آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 07:30 ص

تحقيقات وحوارات


محللون سياسيون لـ عدن تايم : الجوف تسليم واستلام وتبدل ولاءات

الثلاثاء - 03 مارس 2020 - 05:47 م بتوقيت عدن

محللون سياسيون لـ عدن تايم : الجوف تسليم واستلام وتبدل ولاءات

عدن تايم – رعد الريمي

•بسقوط الجوف يكون الحوثيون سيطروا على ثالث محافظة حدودية مع السعودية.

•مراقبون لـعدن تايم : تسليم الجوف إشارة للتحول الاستراتيجية وتبدل التحالفات الداخلية.

• بتسليم الجوف يكون الإصلاح أهدى الحوثيين صافر لتأمين شماله.

•عقب عشرة أيام من اشادة محافظ الجوف بدعم التحالف تسقط المحافظة بيد الحوثين

•سيطرة المتمردين على الجوف يغير مسار الحرب ويجعل محافظة مأرب والغنية بالنفط في مرمى نيراهم.

•غياب عقيدة عسكرية وقضية وطنية لدى مقاتلي جيش الشرعية أسهم بشكل كبير ومباشر في سرعة تقهقر واندحار هذه القوات من محافظة الجوف بشكل مذل ومفاجئ.

•سقوط الجوف يؤكد سلوك جماعة الاخوان حقيقة الاتهامات لهم بالخيانة للتحالف العربي والعلاقة مع اعداءه "تركيا وإيران وقطر"

•سقوط الجوف جزء من تفاهمات اقليمية ودولية لدحر الاخوان من الجوف

•تسليم الجوف بالكامل سبقتها عمليات كثيرة في تعز والضالع والبيضاء ونهم وماهي الا مسألة وقت فقط لسقوط ما تبقى من مأرب


سقطت الجوف، تحررت الجوف، بيِعت الجوف، كل تلك العبارات لهجت بها وسائل إعلام محلية وعربية واجنبية غير انه في مجمل تلك التعابير إشارة واضحة إلى وجود سبب لما شهدته محافظة الجوف.
•أهمية المحافظة
تكمن أهمية محافظة الجوف بالنسبة للحوثيين بكونها تقع شمال شرق محافظة صنعاء وتبعد عن صنعاء مسافة (143كم) وتتصل المحافظة بمحافظة صعده من الشمال، وصحراء الربع الخالي من الشرق، وأجزاء من محافظة مأرب النفطية، ومحافظتي عمران وصعده من الغرب معقل جماعة الحوثي.

•دعم كبير وسقوط مهين
وبحسب وكالة سبأ التي نشرت خبرا أشاد فيه محافظ الجوف بالدعم السعودي لليمن من أجل إنهاء الانقلاب كان ذلك بقاء جمعه مع قائد التحالف العربي بالمنطقة العسكرية السادسة العميد الركن عبدالله العنزي إلا ان ذلك الاعتراف الرسمي من قبل المحافظة اعقبه سقوط مهين لمحافظة بعد عشرة أيام من اللقاء.
وكان التعبير خان اللواء أمين العكيمي محافظ محافظة الجوف حيث عبر باللقاء أن محافظة الجوف ستكون منطلقا لتحرير ما تبقى من أراضي الجمهورية اليمنية من الانقلاب الحوثي لتتحول الجوف بسقوطها إلى نقطة انطلاق الانقلابين للسيطرة على بقية محافظات الشمال بحسب مراقبين علقوا على سقوط المدينة.
بدورها الحكومة تحاشت الاعتراف بسقوط محافظة الجوف نظرا لما تقع فيه من حرج بالغ جراء ما تتلقاه الحكومة والقادة العسكريون الموالون لها في محافظة الجوف من دعم كير وغطاء جوي واسع من قبل التحالف العربي الأمر الذي اكتفى متحدثون رسميون بالحكومة بالقول إنه تراجع استراتيجي.

•الجوف تامين شمالي للحوثيين
بدوره علق ماجد المذحجي المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية لوسائل اعلام محلية: أن سيطرة المتمردين على عاصمة الجوف "قد يغير مسار الحرب كليا" إذ أنها تضع محافظة مأرب المجاورة والغنية بالنفط في مرمى نيراهم.
وقال أن "الحوثيين يغيرون الآن ميزان القوى ويدشنون تقدما استثنائيا"، مشيرا إلى أن السيطرة على عاصمة الجوف تتيح للمتمردين تطويق مأرب.
وأضاف "يطل الحوثيون حاليا على مأرب من ثلاث جهات وبالتالي قد يبدأ مسارهم لتطويق محافظة مأرب بعد فترة إن لم تستطع (الحكومة) الشرعية الرد على الهجوم".
وأشار المذحجي، إلى ان السيطرة على الجوف "تعني تأمين (الحوثيين) لأنفسهم من أي اختراق" من جهة الشمال.

•غياب العقيدة العسكرية
وبتصريح خاص لتعدن تايم قال: الناشط السياسي الجنوبي بسام أحمد عبدالله : أحكمت مليشيا الحوثي إلارهابية ليلة أمس الاول سيطرتها على محافظة الجوف بعد دحر قوات جيش الشرعية منها حيث تعرضت قوات الإخوان المنضوية تحت عباءة الشرعية لهزيمة نكراء وسقوطاً مدوي لأهم معقل لهم بمحافظة الجوف.
وأضاف نعتقد أن غياب عقيدة عسكرية واضحة وقضية وطنية يؤمن ويدافع عنها مقاتلو جيش الشرعية أسهم بشكل كبير ومباشر في سرعة تقهقر واندحار هذه القوات من محافظة الجوف بشكل مذل ومفاجئ.
وأوضح أن جيش مأرب لم يعد له وجود فعلي على حدود التماس مع العدو الحوثي باستثناء مجاميع قليلة جدا لا يمكن التعويل عليها لصد اي هجوم حوثي مباغت ونعتقد ان التفريط بالاسلحة والعتاد من قبل جيش الشرعية او بيعها للحوثيين قد عجل بالهزيمة
وارجع بسام سقوط الجوف إلى فذاحة الخسارة وانه بعد خمس سنوات من الفشل والهزائم والمؤامرات من قبل جماعة الإخوان المنضوية تحت عباءة الشرعية ذات العلاقات والاجندات المعادية للمشروع العربي ربما تولدت رغبة دولية واقليمية لطي صفحة الإخوان أو على أقل تقدير احتوائهم في مارب.
وتابع أن الإخوان لم يكونوا جادين وصادقين في حربهم ضد الحوثي و قد رأيناهم كيف اداروا ظهورهم لجماعة الحوثي في العام الماضي بتوقيت خطير لم يراعو فيه علاقاتهم بالتحالف العربي الذي زارهم وتوجهوا صوب الجنوب وعدن المحرر في خطوة خطيرة تؤدي لأحداث فوضى واختراق كارثي في مناطق النصر الوحيد و الحقيقي للتحالف العربي الذي سطر بدماء طاهرة من ابناء الجنوب والمقاومة الجنوبية الصادقة الى جانب الدماء الطاهرة من جنود وضباط ابطال قوات التحالف العربي في الجنوب.
وتابع ان جماعة الاخوان بسلوكياتهم العدائية والمشبوهة لجماعة الاخوان فقد سببوا للتحالف العربي الإحراج الكثير والمستمر مع ابناء الجنوب الذين يتحملون الكثير من الاذى وذلك احترام وتقدير للتحالف العربي والتعامل بأكبر قدر من المسؤولية والصبر وكانت تصرفات جماعة الاخوان يستفيد منها اعداء المشروع العربي.
وتابع ان سقوط الجوف يؤكد سلوك جماعة الاخوان حقيقة الاتهامات لهم بالخيانة للتحالف العربي والعلاقة مع اعداءه "تركيا وغيران وقطر" الذي يسعون للاضرار بمناطق النصر والسيطرة للتحالف العربي ومحاولة ايجاد موقع قدم لهم في المناطق المحررة وعبر احتلالها من مليشيات الحوثي والاخوان و بهدف السيطرة على ثروات الجنوب واعادة احتلاله مرة اخرى
وقال بسام نرى أن غياب القيادات السياسية والعسكرية للشرعية (خارج البلاد) يمكن أن تكون سبباً آخر للهزيمة وسقوط محافظة الجوف.
وختم بسام تصريحه بالقول وهناك من يرى أن تفاهمات اقليمية ودولية لدحر الاخوان من الجوف والعمل على احتوائهم في مارب حتى لا يكونوا عائق امام الحلول السياسية تنفيذا لرغبات واجندات معادية ومعرقلة.

•تحالف قطري ايراني
بدوره صرح لعدن تايم عبود ناجي حسين نائب رئيس دائرة الدراسات والبحوث بالمجلس الانتقالي الجنوبي ان سقوط الجوف هو جزء من المسلسل الاصلاحي الطويل والذي يزيد عن خمسة اعوام من حين بدأت اولى حلقاتة في عمليات الغدر والخيانة التي تهدف الى استنزاف دول التحالف العربي واضعافها وعلى وجة الخصوص المملكة العربية السعودية من جانب ومن جانب آخر محاولة اعادة التموضع والسيطرة على الجنوب المحرر كهدف مشترك للاصلاح وجماعة أنصار ألله الحوثيين وعندما اشرت في مقدمة حديثي الى مسألة المسلسل التركي لم يكن تشبية لفظي وانما للتأكيد أن للمخابرات التركية دور رئيس ومحوري وهام في مسألة التوجية وتقديم الرأي والمشورة لجماعة الإخوان المسلمين فرع اليمن والممثلة بالتجمع اليمني للإصلاح مثلما هناك دور واشراف وتوجية لإيران على جماعة أنصار ألله الحوثيين.
وأضاف إلى أن هناك قاسم مشترك يوحد الأتراك والايرانيين مؤخرا تمثل في عدائهم للتحالف العربي وعلى وجهه الخصوص المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وكذا الشريك الاساسي في اليمن والذي اثبت بما لايدع مجال للشك وقوفه الى جانب قوات التحالف العربي وحقق معها انتصارات على الأرض والمتمثل بالمقاومة الجنوبية وجناحها السياسي المجلس الانتقالي الجنوبي.
وتابع عبود ومن هذا المنطلق ضلت جماعة الإخوان المسلمين فرع اليمن والممثلة بالتجمع اليمني للإصلاح تحيك المؤامرات وتعقد الصفقات واللقاءات السرية وأحيانا العلنية مع جماعة أنصار ألله الحوثيين بهدف عدم وجود أي استقرار او تنمية بالمحافظات المحررة تحت حجج واهية مفادها أن أي استقرار وخدمات تشهده الجنوب سيعجل بانفصاله وكذا سيعيق مسألة اسقاط الانقلاب في صنعاء وللأسف الشديد بحكم تقلقل تلك الجماعة واستحكامها على موقع القرار في مفاصل شرعية وحكومة الرئيس هادي استطاعت ان تقنع وتكذب ولفترة طويلة من الوقت حتى الأشقاء في المملكة العربية السعودية الى أن حانت ساعة الحقيقة ووضعت تلك الجماعة في المحك الحقيقي من خلال اتفاق الرياض الذي يقضي بحشد كل الجهود والطاقات وتوجيه كل القوات والعتاد والآليات العسكرية صوب تحرير العاصمة المختطفة صنعاء وليس العكس.
وأشار عبود إلى الاحداث الأخيرة كشفت لصناع القرار في المملكة خطورة الدور التآمري الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين فرع اليمن والممثلة بالتجمع اليمني للإصلاح والمتمثل في عملية التسليم والاستلام التي تحصل بينهم وبين جماعة أنصار ألله الحوثيين ليس بعملية تسليم الجوف بالكامل فحسب بل سبقتها عمليات سابقة كثيرة في تعز والضالع والبيضاء ونهم وماهي الا مسألة وقت فقط لسقوط ما تبقى من مأرب وهدفهم المشترك القادم شبوة وحضرموت والجنوب بشكل عام وحتى تهديد أمن واستقرار وسلامة الجارة المملكة العربية السعودية ولكن بالنسبة لأرض الجنوب اقول أنهم لن يستطيعوا أن يعيدوا اليها مجددا وأنها ستكون مقبرة ومحرقة لهم جميعا

•فوضى خلخله نسيج اجتماعي
بدوره علق رئيس الإدارة السياسية للمجلس الانتقالي الضالع صلاح الحريري عن سقوط الجوف وقال: ما شهدته محافظة الجوف فانا لا اسميه سقوط وانما اسميه عملية تسليم محافظة الجوف للحوثين وهذا التسليم يأتي في إطار مخطط تركي قطري وبالاتفاق مع الحوثين والاصلاح.
وأشار ان ذلك يهدف المخطط الى اسقاط المحافظات الشمالية بيد الحوثي وبالمقابل يتفرغ حزب الاصلاح الاخوان المسلكين للمحافظات الجنوبية من خلال زعزعة الامن في تلك المحافظات ونشر الفوضى ونشر قواتهم في المحافظات الجنوبية وخلخلة النسيج الاجتماعي في تلك المحافظات.
طبعا اذا تسنى لهم ذلك ولم يتحرك التحالف سريع لحسم الموقف ستكون المحافظات الشمالية مع الحوثي والمحافظات الجنوبية مع الاخوان وان لم يتمكنوا من السيطرة عليها عسكريا سينشرون كل انواع الفوضى في الجنوب وبالتالي احراج واضعاف التحالف امام المجتمع الدولي.
وهنا نقول ان على التحالف تطبيق اتفاق الرياض بشكل سريع وجدي ولو حتى من طرف واحد فالشرعية اصبحت بيد الاخوان ولن يطبقوا اي بند من بنود اتفاق الرياض لأنهم يعلمون انه سيحسم الامور في المحافظات الجنوبية ويؤمنها ويقضي على مخططاتهم.