آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 12:09 ص

اخبار وتقارير


محمد بن سلمان.. مهندس العاصفة ودينمو النهضة وصانع التحالفات

الخميس - 20 فبراير 2020 - 08:56 م بتوقيت عدن

محمد بن سلمان.. مهندس العاصفة ودينمو النهضة وصانع التحالفات

عدن تايم / كرم أمان

كان العام 2015 بمثابة تحول كبير للمملكة العربية السعودية الشقيقة ببزوغ نجم سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الذي تولى قيادة وزارة الدفاع ورئيساً للديوان الملكي ومستشاراً خاصاً للملك سلمان بن عبدالعزيز .

كان الأمير الشاب محمد ذو طموحات كبيرة وآمال عريضة سياسياً وإقتصادياً ، رسمها منذ بزوغ نجمه وبداية تدرجه في المناصب السياسية التي بدأها في 2007 كمستشاراً متفرغاً بهيئة الخبراء قبل أن يتم تعيينه في 2009 مستشاراً لوالده أمير الرياض حينها.

تجلت تلك الطموحات وسطعت منذ تعيينه رئيساً للمجلس الإقتصادي والتنمية الذي تم تشكيله بنفسه ليقود المملكة في رحاب النهضة والتنمية والإعمار ، فكان حازما وعازما وذو نظرة ثاقبة في قيادة وزارة الدفاع ، وطموحاً ومهندساً بارعاً في صناعة النهضة والتنمية من خلال قيادة المجلس الإقتصادي حتى بات يلقب بدينمو الرؤية (2030).


مهندس العاصفة

تولى الأمير الشاب محمد بن سلمان مهمة عاصفة الحزم باليمن بعد تمكنه من صناعة تحالف عربي لأول مرة يضم عدد من الدول العربية في سبيل دعم الشرعية ومواجهة الإنقلاب الحوثي المدعوم من إيران ، وتمكن من وضع حد للتمدد الإيراني والتطرف الحوثي الذي إزداد نفوذه وتوسعه باليمن .

ومنذ الوهلة الأولى لإنشاء التحالف ، أشرف بن سلمان على إنطلاق أولى الضربات الجوية لمقاتلات التحالف العربي على أوكار ومعاقل الميليشيات الحوثية في منتصف ليلة 26 مارس 2015 ، والتي دشنت بشل كافة الطائرات وتدمير منصات الصواريخ ومدرجات المطارات الحربية في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية ، وتمكن حينها من شل نحو 90% من القدرات الجوية والدفاعية للإنقلابيين .

ذلك لم يمنع الميليشيات الحوثية من التوسع براً والوصول الى مناطق الجنوب ومنها العاصمة عدن ، لكن إصرار الأمير الشاب وعزمه وحنكته دفعته لإستخدام أساليب أكثر حزم وعزم من خلال إطلاق عملية أخرى سميت بإعادة الأمل التي إنتهت بتحرير المحافظات الجنوبية بمساعدة مباشرة وإنزال جوي وبحري ودعم لا محدود من القوات الإماراتية الشقيقة والتي كانت خير سند وداعم للمملكة السعودية في عاصفة الحزم وخير معين للمقاومة الجنوبية .


أعداء النجاح

يحاول خصوم المملكة السعودية وأعداء النجاح الى تشويه دور المملكة ولاسيما ولي عهدها الأمير الشاب محمد بن سلمان ، من خلال إلصاق الفشل لعاصفة الحزم والأمير بن سلمان بالتحديد ، وعدم تمكنها من تحقيق أهدافها خلال مدة عملياتها الممتدة لخمس سنوات باليمن ، لكن ولي العهد عادة ما يؤكد أن مهمة المملكة الأساسية تتمثل في الحفاظ على أمنها الإقليمي وتأمين حدودها ومياهها وأجواءها ، ودعم الشرعية في اليمن لتتمكن من إستعادة سلطتها وبناء جيشها .

الأمير الشاب يقولها بوضوح تكرارا في مقابلاته وتصريحاته أن المملكة ستستمر للضغط على الحوثيين وستدعم أي حوار سياسي لإنهاء الأزمة اليمنية وحماية أمننا القومي وحدودنا ، إذ قال في احدى مقابلاته : "ستنتهي الحرب في أقرب وقت ممكن، لأننا لا نحتاج لذلك على حدودنا ، لكن الأزمة، أننا لا نريد حزب الله جديد في شبه الجزيرة العربية، هذا خط أحمر، ليس للسعودية فحسب بل للعالم كله"، ومضى ولي العهد السعودي بقوله "لا أحد يريد أن يكون لحزب الله مسار مباشر، وسيطرة على طريق ملاحي يمر به نحو 15% من التجارة العالمية".

إتفاق الرياض

بذل الأمير محمد بن سلمان مساعي حثيثة لرأب الصدع بين الحكومة اليمنية والمجلس الإنتقالي الجنوبي الذي إندلع مؤخراً في عدن وأبين وشبوة ، وتمكن من رعاية إتفاق تاريخي بين الطرفين سمي بإتفاق الرياض الذي شمل عدد من البنود في الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية والإقتصادية في سبيل توحيد الجهود ورص الصفوف لمواجهة العدو الأساسي وهم الميليشيات الحوثية .

وقال سموه اثناء مراسم توقيع الإتفاق في 5 نوفمبر 2019 بالرياض : ""الرياض بذلت كل الجهود لرأب الصدع بين الأشقاء في اليمن بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين" ، مشيراً بان "الاتفاق فاتحة جديدة لاستقرار اليمن"، موضحا أن الاتفاق "خطوة نحو الحل السياسي وإنهاء الحرب في البلاد".

"الاتفاق فاتحة جديدة لاستقرار اليمن"، موضحا أن الاتفاق "خطوة نحو الحل السياسي وإنهاء الحرب في البلاد".وأكد أن "شغلنا الشاغل في السعودية هو نصرة اليمن الشقيق استجابة لدعوة الحكومة الشرعية".

وأضاف ولي العهد السعودي: "حققنا الكثير لأمن اليمن والمنطقة، وسنواصل السعي لتحقيق تطلعات الشعب اليمني". وأشاد بدور الإمارات في إنجاز اتفاق الرياض. وقال إن "الإمارات قدمت تضحيات جليلة في ساحة الشرف مع جنود السعودية ودول التحالف".

من أقوال الأمير بن سلمان عن العاصفة

لم يرضى الأمير الشاب أن يلقبوه بمهندس الحرب في اليمن ، حيث قال في احدى تصريحاته لصحيفة ذا إيكونوميست : "نحن بلد مؤسسات، وقرار شن الحرب في اليمن اتخذته وزارة الدفاع والخارجية والأمن ومجلس الوزراء ومجلس الأمن القومي، وقدمت التوصيات للملك سلمان، وكان قرار شن الهجوم هو قرار الملك".

وحول قرار إتخاذ شن الحرب باليمن ، اوضح بن سلمان : "قرار شن حرب في اليمن اتخذته وزارة الدفاع والخارجية والأمن ومجلس الوزراء ومجلس الأمن القومي، وقدمت التوصيات للملك سلمان، وكان قرار شن الهجوم هو قرار الملك".

صانع التحالفات وراع الحوارات

ويلقب الأمير الشاب محمد بن سلمان بصانع التحالفات ، إذ عمل على تأسيس التحالف الإسلامي الذي ضم نحو 44 دولة في سبيل مواجهة الإرهاب بكافة نواحيه السياسية والعسكرية والإقتصادية والإعلامية .

كما يلقب ايضاً براع الحوارات ، فقد أشرف على العديد من الحوارات والمشاورات في الحرب اليمنية بين الحكومة والحوثيين ، فضلاً عن إشرافه على الحوارات المباشرة وغير المباشرة بين المملكة والحوثيين داخل السعودية وخارجها ، وكذا الأزمات التي تشهدها المنطقة مثل رعايته لحوار بين الفصائل السورية ، بالإضافة الى رعايته لإتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الإنتقالي والذي لازال يعول على حنكته ودهاءه وعزمه لتنفيذ بنوده .


دينمو الرؤية

يعد سمو الأمير محمد بن سلمان دينمو الخطة الإقتصادية للإصلاح الإقتصادي والتنموي ، وهي الخطة التي انبثق منها ما عرف برؤية 2030 والتي من خلالها يسعى الأمير الشاب الى عدم إعتماد المملكة على النفط فقط مصدر إقتصادي وحيد بل الإعتماد على عدة مصادر إقتصادية وتحقيق توازن مالي فضلاً عن تشجيع الإستثمارات الأجنبية ، بالإضافة الى رعايته لمشروع نيوم التي تبلغ خطته الإستثمارية بنحو 500 مليار دولار لإنشاء منطقة للأعمال والصناعة تمتد عبر حدود المملكة إلى الأردن ومصر.

هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها نحو 25500 كيلومتر مربع قال الأمير بن سلمان أنها ستركز على صناعات، من بينها الطاقة والمياه والتكنولوجيا الحيوية والأغذية والتصنيع المتقدم والترفيه، وستعمل بالطاقة المولدة فقط من قوة الرياح والطاقة الشمسية ، مشيراً بانها ستطرح فى أسواق المال العالمية مع أرامكو السعودية.

إنهاء الحرب

ويعول على ولي العهد السعودي الأمير الشاب محمد بن سلمان الى إستمرار تطلعاته وتحركاته الهادفة الى إنهاء الحرب في اليمن من خلال تحركاته الدوؤبة لرعاية اي حوار يمني يساهم في نزع فتيل الأزمة اليمنية وإنهاء الصراع الدائر منذ 5 سنوات ، فما زالت السعودية عبر قيادتها الحكيمة تدير وتشرف على حوارات معلنة وأخرى غير معلنة للوصول الى تسوية سياسية شاملة لوقف نزيف الدم اليمني ، دشنته منذ سنوات وتوج مؤخراً في إيقاف الهجمات الجوية الحوثية على أراضي المملكة .

وفي هذا الشأن أعرب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة مع قناة "CBS" الأمريكية، عن أمله في أن يؤدي وقف إطلاق النار، الذي أعلنه الحوثيون من جانبهم، إلى حوار سياسي وإنهاء الحرب في اليمن، لكنه طالب أولا بأن توقف إيران دعمها للحوثيين.

وعما إذا كان مستعدا للتفاوض على إنهاء الحرب في اليمن، قال الأمير محمد بن سلمان: "نحن نقوم بذلك كل يوم، لكن نحاول أن ينعكس هذا النقاش إلى تطبيق فعلي على الأرض".

وقبل أيام أعلنت المملكة بأنها تدير محادثات سلام عبر قناة خلفية ، لكنها قالت بأن تلك القناة ليست جاهزة للإنتقال الى أرفع مستوى.