لم يكن اقتلاع تنظيم القاعدة من محافظة حضرموت بالأمر السهل، خاصة بعد سيطرة التنظيم على مدينة المكلا وساحل حضرموت، ولا تزال الأخطار تداهم الجنوب العربي خاصة بعد مماطلة الشرعية وميليشيات الاصلاح في الانسحاب من شبوة وحضرموت، وواكب ذلك إنتهاء الدورة الثالثة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي.
لذلك حاورت "الفجر" اللواء رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد سعيد بن بريك، والذي يكشف لأول مرة أسرار دحر القاعدة من حضرموت والخيارات المتاحة حال عدم تنفيذ الشرعية لإتفاق الرياض، وأبرز القرارات التي أعلنتها الجمعية في دورتها الثالثة، وإلى نص الحوار:
*كيف بدأت الحرب على تنظيم القاعدة عندما كنت محافظًا لحضرموت؟
تمت أكثر حسماً وسرعة مما يتوقع المتابعون، فأول إجراء قمت باتخاذه هو تغيير الخطة الموضوعة من قبل التحالف العربي؛ حيث رسمت الخطة في البداية على أساس عدد ضخم من الضربات الجوية على مدينة المكلا، فجعلتها تقتصر على عدد محدود من الضربات على المحافظة كلها، وفضلت القيام بالحسم العسكري عن طريق القوات على الأرض.
*ما أسباب النصر السريع والحاسم على تنظيم القاعدة؟
بدأنا بالتمهيد للعملية عن طريق استعراض القوات، التي ستقوم بعملية الهجوم من أبناء حضرموت فاختار منهم ١٥٠٠ فرد من أكثرهم ذكاء ونجابة واستعداد قتالي، قائلا لهم: "صلوا أكثر من القاعدة" وبالفعل زرعت هذه العناصر وسط التنظيم، وعندما جاءت ساعة الصفر قاموا بالابلاغ عن معاقل التنظيم ومهاجمته داخل المدن الرئيسية بساحل حضرموت، مما ساعد على خلخلة التنظيم والهزيمة السريعة لهم بل وقرار مقاتليه من المدن.
*ما أبرز المواقف التي تحب أن تذكرها أثناء حربكم لدحر تنظيم القاعدة؟
استمرت العملية التعليمية رغم وجود التنظيم، فبعد توليتي منصبي كمحافظ لحضرموت استدعى وزير التربية والتعليم من عدن إلى حضرموت للاشراف على امتحانات الثانوية العامة، وسط خوف شديد من الوزير على الطلبة لعلمه بأنه لا تزال خلايا للتنظيم والتي كان منها فيلا يتحصن بها التنظيم بجوار أحد المدارس.
ولم يكن جوابي عليه أنه ستكون رجلي قبل لرجلك إلى المدارس وسيزورها معا لتفقد عملية إجراء الامتحانات، وتم تأمين الامتحانات عبر جنود النخبة الحضرمية وعبر لجان تشكلت من الطلبة أنفسهم وبعد انتهاء اليوم الأول للامتحانات تمت مداهمة معاقل الإرهاب، ومنها الفيلا التي تجمع بها الإرهابيون أمام المدرسة.
*ماذا فعلتم مع أبناء القبائل الحضرمية المنخرطة في صفوف التنظيم؟
استمرت المناشدات لقبائل حضرموت بسحب أبنائها من صفوف التنظيم، وعندما لم يستجيب بعض منهم أعطينا إحداثيات المعسكر، الذي كان يتواجد فيه تلك العناصر وتم قصفه بالطيران.
*هل بالفعل كان التنظيم ينتوي تفجير ميناء المكلا؟
بالفعل هذا حقيقي، ولذلك لم تتوقف مهمتنا على الحرب البرية بل استعنا بضفادع بشرية قامت بتطهير الميناء في المكلا وأماكن آبار النفط؛ لأن التنظيم كان ينتوي أحداث كارثة بتفخيخ الميناء لتفجيره عقب انسحابه من المدينة، ولهذا تم تحرير المكلا بأقل الأضرار.
*هل بالفعل هناك تفكير جدي لتنفيذ إتفاق الرياض من جانب واحد؟
نحن ملتزمين حتى 5 فبراير، وهي المدة الممنوحة لتنفيذ الجانب الأمني لإتفاق الرياض، ولكن الاستمرار في السكوت فرصة لتمادي جماعة الإخوان وحزب الإصلاح في تعدياتهم وزيادة الارهاب وهو ما لن نقبل به، وهناك إتفاق مع التحالف ورباعية القوى الدولية، وإذا لم تنفذ الشرعية الاتفاق سيقوم المجلس الانتقالي بإدارة الجنوب.
الاصلاح فقد البوصلة لأن الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن اتفقت على ايقاف الحروب والدخول في حوار للقضاء على عنترية الإخوان المسلمين وإنشاء دول على أساس ديمقراطي كل المسائل مفتوحة، وقريبًا سينتهي سيناريو الإخوان من الجنوب، فالتحالف والعالم كله يشهد لحكومات الشرعية بلغ ارتفاع سعر الصرف لخمس أضعاف والخدمات السيئة في الكهرباء واستفاد منها مافيا وتجار الحروب في اليمن، الأيام القادمة ستدور العجلة بمساعدة دول التحالف .
*هل المجلس الانتقالي جاهز لإدارة الجنوب؟
لدينا مشروع متكامل للسلم والاستقرار وفرض الأمن ومحاربة الإرهاب، ومن أجل إدارة الدولة وهناك لجان متخصصة قانونيين واجتماعيين واقتصادية لآلية لإدارة دولة الجنوب؛ لإنهاء الحرب وإنهاء سطوة أمراء الحرب.
*هل ترى أن قوات الإصلاح في وادي حضرموت تشكل غصة في حلق الجنوب؟ وتأثير اعتدائهم على القبائل هناك؟
قوات الإصلاح والقاعدة وداعش أداة للإرهاب والفساد وبالتالي التخلف، وأطلقت عدة تغريدات تتعلق ببيان قيام وحدات من قوى الإصلاح بالهجوم على القبائل وقمعها واستخدام الطيران الخاص بها، مما يعتبر جرائم حرب تقوم بها هذه القوات، ولذلك يجب أن هذه القوات يزج بها لتحرير مناطق الشمال.
*هل إعتداء ميليشيات الإصلاح تمهيد لعمل حروب قبلية؟
لا يستطيعون لأن قبائل الجنوب ملتفين حول قيادتهم المتمثلة في المجلس الإنتقالي الجنوبي، ونحن ملتزمون باتفاق الرياض واحترامًا لقوات التحالف بقيادة دولتي المملكة العربية السعودية والإمارات، وتلك القبائل تقاوم هذا التواجد سياسيًا وشعبيًا وجماهيريًا عبر المظاهرات والمسيرات الرافضة لوجود الإخوان بمحافظاتهم.
*كيف ترى قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين؟ ومتى سيتم تطبيقه؟
قبل الوحدة لم يكن يوجد شيئ يسمي جماعة الإخوان أو حزب الإصلاح، وكان محرم وممنوع تواجدهم في دولة الجنوب، وأدي وجودهم بعد الوحدة وتحالفهم مع النظام القديم لتخلف الجنوب لـ 50 سنة إلى الخلف بسبب كم من الفتاوي والأحكام العقيمة، وهذا القرار على أساس منع وتحريم والغاء وجود هذا الحزب وسيطبق في دولة الجنوب القادمة.
*كيف ترى قرار الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي بمنع البسط على الأراضي؟
سيطبق القرار في الجنوب بصورة عامة، وهو قرار مبدئي ضد كل من يقوم بالبسط على مواقع الأثار ومواقع الكنائس والمساجد ومعظمها من متفذين تابعين للإخوان وحزب الإصلاح، ولن يميز القرار بين أي مستحوذ على الأرض بشكل غير قانوني حتى لو كان منتسبًا للقوات المسلحة الجنوبية بتشكيلاتها المختلفة.
*كيف ترى علاقة الجنوب مع مصر؟
علاقة الجنوب في المجلس الانتقالي مع الرئيس السيسي، هي علاقة استراتيجية تقوم على حماية الأمن القومي المصري والعربي، والعلاقة بيننا منطلقة من هذه المفاهيم منذ ما قبل الاستقلال، ومنذ عصر الرئيس جمال عبد الناصر، وستشهد تطور أكثر بعد فك الارتباط، ونحن في المجلس الانتقالي نسعي إلى تحقيق مشروع من قبل دول التحالف السعودية والإمارات ومصر لتحقيق السلم والأمن وإيقاف الحرب وإنهاء سيطرة الحوثيين في الشطر الشمالي لما لهم من خطر على الأمن العربي.
وهذا سيحقق لنا الاستقرار في البر والبحر لتحرير واستعادة الشرعية ثم سنتجه لمائدة المفاوضات لفك الارتباط، وللعلم فإن الجنوبيين هم من سعوا لتحقيق الوحدة بمحض إرادتهم، ولكن سيطرة الاخوان والقوى المتعفنة في الشطر الشمالي والكثافة السكانية، هي ما دفعت الجنوبيين لطلب فك الإرتباطن ليعودوا دولتين منفصلتين جارتين.
*كيف ترى القوات المسلحة المصرية من واقع تجربتك وإقامتك في القاهرة كملحق عسكري؟
مصر معروفة بشعبها الصامد خلف قواتها المسلحة، وجيش مصر من أقوى الجيوش العربية تحت قيادة الرئيس السيسي.