آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 12:23 ص

قضايا


مأساة الشاب "الحداد" في شبوة ..توفي بحثا عن التشخيص والعلاج

الثلاثاء - 02 يونيو 2020 - 04:01 م بتوقيت عدن

مأساة الشاب "الحداد" في شبوة ..توفي بحثا عن التشخيص والعلاج

شبوة / خاص

محمد احمد عوض الحداد ، شاب في العقد الثاني من عمره ساقته مشيئة الله ان يكون بين ايادي لا تعرف للانسانية مبدأً ولا لقيم واخلاق المهنة اي اعتبار.

هكذا استهل مقربون من المواطن محمد الحداد الذي أصيب بمرض اقعده على الفراش منذ منتصف شهر رمضان المنصرم ، ولازم بيته الى ان ساءت حالته واسعفه اهله الى مستشفى عزان العام بالمدينة ، وفي المستشفى هنا حدثت الصدمة التي لم يكن يتخيلها احد ، فوجئ اهل المريض برفض استقبال الحالة رفضاً تاماً وقاطعاً من قبل طاقم العمل في المستشفى بحجة عدم وجود اي امكانيات لاستقبال هذه الحالة.

وقال ذوو الحداد : "من المضحك والمبكي في آن واحد ان يتم تشخيص حالة المريض على انه مصاب بفيروس كورونا من مجرد النظر اليه فقط ..مع ان اعراض مرض الكورونا تتشابه حتى مع اعراض الزكام في بداياته ، فكيف اهتدى اصحابنا المحترمون الى ان المريض مصاب بفيروس كورونا مع ان كل الفحوصات التي اجروها للمريض ، فحوصات عادية جداً لا يمكن ان يتم من خلالها اكتشاف فيروس كورونا".

ورغم حالة اليأس والاحباط التي اعترت اسرة المريض الحداد إلا انهم تحاملوا على انفسهم وقاموا بإسعاف المريض الى مدينة عتق امتثالاً لأوامر ادارة مستشفى عزان الصارمة في ذلك.

وأعرب ذوو الحداد عن أسفهم ان ادارة مستشفى عزان قامت بتحويل المريض الى مدينة عتق ، ولكنها لم تكلف نفسها حتى ان ترسل المريض في سيارة اسعاف رغم ان لديها تحفظ على ان الحالة مصابة بفيروس كورونا ولو من باب الاشتباه ، بل الاسوأ من ذلك انها جعلت المرافقين من اسرته هم من يقوموا باسعافه دون ادنى وسائل السلامة او على الاقل اشعارهم بكيفية التعامل مع مثل هكذا حالات ، وهنا تكمن الكارثة الحقيقية.

واوضح ذوو الحداد ان ما وصل المريض الى مركز العزل الصحي بالمحافظة والذي تم إنشاءه خصيصاً لاستقبال هذه الحالات ، حتى فوجئ اهل المريض بعدم قبوله والتعامل مع حالته ، بل انه بلغ من الاستهتار واللامبالاه بارواح البشر انهم قاموا باعطاء المرافقين له حقنة وطلبوا منه ان يحقنها له تحت الجلد ،وكأنهم يقولون للمرافقين ، هذا مريضكم ومالنا علاقة فيه ، مشيرين ان حالة المريض كانتوتزداد سوءً مع مرور الوقت واضطر اهله الى ارجاعه للبيت ،وفي صباح اليوم التالي توفي محمد وهو يصارع الالم والوجع.

وعبر ذوو الحداد عن ألمهم وقالوا : "نعم مات الحداد ولكن بموته كشف لنا موت الضمائر في قلوب المسؤولين علئ القطاع الصحي بالمحافظة".


الغريب في الأمر ، اننا كنا نسمع منذ مايزيد عن شهرين ان السلطة المحلية في المحافظة قد انفقت ملايين الريالات من اجل تجهيز مركز الحجر الصحي بمدينة عتق وانها قدمت دعم لا محدود لاستقبال الحالات المشتبه بها ..ولكن كل هذه الاخبار تبين انها لم تكن سوا بروبجندا اعلامية للتطبيل والتزلف والتسبيح بحمد السلطة المحلية وعلى رأسها محافظ المحافظة ..

ايعقل ان يتم صرف ملايين الريالات على تعشيب ملعب كرة قدم مع العلم انه لن تقام عليه اي فعاليات رياضية وخاصة في مرحلة حرجة كهذه المرحلة،ويتم اهمال المستشفيات ومراكز العزل الصحي وهي التي ترتبط بها ارواح الناس بصورة مباشرة !!

الى اي مدى وصل العبث بمقدرات هذه المحافظة وخيراتها، الى اي مدى من الإسفاف والإنحطاط وصلت اخلاق القائمين على مكتب الصحة والسلطة المحلية بإستهانتهم بارواح وحياة الناس في المحافظة ..

الأدهى والأمر من كل ذلك ..ان يطل علينا مدير مكتب الصحة والسكان بالمحافظة (عيدروس كورونا) بمنشور طويل لا ادري من اين وجد كل هذا الوقت لكتابته، متحدثاً بكل بجاحة عن نزول فريق طبي لرش وتوعية المخالطين واماكن عمل المريض المتوفي وعمل فحوصات اعتياديه لكل زملائه في العمل ، وسبحان الله من الغباء الفطري ان يذهب مدير مكتب الصحة والفريق المرافق له الى مديرية رضوم ويقوم بالتوعية والرش بينما يتجاهل المريض المتوفي يسكن في مديرية ميفعة ..وان المريض قد مكث اكثر من نصف شهر بين اهله في البيت .

وتساءل ذوو الحدد : لنفترض جدلاً ان الحداد رحمة الله عليه كان مصاباً بفيروس كورونا فعلاً ..فلماذا على الاقل لم يتم اخبار اهله بذلك بتقرير طبي رسمي ، وإبلاغ اهله بطريقة التعامل معه ، لماذا لم يتم النزول الى منزله بعد وفاته وتعقيم المنزل والطلب من اهله الالتزام بالحجر لمدة 14يوماً وعدم مخالطة الاخرين كي لا تنتشر العدوى ..بربكم ..كيف يستطيع المجتمع ان يأمن على حياة افراده وهم يقعون تحت منظمومة صحية هزيلة ومتهالكة وفاسدة.
ماحدث للحداد ممكن ان يحدث لأي فرد من افراد هذه المحافظة المغلوب على امرها، ماحدث للحداد جريمة بشعة وقذرة في حق الانسانية والآدمية ..ماحدث للحداد يعتبر انحطاط وانهيار تام للاخلاق والقيم والمبادئ.