آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

اخبار وتقارير


تقرير- ما احتمالات نجاح تنفيذ اتفاق الرياض؟

الجمعة - 03 يوليه 2020 - 11:45 م بتوقيت عدن

تقرير- ما احتمالات نجاح تنفيذ اتفاق الرياض؟

عدن تايم / خاص.

اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في 5ديسمبر من العام الماضي، ورغم الفشل في التنفيذ إلى أنه أصبح ينتقل من مرحلة إلى أخرى ومعها يتجدد الأمل في تنفيذه، حيث انتقل في 22يونيو الماضي إلى مرحلة ثالثة تمثلت باستجابة الطرفين لوقف إطلاق النار في أبين والعودة لتنفيذ الاتفاق.
عدن تايم وفي هذا التقرير تستعرض ما يشكله الاتفاق للطرفين ولماذا سعت الشرعية الإخوانية سياسيا وعسكريا لتعطيله وما هي احتمالات العودة للتنفيذ من وجهة نظر سياسية، بالإضافة إلى الإشارة إلى أبرز مراحل الاتفاق.


*مراحل اتفاق الرياض*


اتفاق الرياض الذي وقع في 5ديسمبر من العام الماضي 2019م، بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعاية التحالف العربي، لم يكتب له النجاح وظل دون تنفيذ رغم التزمين الذي حدد له، وأمام هذا التعثر، أعلن المجلس الانتقالي في ال25من أبريل 2020م الإدارة الذاتية لمحافظات الجنوب، نتيجة فشل الحكومة اليمنية المسيطر عليها من جناح الإخوان الموالين لتركيا وقطر، في الوفاء بالتزاماتها ضمن اتفاق الرياض وإصرارها على تعطيله، وتنصلها عن القيام بواجباتها.
وفي مطلع يناير من العام الجاري، تم الاتفاق وبرعاية واشراف التحالف العربي على الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق الرياض، وذلك بما عرف بتنفيذ مصفوفة الانساحبات المتبادلة، والتي كان مقرر أن تشمل الخطوات العسكرية والأمنية، وتعيين محافظ ومدير لأمن عدن والوقت المحدد لتنفيذها بموجب اتفاق الرياض، وهي المصفوفة التي تعثر تنفيذها نتيجة تعنت وتنصل مليشيات الإخوان التي تتحرك تحت مظلة الشرعية.
ومن ثم انتقل اتفاق الرياض إلى توافق حدث مؤخرا، عقب التصعيد في أبين وتفجير مليشيات الإخوان للوضع العسكري هناك، حيث أعلنت التحالف العربي في 22يونيو، استجابة الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي لطلب وقف إطلاق نار شامل في أبين وإيقاف التصعيد في كل المحافظات بكافة اشكاله، وبدء لجان الطرفين في الاجتماع بالمملكة للتنفيذ العاجل لاتفاق الرياض، إلى أنه وحتى يومنا هذا تواصل مليشيات الإخوان انتهاك وقف إطلاق النار في أبين وإرسال التعزيزات العسكرية، رغم توجيهات الرئيس هادي بوقف التصعيد وإطلاق النار، وكذا في ظل وجود اللجنة السعودية في أبين لمراقبة تنفيذ إطلاق النار.


*لهذا السبب تسعى الشرعية الإخوانية لتعطيل اتفاق الرياض؟*


أعتبر المحلل السياسي مسعود أحمد زين أن النجاح الرئيسي الذي حققه الانتقالي من خلال اتفاق الرياض وذلك بتثبيت شرعيته السياسية داخليا وخارجيا، دفع بالشرعية الإخوانية للعمل على تعطيل الإتفاق في الجانب السياسي، وحين فشلت فجرت الأوضاع العسكرية في أبين، ومع ذلك فشلت في كل الحالتين.
وقال في حديثه ل(عدن تايم) : "اتفاق الرياض نجاح سياسي هو الاول من نوعه للمجلس الانتقالي الجنوبي لتثبيت شرعيته السياسية داخليا وخارجيا ممثلا للجنوب والقضية الجنوبية رغم ما قدمه من تنازلات عسكرية وامنية بحسب بنود الاتفاق".
وأضاف : "وعليه سعت وتسعى الاطراف المتشددة في الشرعية الى تعطيل تنفيذ الاتفاق خصوصا الشق السياسي منه وعملت وبكل الطرق على محاولة تنفيذ ما هو بصالحها في الشق العسكري والامني باعتبار الانتقالي مجرد فصيل عسكري متمرد على الشرعية وليس له اي صفة سياسية يعترف بها ولايستند الى قضية وطنية هامة يجب التعاطي معها بمسؤولية وهي القضية الجنوبية".
وتابع مسعود أحمد زين : "عندما فشل المتشددون في الشرعية من تحقيق هدفهم خلال الستة الاشهر الماضية ذهبوا لخيار الاجتياح العسكري المباشر لعدن في بداية مايو الماضي من جبهة شقره ضنا منهم بالمقدرة على التخلص من الانتقالي بحرب مباغتة وخاطفة بعد ان تم تلغيم الوضع الخدماتي بكثير من بؤر الفشل في عدن والمناطق المجاورة لها والرهان علي تفجير تلك الالغام (التي ترافقت مع كارثة السيول وجاحئة كورونا والحميات الفتاكة) في وجهه الادارة الذاتية لتكون بمثابة ضباب تمويهي يشغل الانتقالي من خطورة الضربة العسكرية المباغتة القادمة من جبهة شقرة.
ولفت : "فشل هذا السيناريو فشل تام وعلى مدي ستة اسابيع تكبدت القوات المهاجمة للشرعية خسائر كبيرة ماديا وبشريا ومعنويا بسبب هذه الحرب وبدلا من اجتياح عدن ذهبت سقطرى من بين ايديهم وتحولت مديريات كثيرة في ابين وشبوة ساحة للمقاومة الجنوبية ضد تواجد قوات الشرعية وارتفع الصوت السياسي الجنوبي في حضرموت والمهرة".
وأشار إلى أن : "هذه المتغيرات كان لها دور بالقبول المبدائي للشرعية للعودة لاتفاق الرياض كاتفاق متكامل دون التجزئة او الانتقاء".


*إمكانية العودة لاتفاق الرياض*


ورأى المحلل السياسي مسعود أحمد زين، أن العودة لتنفيذ اتفاق الرياض تحتاج إلى وقت، ولن يكون سهلا، إلى أن الأمر الذي قد يعطي تفاؤل هو تخفيف حدة المواجهات.

وقال في سياق حديثه ل(عدن تايم) : اعتقد ان التجارب السابقة في جبهات اخرى من هذه الحرب المستمرة منذ 5 سنوات ترجح ان اتفاق وقف اطلاق النار لن يكون مثاليا خصوصا مع ازدياد ظهور صراع اجنحة عنيف بين فريق الشرعية ومحالة تحميل الاخفاقات السابقة لهم لطرف دون غيره"، مضيفا: "وعليه من المرجح استمرار بعض المناوشات العسكرية في جبهة شقرة وسوف ينعكس ذلك على وتيرة تنفيذ اتفاق الرياض بسبب عدم اكتمال بناء حسن النية واستمرار اهتزاز الثقة بين الطرفين".
وزاد : "لن يكون تنفيذ اتفاق الرياض سهلا على الارض حتي وان تم التوصل لتشكيل الحكومة الجديدة وسوف تاخذ كل خطوة في تنفيذه وقت اطول على صعيد الممارسة لما سيتم انجازه بالجانب السياسي وكذلك على صعيد تنفيذ الشق العسكري والامني لاحقا".
وقال : "الشي الذي نبني عليه قدر من التفائل لاتفاق وقف اطلاق النار هو تخفيف حدة المواجهه المسلحة في جبهة شقرة بما يحقن الكثير من الدماء، وفي نفس الوقت سوف يتكرس الواقع السياسي والعسكري للمجلس الانتقالي بما هو الان تحت يده وتعزيز حضوره السياسي الخارجي كطرف اساسي ممثلا للجنوب في اي مفاوضات نهائية وشاملة يرعها المجتمع الدولي لحل ملف اليمن".