آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 12:49 ص

منوعات


رحيل نادية لطفي يفقد مصر أشهر فنانيها.. من هي لويزا الشاشة؟

الأربعاء - 05 فبراير 2020 - 12:58 ص بتوقيت عدن

رحيل نادية لطفي يفقد مصر أشهر فنانيها..  من هي لويزا الشاشة؟

عدن تايم / متابعات

رحلت الفنانة المصرية نادية لطفي عن عالمنا اليوم عن عمر ناهز الـ 83 عاما داخل مستشفى المعادي العسكري وذلك بعد صراع مع المرض دام أكثر من 3 سنوات تأرجحت حالتها الصحية خلالها بين الاستقرار وشدة المرض نهاية بتدهورها تماما ودخولها في غيبوبة.

وتعد نادية لطفي واحدة من أشهر الفنانات في تاريخ مصر، تميزت بأن لها مدرسة خاصة في الأداء التمثيلي، وقدمت للسينما تجارب مهمة خلال تاريخها الفني، ولقّبها الجمهور بـ“لويزا“، تيمنا باسم الشخصية التي أدتها في فيلم ”الناصر صلاح الدين“.

مولدها ونشأتها

ولدت الفنانة المصرية نادية لطفي في منطقة الوايلي بالقاهرة يوم 3 يناير عام 1937، واسمها الحقيقي بولا محمد لطفي، ووالدها محاسب صعيدي من مدينة قنا، أما والدتها من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية.

بدأت نادية لطفي ممارسة هواية الرقص التوقيعي (نوع من الرقص الأكروباتي يعتمد على القفز) منذ أن كانت طفلة صغيرة في أولى سنوات الدراسة ثم حرصت على ممارستها خلال تنقلها من مدرسة لأخرى، كما كانت تهوى الرسم وكتابة الروايات القصيرة.

والتحقت الفنانة المصرية بأول مدرسة وكانت ألمانية ثم انتقلت إلى أخرى فرنسية، ولم تلبث فيها فترة طويلة حتى انتقلت إلى مدرسة مصرية وظلت بها حتى أتمت مراحل تعليمها.


بدايتها الفنية

لم تتخيل نادية لطفي دخولها مجال التمثيل يوما بعد تجربة مسرحية فاشلة لها وهي في العاشرة من عمرها، حيث نسيت الحوار على خشبة المسرح في المدرسة أمام الجمهور، لكن القدر أعادها مجددا للتمثيل من خلال صدفة.

حضرت الفنانة نادية سهرة اجتماعية بمنزل صديق العائلة المنتج جان خوري، حيث رآها المنتج السينمائي رمسيس نجيب هناك، وشعر أنها بطلة فيلمه الجديد ”سلطان“ أمام الفنان الراحل فريد شوقي، وما لبث أن حقق الفيلم نجاحا في عام 1956، انطلقت بعدها شهرة الفنانة المصرية ومسيرتها الفنية.

وقرر رمسيس نجيب تغيير اسمها الحقيقي ”بولا“، بعد أن شعر أنه غريب على الجمهور، واختار لها اسم ”نادية“ تيمنا باسم شخصية فاتن حمامة في فيلم ”لا أنام“.

انطلاقتها الفنية

تميزت نادية لطفي بأن لها مدرسة خاصة في الأداء التمثيلي وقدمت للسينما تجارب مهمة في تاريخها منها ”الخطايا“ مع العندليب عبد الحليم حافظ، إخراج حسن الإمام، و“قصر الشوق“ مع يحيى شاهين، لنجيب محفوظ وإخراج حسن الإمام، و“السمان والخريف“ مع محمود مرسي قصة نجيب محفوظ وإخراج حسام الدين مصطفى.

وبلغ رصيد نادية لطفي الفني حوالي 75 فيلما سينمائيا على مدى 30 عاما، وكان آخر أعمالها السينمائية عام 1988 مع الفنان محمود ياسين في فيلم ”الأب الشرعي، واعتزلت الفن نهائيا عام 1993، حيث قدمت آخر شخصية لها في مسلسلها اليتيم ”ناس ولاد ناس“ مع الفنان الراحل كرم مطاوع، بعد أن لعبت دور“قدرية“، وهي شخصية كوميدية وحقق المسلسل نجاحا كبيرا وقت عرضه.

طفولة نادية لطفي

لم تغادر ذكريات الطفولة ذهن نادية لطفي وقالت في حوار لها بمجلة ”الكواكب“ منذ سنوات طويلة إنها كانت شقية جدا في طفولتها، ما تتسبب لها بكوارث، وأجادت السباحة وركوب الدراجات وقيادة السيارات التي تعلمتها وهي في الرابعة عشر من عمرها فقط.


وأكدت نادية لطفي أن لها هواية أخرى اعتبرتها أكثر اتصالا بالفن، وهي جمع المعلومات الفنية من مصادرها في ألبومات، وقالت للمجلة: ”أكاد أكون الوحيدة التي تمتلك ألبوما مصورا لكل نجوم مصر“، وكانت تستغرق وقتا طويلا لتنسيق هذا الألبوم وترتيبه.

ثلاثة رجال في حياتها

تزوجت نادية لطفي 3 مرات، كانت أولها من الضابط البحري عادل البشاري الذي أنجبت منه ابنها الوحيد أحمد البشاري، ولم يستمر زواجهما طويلا بسبب هجرته إلى أستراليا، وهو ما تسبب في فجوة عاطفية بينهما فطلبت الانفصال عنه واحتفظت بابنها منه وتفرغت لتربيته.


وكانت التجربة الثانية في الزواج من المهندس إبراهيم صادق، شقيق زوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهي أطول زيجة لها، ثم انفصلت عنه، والزيجة الثالثة كانت من محمد صبري.

مواقفها السياسية

برزت الفنانة نادية لطفي من بين فنانات جيلها بمواقفها السياسية الوطنية، حيث شاركت في الحروب المصرية جميعها في رعاية المصابين، خاصة خلال العدوان الثلاثي على مصر.

كما كان لها دور بارز في القضية الفلسطينية، حيث سافرت إلى لبنان إبان الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وقضت أكثر من أسبوعين مع المقاومة الفلسطينية، وسجلت بنفسها العديد من الأفلام الوثائقية، ووصفها الشاعر الفلسطيني عزالدين المناصرة بـ“المرأة الشجاعة“، حيث رافقتهم لاحقا في سفينة ”شمس المتوسط“ اليونانية، والتي توجهت إلى ميناء طرطوس السوري عام 1982.


أبرز تصريحاتها في آخر مقابلة تلفزيونية

ومن أبرز تصريحاتها في مارس عام 2018 حين قالت: ”أعشق الفول وأتناوله في وجبة الإفطار. وجورج سيدهم مازحني من قبل بأنني تناولت 5 أفدنة من الفول في عام الواحد“.

وتابعت نادية لطفي: ”حقيبتي لا تخلو من الملح بسبب حبي له ولا يمكنني الاستغناء عنه“، مضيفة: ”كنت قريبة من الأحداث أثناء حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، بسبب زواجي من ضابط في البحرية المصرية“.

وأكدت الفنانة المصرية أن والدها كان يعمل محاسبا، وصمم على التحاقها بالمدرسة الألمانية لكي تكون مثل العسكري، وأن الفن هو الإيمان والعقيدة والسعادة.


وأشارت إلى أن صلاح جاهين لم يكن حزينا مثلما يعتقد البعض فقد كان يحب الطفولة واللعب مع الأطفال، وقالت عن فاتن حمامة: ”أعشقها“، وكنت أقرأ كل قصص الأدباء الكبار أمثال يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس.

وأوضحت أنها التقت عبدالحليم حافظ لأول مرة في حفلات أضواء المدينة، وكانت تمازحه وطلبت منه أن يناديها بالعندليبة الشقراء، وأوضحت في تصريح كوميدي لها: ”أنا رئيسة جمعية الحمير حاليا بعد محمود محفوظ وزير الصحة الأسبق“.

غيرتها من فاتن حمامة

كشف الناقد الفني طارق الشناوي في مقابلة متلفزة له أن الفنانة المصرية فاتن حمامة كانت الأعلى أجرا منذ فترة الخمسينيات وكان هذا يتماشى مع إيراداتها الضخمة، لافتا إلى إنها كانت أعلى أجرا من نادية لطفي.

وأشار طارق الشناوي إلى أن نادية لطفي كانت تسأل دوما عن أجر فاتن حمامة الفني كنوع من الغيرة الطبيعية والمنافسة بين الفنانين.

نالت جائزة الدولة التقديرية

منحت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، الفنانة نادية لطفي درع جائزة الدولة التقديرية للفنون وذلك يوم 3 يناير الذي تزامن وقتها مع عيد ميلادها الـ82.

وحضرت وزيرة الثقافة إلى المستشفى العسكري بمنطقة المعادي، وأهدتها التكريم باعتبارها قدمت عددا من روائع السينما المصرية طوال تاريخها.

وحرص على حضور الحفل عدد من نجوم الفن، أبرزهم دلال عبد العزيز، وإيمي سمير غانم، والإعلامية بوسي شلبي، ومصمم الأزياء هاني البحيري.

خلافها مع سعاد حسني

ارتبطت نادية لطفي بعلاقة صداقة قوية مع سعاد حسني، لكن صداقتهما تأثرت بعد ترشيح الفنانة سعاد حسني لبطولة فيلم ”الخطايا“ وخروج إشاعات آنذاك عن ارتباط سعاد حسني بعبدالحليم، ما تسبب بأزمة بين سعاد وعبدالحليم، واندفعت سعاد حسني إلى شن هجوم على عبدالحليم واعتذرت عن الفيلم، ما دفع عبدالحليم للاستعانة بنادية لطفي كبديل عن سعاد، الأمر الذي تسبب بتوتر بين الصديقتين.

العندليب أفقدها الوعي

كشفت نادية لطفي في تصريحات سابقة لها أزمة قبلاتها مع عبد الحليم حافظ في فيلم ”أبي فوق الشجرة“، مؤكدة أن هذه القبلات كانت زائدة عن الحد وأن عبدالحليم لم يكن لديه خبرة كبيرة في مشاهد الضرب، ما أدى إلى فقدانها الوعي بسبب ضربه لها على وجهها.

وفاتها

تدهورت الحالة الصحية للفنانة نادية لطفي منتصف يناير كما انتشرت شائعة وفاتها أكثر من مرة وأقاويل عن وصولها لوضع صحي حرج إلى أن غيبها الموت عن عالمنا اليوم.

إرم نيوز