قاطع ان الكيبلات سليمة 100% ".
وحول الـ "PING" أشار أن "البينج هذا امر من اوامر الدوز يتم فيه التأكد من امكانية الاتصال بموقع معين او ip".
وأضاف أن "التصفح والمواقع الالكترونية تستعمل بروتوكول http و https ، بينما الصوت والفيديو يستعمل بروتوكول udp ،وهنالك العديد من البروتوكولات المستعملة التي قد تكون لا تعمل بشكل سليم حاليا ، وهذا يرجح ما قاله بعض المتخصصين بالاتصالات من أن الميليشيات الحوثية بصنعاء لديهم برامج تجسس او اي شي اخر يمنع بعض البروتوكولات من العمل".
وعن الأشياء الأخرى التي يمكن أن تمنع بعض البروتوكولات من قبل الحوثيين ، أوضح الصياد : "قد تكون ايضا برامج حظر مثل التي كانوا يستعملوها لحظر المواقع وكانت تؤدي الى بطئ الانترنت بنسبة 40%".
وبهذا تصطف خدمة الانترنت بجانب خدمتي الكهرباء والمياه لتشكل ثلاثي مميت يهدد المواطن.