آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 03:27 م

مجتمع مدني


الطبيب مناف .. ابن سيناء منطقة جبل العيدروس

الأربعاء - 20 مايو 2020 - 04:58 م بتوقيت عدن

الطبيب مناف .. ابن سيناء منطقة جبل العيدروس

كتبه / جمال مسعود

ليس غريبا ولا عيبا ان اخصص مقالا للثناء على المحسنين فليس المحسنون فقط من يتبرعون باموالهم للمحتاجين فهناك اغلى واعظم من الاحسان بالتبرع بالمال فالتبرع بالجهد والخبرة الطبية على المرضى المحتاجين ايام النوازل والاوبئة هو من اشرف اعمال البر والاحسان ، فكما هي عدن دائما وابدا ولادة ومنبع العطاء بلا حدود ، كما هي وقت الشدائد والازمات لاتخلو من جنود تابعين للجيش الابيض الذي يرتدي البالطو الابيض ويغطي وجهه بالكمامة ويلبس القفازات بيديه ويخوض اشرس المعارك التي خاضها مثله في دول اخرى اشهر الاطباء والممرضين وهم في عدن لايقلون عنهم كفاءة واقتدار يصول ويجول الجندي الابيض منهم في الجبهات يصارع الاوبئة والحميات طبيا ووقائيا ويدافع عن اهله وناسه يجبر كسورهم ويضمد جراحهم ويوقف نزيفهم ويزيل الشظايا عن اجسادهم ويسهر الايام بلياليها فوق الجرحى والمصابين والمنكوبين بالاوبئة والحميات انهم جنود الجيش الابيض في عدن اصحاب المهمات الصعبة وفرق الانقاذ وقت المدلهمات.

الدكتور مناف كمال مصطفى ( ابن سيناء منطقة جبل العيدروس ) لاتجد بيتا في العيدروس الا وهو يترحم لوالدي الدكتور مناف كمال مصطفى الذين انجباه وربياه هذه التربية الحسنة والبساه ثوب الوقار والهيبة والانسانية وانفقا عليه في كلية الطب ليتخرج طبيبا تطوع في خدمة المرضى لوجه الله.

في حرب الحوثي التي غزا فيها عدن وجرح فيها كل بيت لم تسلم منطقة العيدروس من الدمار والتنكيل فسقط فيها شهداء وجرحى وضع الدكتور مناف بمساعدة الدكتور ياسر مسعود فني المختبرات الشهير بصماتهم على كل جريح ومصاب بالحميات في منطقة جبل العيدروس بلمسات الرفق والاحسان يضمدا الجراح برفقة كل من له دراية بالاسعافات الاولية وتضميد الجرحى من ابناء منطقة الجبل وشعب العيدروس ولاننسى جهودهم في مواجهة حمى الضنك التي فتكت باأبناء حي جبل العيدروس ومع شحة الامكانيات استطاع الدكتور مناف حينها ان يدير توزيع الادوية بطريقة مهنية على المحتاجين لها من ابناء الحي ليل نهار مستغلا جهود المتبرعين في التخفيف على الاهالي من اوجاع الحميات وضيق ذات اليد.

هاهو اليوم الدكتور مناف في زمن الكورونا واقف في مكانه الذي عهده اهل حي العيدروس لابس البالطو الابيض والكمامة والقفاز بيديه يطوف جبل العيدروس ملبيا النداء ملتصقة يده بيد من ناشده كبيرا وصغيرا رجلا وامراءة يحمل حقيبته وابتسامته وقلبه الكبير وامكانياته المتواضعة وعلاقاته الطيبة بالمتبرعين بالمستلزمات الطبية يعاين الحالات ويطمئن على استقرارها يوما بعد يوما ويوزع العلاجات مما وقع بين يديه من فاعلي الخير جهد يبتغي به وجه الله لايريد به من احد جزاءا ولا شكورا.

الدكتور مناف من رواد مسجد العيدروس ومحب للطرق الصوفية زاهد فيما عند المستشفيات من الوظائف التجارية مستخدما مهنة الطب خدمة مجانية يطوف بها على بيوت المحتاجين والبسطاء يضع الكمادات فوق الجسم المحموم بالابتسامة والذكر الحكيم.

بارك الله بالدكتور الطبيب مناف كمال مصطفى ابن سيناء منطقة جبل العيدروس وجعل جهوده وجهود اخوانه الاطباء والممرضين جنود الجيش الابيض العدني في مستقر رحمة الله يجازيهم بها بالاحسان احسانا ومغفرة ورضوانا ويبارك جهودهم في خدمة البسطاء ، ولمثل هذا فليعمل العاملون واعتذر شديد الاعتذار للطبيب الصالح دكتور مناف على استخدام اسمه وصورته في العرض المقالي والذي كان غرضي منه التذكير بالواجب الطبيعي تجاه من احسنوا الى عباد الله وشكرهم فمن لايشكر الناس لايشكر الله.