آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 12:08 م

من تاريخ عدن


خواطر من صميم الحياة العدنية

الأحد - 03 مايو 2020 - 03:46 م بتوقيت عدن

خواطر من صميم الحياة العدنية

تقديم: بلال غلام حسين

يذكر المؤرخ العدني الشهير حمزة علي لقمان، في خواطره من صميم الحياة العدنية هذا الاقتباس حول تربية الطفل الذي كانت تعتمد عليه المرأة العدنية قبل مائة عام .. فقد كان الطفل العدني يعيش في صراع دائم ومتواصل مع شخصيات خيالية زُرعت بداخله من قبل والديه، فقد كان "البوبوح" البعبع، والمُكحل بالدقيق والجبرتي و "أبو القلية واللوز" و "أبو شملة" و "أبو ذيله" و الباهوت وغيرهم يفزعون بها الأطفال ويدخلون الرعب فيه.

وكانت المرأة العدنية تعتقد بأنه من خلال تخويف طفلها بهذه الشخصيات الخيالية التي لا وجود لها خير تربية لإصلاحه وتقويم أخلاقه وإرشاد، فمثلاً اذا رفض أن ينام عمدت إلى تخويفه فتقوله:

"إنكان ما ترقدتش با أصيح للبوبوح" فيضطر المسكين إلى الاذعان تحت الضغط والتخويف، وهكذا كان ينام الطفل مضطرباً متقطعاً حالماً بمجيئ المُكحل بالدقيق وغيره، وكثيراً ما يحدث أن يصرخ الطفل محدثاً أصوات مزعجة أو يستيقظ من النوم فزعاً..

وكان تخويف الأطفال بالجبرتي و" أبو القلية واللوز" في ليالي صفر وخطفهم إلى "بنجلة الشيطان" لقتلهم وصك نقود من دمائهم أمر مألوف ومنتشر في عدن في تلك الفترة، وكانت الشوارع مظلمة ومُفزعة لعدم وجود الكهرباء مما يجعل الناس تعود إلى بيوتها في المغرب، ويناموا مُبكرين.

تقديم: بلال غلام حسين