آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 10:57 ص

تحقيقات وحوارات


نائب مدير ميناء الحاويات بعدن: نمو إعادة التصدير بنسبة 50%

الجمعة - 10 يوليه 2020 - 07:55 م بتوقيت عدن

نائب مدير ميناء الحاويات بعدن: نمو إعادة التصدير بنسبة 50%

عدن تايم/ معتز الميسوري



استطاع ميناء عدن للحاويات، بوابة اليمن الرئيسية للتجارة والاستثمار مع العالم، تحقيق معدلات إيجابية على مستوى العمليات التشغيلية منذ بداية أزمة جائحة كورونا المستجد (كوفيد – 19) بالتوازي مع تطبيقه لخطة احترازات صارمة استهدفت منع تسرب المرض إلى داخل المدينة، والحفاظ على استمرار عمليات التبادل التجاري بين اليمن ومختلف دول العالم. ويرى مراقبون أن الميناء التجاري الأكبر في الدولة، يلعب، منذ بداية الأزمة، دورا هاما في عمليات تأمين السلع والبضائع واستقرارها في السوق المحلي.
وقال المهندس/ فضل الحجيلي - نائب المدير العام لشركة عدن لتطوير الموانئ - خلال تصريحه الخاص لـ"عدن تايم" حول أبرز المستجدات المتعلقة بنشاط العمل، بأن الشركة تدرك أهمية استمرارية العمل في ميناء عدن للحاويات باعتباره المنفذ الرئيسي لكل الواردات إلى السوق المحلية.

*صحة الموانئ*
وأضاف في سياق حديثه لـ "عدن تايم" أن الشركة أعدت برنامجها الوقائي الخاص بأمن وسلامة الموظفين وأسرهم وللمجتمع بشكل عام، وكذا ضمان استمرارية نشاط الميناء بشكل طبيعي، وطُبقت على مرحلتين، ومنها على صعيد العمالة والموظفين، حيث تم تشكيل لجنة سميت باسم (صحة الموانئ).
وأشار بأنها تقوم بدور فحص تلك البواخر القادمة إلى ميناء الحاويات، لضمان عدم انتقال فيروس كورونا إلى مدينة عدن وسكانها، ناهيك عن استمرار اتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية في كافة الموانئ بالدولة، من خلال أعمال التطهير والتعقيم المستمر لجميع الحاويات والمباني والمرافق الخدمية في الموانئ.
إلى جانب توجيه السفينة إلى منطقة آمنة خارج الميناء في حال الاشتباه بإصابة أحد أفراد طاقهما بالفيروس وإبلاغ الجهات المختصة للتعامل مع الأمر. ووفق قائمة الإجراءات الاحترازية يتم تنظيم دوريات مستمرة لأمن الميناء ومنع مستخدمي الميناء من الصعود على متن السفن.
وأضاف الحجيلي لــ "عدن تايم " قائلا: "إن الميناء أصبح لاعبا رئيسيا ليس فقط في خطط الدولة الخاصة بإدارة الأزمات، بل أيضا في خطط تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز قدرته التنافسية من خلال تعظيم دوره في تأمين الاستيراد وإعادة تصدير السلع والبضائع، وذلك في ظل استمراره في تعزيز شراكاته مع عدد من اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين في مجال النقل البحري.. أما ما يتعلق بعمل الخطوط الملاحية فإنها تسير بشكل طبيعي خلال الظروف الراهنة، فالعمل التجاري فيها مستمر بنفس الطريقة المعتادة، وتأثر نشاطه بشكل يسير، لكنه عاد إلى وضعه السابق، ولا توجد أي عراقيل لهذه الشركات، وإن وجدت فإننا نحاول التغلب عليها".

*بيئة تنافسية*
وأسهمت البنية التحتية المتطورة والتقنيات الحديثة لميناء عدن في جذب كبريات شركات الشحن العالمية، بالإضافة إلى ذلك لعبت التكنولوجيا الحديثة المستخدمة فيه دورًا مهمًا في سرعة إنجاز عمليات المناولة، مما ساهم في تقديم خدمات أشمل وحلول أكثر تتيح للعملاء تحقيق الاستفادة القصوى في بيئة تنافسية مثالية للأعمال.
ونجح الميناء في التحول إلى ميناء محوري إقليميا لإعادة التصدير وإدارة الشحنات التي سجلت نموا ربع سنوي بلغت نسبته 50% في العام الجاري 2020م. وحاليًا، عزز الميناء حصته من التجارة الإقليمية، إلى جانب توسيع شبكة الخطوط الملاحية المباشرة لترتبط مع 50 ميناء في ثلاث قارات حول العالم، ويرجع خبراء نجاح ميناء عدن للحاويات في تنفيذ الأدوار المنوطة به خلال الأزمات إلى تجهيزاته ومرافقه وأنظمته التشغيلية المتطورة، إلى جانب استمرار تطويره وتوسعته لاستيعاب النمو المتزايد في عمليات النقل البحري.

*صعوبات وتحديات*
وقال المهندس فضل قاسم الحجيلي، نائب مدير شركة عدن لتطوير الموانئ، المشغل الرسمي لميناء عدن للحاويات: "مهما كانت الحركة الإدارية لا بد أن تواجه بعض الصعوبات والتحديات؛ ولكن ذلك لم يصل إلى توقف نشاط الميناء بشكل عام وإنما التأثير يسير، وعملنا يسير بشكل آمن وطبيعي والحمد لله".

*إنجازات وأهداف*
وأكد (الحجيلي) بالقول - من خلال سؤالنا له عن أبرز الخطط والإنجازات لتطوير نشاط الشركة والاهتمام بالكادر البشري باعتباره رأس مال الشركة - بأنه تم القيام بتوسيع المساحات التخزينية وخطط استيراد معدات حديثة لمواكبة حجم النشاط لدى الميناء وحجم العمل التجاري البحري... وتمنى بدوره أن تضع الحرب أوزارها، باعتبار أن لديهم طموحا استراتيجيا، وهذا يتماشى مع الأوضاع واستقرارها كون ميناء عدن لديه سيادته ومكانته العالمية بحكم موقعه الاستراتيجي.
وأوضح بدوره في حديثه أن الميناء استطاع أن يلبي متطلبات عمله من خلال موارده الذاتية عالية الثمن وبالعملة الصعبة، وهذا لا شك بأنه يصب في تسهيل مهام عمله والتسريع من وتيرة خدماته في الإنجاز بأسرع وقت للشحن والتفريغ، كما أن للشركة حساباتها الخاصة لدى البنوك المحلية وهي معتمدة على مواردها الذاتية.
وأوضح أيضا أن ميناء عدن لم يستقبل أي مساعدات أو دعم خارجي من منظمات مانحة أو محلية من قبل الدولة في ظل هذه الأزمات الراهنة، وهو قائم على إمكانياته الذاتية ويعمل بمهنية عالية، وموقفه محايد ومستقل، ويعمل من أجل الوطن والشعب.

*مكانة عالمية مستدامة*
كما أشار نائب مدير شركة عدن لتطوير الموانئ أن تلك الاستثمارات والإنجازات أسهمت في تعظيم الإمكانيات الكبيرة لميناء عدن للحاويات وتعزيز دوره الهام في تأمين سلاسل إمداد مستقرة ومستدامة توفر للعملاء والتجار خدمات متكاملة وتنافسية، خاصة خلال الأزمات المختلفة والتي كان من أبرزها أزمة كورونا.
يصنف ميناء عدن قديما - الذي تديره (شركة عدن لتطوير الموانئ) بإشراف وزارة النقل اليمنية - من أكبر الموانئ في الشرق الأوسط والعالم، بطاقة استيعابية تبلغ أكثر من مليون حاوية نمطية سنوياً، ويعد أحد أهم المشاريع طويلة الأجل التي تجسد رؤية التنمية والتي تعد رافداً للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والبشرية في اليمن.
حيث افتتحت محطة عدن للحاويات رسميا في عام 1999م وتعاقب على إدارتها العديد من الشركات العالمية المتخصصة في مجال إدارة الموانئ.
كما تعتبر المحطة جزء من ميناء عدن العريق، الميناء العميق طبيعيا ذو الموقع الأهمية في خليج عدن والذي يربط أهم خطوط التجارة العالمية.
وفي القرن 19 ميناء عدن أصبح أهم موانئ تموين البواخر وذلك بعد فتح قناة السويس حيث أصبح ميناء عدن أحد أنشط الموانئ لتزويد السفن بالوقود، ومركزا تجاريا حرا غير خاضع لرسوم ضريبية أو جمركية.

*رسالة شكر وتقدير*
إلى ذلك وجه الحجيلي شكره الخاص لكل من ساعد وذلل الصعوبات في هذه الظروف الحرجة، كما شكر قيادة مؤسسة موانئ خليج عدن، ووجه أيضا جزيل شكره لموظفي الشركة المرابطين في عملهم وصمودهم وأخذ المهمة كأنها مسؤولية وطنية على اعتبار أن الميناء من الأهمية القصوى استمرار خدماته ونشاطه الاقتصادي والتنموي رغم المخاطر، ملبين النداء الوطني والإنساني،وحذر عن توقف نشاط ميناء عدن وآثارها الكارثية الكبرى سيؤدي إلى تضرر وخسائر للجميع، مشددا على مساعدة المجتمع من توفير احتياجاته ومتطلباته المعيشية والأدوية والمواد الاستهلاكية، وهذا يمثل الأمان لهم، وقال: "نحن نغطي سوق اليمن عموما، وهذه خطوات إيجابية في تقديم مصلحة العمل مهما كانت الظروف".


*عمليات وأنشطة اقتصادية*
وأوضح أثناء اللقاء بأن هناك فريق توعية منذ بداية الأزمة (أزمة جائحة كورونا) مهمته التوعية الصحية بين أوساط العمال ونشاط ميناء عدن للحاويات، يعمل على مدار 24 ساعة دون توقف.. وأضاف الحجيلي بالقول: "إنه لا يوجد في قاموس الشركة (الإجازات) بحكم أننا نتعامل مع زبون أجنبي، وعليه التزامات ورسوم رسو للبواخر بالعملة الصعبة، والوقت لديه ثمين، ونحن نربط العمل بعملية اقتصادية بحتة".
وأشار مفتخرا بأنه تم تحويل العمل اليدوي إلى عمل إلكتروني منذ بداية أزمة فايروس كورونا المستجد، وهذا إنجاز نوعي يضاف إلى أعمال نشاط الميناء، وقال أيضا بأنه يتم فصل الميناء عن الباخرة الواصلة، ويتم تنفيذ أعمال التعقيم والرش على أسطح الباخرة، وفحص طاقمها والتأكد من خلوهم من الفيروس.

*إحصائيات الحاويات والبواخر*
وفي إحصائية رسمية تستند على بيانات شهرية مجمعة صادرة عن الشركة والمتعلقة بنشاط الملاحة البحرية بالسفن الحاملة للحاويات الواصلة إلى رصيف محطة عدن للحاويات، حيث حصلت صحيفة "عدن تايم" على نسخة منها عبر القسم التجاري للشركة، ومن خلال هذه الإحصائية تشير بالأرقام إلى أن إجمالي الحاويات التي تم تفريغها في رصيف الميناء للربع الأول من يناير 2020 وحتى أبريل 2020م بلغت نحو (126,955) حاوية نمطية، فيما تشير إحصائية أن أعداد السفن الواصلة إلى الميناء للربع الأول من يناير 2020 وحتى أبريل 2020م بلغ إجمالي تلك البواخر نحو (42) سفينة.
ويستوعب ميناء عدن للحاويات أكثر من مليون حاوية سنويا في رصيفه الخاص، ووفقا لنشاط العمل الإداري والفني والهندسي بلغ بنسبة 70% والكمية الاستيعابية حاليا بنسبة 40%، وفي هذه الظروف والتحديات يتم الاستيعاب فقط النصف بنحو 470 ألف حاوية بنسبة 50%.

*خطط المستقبل*

تؤمن قيادة الشركة عبر خطتها التطويرية لميناء عدن على توسعة المحطة من خلال تنفيذ مشروع المرحلة الأولى. حيث تشمل إضافة 1000 متر رصيف إضافي لاستقبال البواخر مع تعميق الرصيف إلى عمق 18 متر، وذلك لتعزيز قدرة التخزين في المحطة إلى 2.5 مليون حاوية نمطية، ويشمل المشروع تعميق القناة الملاحية إلى 18 مترا لمواكبة التطور في أحجام سفن الحاويات.
كما أن هناك العديد من الامتيازات والخدمات التي توفرها محطة عدن للحاويات ومنها رصيفين بطول 700 متر وعمق 16 متر وسبع رافعات جسرية، خمس منها نوع بانامكس واثنتين آخرين نوع سوبر بوست بانامكس.


*كلمة حرة*
وفي ختام التقرير الخاص، الذي قمت بإعداده لأعزائنا القراء الأكارم لتصلكم المعلومات المطلوبة لكم، قمت بإفساح المجال للمهندس/ فضل الحجيلي بتوجيه كلمة أخيرة نختتم بها لقاءنا، حيث قال بكلمته الحرة: "نوجه كل الشكر والتقدير إلى قيادة وإدارة ميناء عدن ممثلة برئيسها الهمام الدكتور/ محمد علوي امزربه على جهوده الوطنية المخلصة في إنجاح استمرارية نشاط الميناء لا سيما وأنه يمثل الركيزة الأساسية لمدينة عدن واليمن عموما، وتهيئته لظروف مناخ العمل بشكل أفضل، بحكم حنكته وخبرته العملية. كما نجدد شكرنا لجميع طاقم العمل الميداني والعمل بروح الفريق الواحد".