آخر تحديث :الأربعاء - 08 مايو 2024 - 03:48 ص

اخبار وتقارير


هل تكون جريمة إغتيال مدير أمن شبام الحبل السري للوصول الى مصدر الارهاب بوادي حضرموت؟

الثلاثاء - 26 مايو 2020 - 08:47 م بتوقيت عدن

هل تكون جريمة إغتيال مدير أمن شبام الحبل السري للوصول الى مصدر الارهاب بوادي حضرموت؟

عدن تايم / خاص.

مدير أمن مديرية شبام بحضرموت، والذي اغتيل وأربعة من مرافقيه، اليوم الثلاثاء، سبق وان تقدّم بشكوى لمدير أمن الوادي، كشف فيها عن تعرضه لمحاولتي إغتيال، اتّهم فيها جهات عسكرية تتبع المنطقة العسكرية الأولى وتحديدا اللواء 135، وهي جريمة تكشف عن الحبل السري لمصدر التفجيرات الإرهابية.
وفي هذا التقرير تبحث (عدن تايم) في تعليقات سياسيون وصحفيين على الجريمة، وإعادة نشر وثيقة الإتهام السابقة، وذلك للتوصل إلى إجابة السؤال الذي تضمنه عنوان التقرير.


*تهديدات ومحاولتي إغتيال سابقة*

‏وصباح اليوم الثلاثاء، اغتيل مدير أمن شبام صالح بن علي جابر وأربعه من مرافقيه، بعد استهدافهم بعبوة ناسفة في منطقة العادي حوطة احمد بن زين مديرية شبام بحضرموت.
وفي الأول من أبريل الماضي، كشفت وثيقة كتبها مدير أمن شبام - الذي اغتيل بالأمس - موجهة الى مدير عام الامن والشرطة بوادي حضرموت، عن تعرضه الى محاولتي اغتيال على يد ضباط وافراد من اللواء 135 مشاه التابع للمنطقة العسكرية الأولى، التي تتلقى أوامرها من الذراع العسكري لحزب الإصلاح الإخواني.
وبين في الوثيقة أنه تعرض لمحاولتي الاغتيال سابقا أتى نتيجة لتنفيذ الاوامر الصادرة اليه بمنع التجمعات واغلاق اسواق القات للحد من انتشار فيروس كورونا، في مديرية شبام.
وحسب الوثيقة فإن أحد محاولات الاغتيال والتي كانت في 29مارس، كانت أمام قيادة المنطقة العسكرية الأولى، بعد ذهابه إلى هناك لتسليم مضبوطات لقائد الشرطة العسكرية بالمنطقة الأولى، بينما الأولى كانت في 27مارس أثناء تنفيذ أوامر منع التجمعات في شبام.


*اتهامات للمنطقة العسكرية الأولى*

تعرض مدير أمن شبام، لمحاولتي إغتيال سابقة، حسب ما ورد في الوثيقة الرسمية، لا يحتاج إلى بحث او تفسير، وفيه تأكيد على وقوف تلك الجهات التابعة للمنطقة العسكرية الأولى الموالية للإخوان خلف جريمة الاغتيال، حسب تعليقات سياسيون وصحفيين على الجريمة، ووصفوا تلك الجهات بأنها كتائب اعدام تقتل بدون حرب.
وقال الأديب والسياسي د.سيعد الجريري : "إنهم يغتالون، ويقتلون بلا حرب معلنة، جاثمون على صدر الوادي، يؤدون مهامّ عدائية ضد خيرة ضباط حضرموت وشبانها، ويرهبون مواطنيها، ولهم قناع اسمه (المنطقة العسكرية الأولى)، لكن لو نزعنا القناع عنهم، فهم كتائب إعدام، وتهريب، و نهب، وعيث في الوادي فساداً، وحماية لمواليهم ممن يبررون جثومهم بما لا تقتنع به عينا طفل لمّاح في شبام العالية".
وأضاف : "بعد محاولات سابقة، طالت أيادي غدرهم مدير أمن شبام الضابط المأسوف على شبابه صالح بن علي جابر وأربعة من مرافقيه، اغتيالاً، لا ننسبه إلى مجهول، فقد سمّى مستهدفيه في وثيقة رسمية رفعها في الشهر الماضي إلى مدير أمن الوادي، ووكيل الوادي ومحافظ المحافظة، بين فيها الجهة التي ينطلق منها منفذو المهام الخاصة من منتسبي كتائب الإعدام، في المنطقة العدوانية الأولى، ذات السوابق العديدة في إراقة دماء الحضارمة في الوادي، و إيواء عناصر الإرهاب المستهدفة منتسبي النخبة الحضرمية في الساحل".
وفي تعليقه قال الصحفي محمد سعيد باحداد : "جريمة إغتيال الضابط صالح بن علي جابر مدير أمن شبام، أمر خطير جداً ، فالشهيد قد سمى مستهدفيه في وثيقة رسمية رفعها الشهر الماضي أكد فيها تورط اللواء 135 التابع للمنطقة العسكرية الأولى".
وذهب الصحفي عدنان الاعجم للقول إن جريمة اغتيال مدير أمن شبام حضرموت، تأتي ضمن مخطط الإخوان في إستهداف وتصفية الكوادر الجنوبية بوادي حضرموت.

*السكوت جريمة ثانية*

وأعتبر سياسيون وصحفيين أن التعاون مع الراعين للإرهاب وداعميه، والسكوت عن تلك الجرائم، يعد جريمة ثانية، كما أنه لا مبرر او عذر بعد اليوم عن تورط الأخوان بتلك الجرائم.
وفي هذا الصدد قال د.سعيد الجريري : "ليس لهؤلاء من مهمة سوى التصفيات، بالرصاص، بالعبوات الناسفة، بالمفخخات وما لا يخطر ببال إبليس. لكن ما لا يمكن فهمه، أو لعله مفهوم جداً، لماذا يرتمي في أحضانهم نفر من وجاهات الوادي ومسؤوليها، بينما ترتمي جثث ضحاياهم في كل وادٍ، ومنعطف، ومقهى، ومفرق، وبلدة، ومدينة؟".
وأعتبر د.سيعد الجريري أن : مداهنة كتائب الإعدام التابعة للمنطقة العسكرية الأولى، تعد مشاركة صريحة في الجرم، فذاك فعل تمكين لها، ولا عذر ، ولا تبرير مقبولان، بعد اليوم.
من جانبه أشار الصحفي محمد سعيد باحداد إلى ان : "السكوت عن جريمة إراقة الدماء الحضرمية وإيواء العناصر الإرهابية في وادي حضرموت جريمة ثانية".

*الحبل السري؟*

وادي حضرموت الذي يشهد انفلات أمني مريع، في ظل أحكام السيطرة العسكرية عليه من قبل قوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية لحزب الإصلاح الإخواني، شهد ويشهد العدد من العمليات الإرهابية الإجرامية والاغتيالات، والتي كانت تقيد ضد مجهول أو يتم تبنيها من قبل تنظيم القاعدة المعروف داعميه.
ورغم أن أطراف كثيرة كانت ولا زالة توجه الاتهامات للمنطقة العسكرية الأولى بالوقوف خلف تل الأعمال الإجرامية وبينت ذلك بعدد من الشواهد، إلى أن جريمة إغتيال مدير أمن شبام والتي سمى قاتليه بوثيقة رسمية، تؤكد وبما لا يدع مجالا للشك أن المنطقة العسكرية الأولى هي المتورطة بالاغتيال.
وما بين هذا وتأكيد الاتهامات للمنطقة العسكرية الأولى فإنه يمكن الذهاب إلى ما هو أبعد من إغتيال "بن علي جابر" ومرافقيه، وذلك من خلال طرح السؤال التالي، هل كشفت حادثة إغتيال مدير أمن شبام، عن الحبل السري لمصدر التفجيرات الإرهابية، والمتمثلة بالمنطقة العسكرية الأولى..؟، سيما وقد كان الاستهداف بعبوة ناسفة على طريقة داعش والقاعدة.