آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 12:49 ص

اخبار وتقارير


حالة استثنائية وعلامة فارقة في تاريخ شبوة

الثلاثاء - 04 أغسطس 2020 - 12:30 م بتوقيت عدن

حالة استثنائية وعلامة فارقة في تاريخ شبوة

كتب / صالح مساوى

يمثل تاريخ ٣ أغسطس ٢٠١٧م في الذاكرة الجماعية لأبناء محافظة شبوة، تاريخا مفصليا، عندما شعروا ولأول مرة منذ عقود بعودة الأمن والاستقرار، إلى   ربوع محافظتهم، بعد أن فقدوه منذ الوحدة المشؤومة.

ففي هذا التاريخ قبل ثلاث سنوات تقريبا دخلت شبوة منعطفا جديدا في تاريخها، عندما قام أبناءها في قوات النخبة الشبوانية بعملية انتشار وتأمين المحافظة، من بئر علي وبالحاف جنوبا، مرورا بعزان وحبان، وصولا إلى جردان وعرما في شمال شرق المحافظة.

 ومنذ ذلك التاريخ قامت قوات النخبة الشبوانية بدور أمني كبير لم تقم به اي قوة أمنية من قبل، وحققت نجاحات أمنية كبيرة، على مختلف المستويات، وفي عهدها اختفى ازيز الرصاص، والاقتتال القبلي، بعد ان خيم عليها قرابة عقدين من الزمن.

الفترة التي عاشتها محافظة شبوة أثناء وجود النخبة كانت حالة استثنائية، وعلامة فارقة في تاريخ المحافظة، نظرا لتمكنها في وقت وجيز من احداث تحسن امني، بعد أن اشعلت القوات التابعة لحكومات صنعاء المتعاقبة فتيل الصراعات القبلية، والفئوية، وغذت الاقتتال، في المحافظة، وتُعد قوات النخبة الشبوانية هي القوة الوحيدة التي كان جميع  أفرادها من ابناء شبوة، وهذا أحد العوامل الرئيسية في نجاحها.

والإنجازات والأدوار الأمنية، التي قامت بها قوات النخبة الشبوانية كبيرة ومتعدده، يصعب حصرها في مقال واحد، ولكن نكتفي بالتأكيد ان شبوة لم تشهد منذ عام ١٩٩٠م اي اخلاص، وتفانٍ، في العمل الأمني إلا في عهد النخبة الشبوانية.

 من الغرائب الحزينة والمؤلمة ان الذكرى السنوية لانتشار النخبة تأتينا هذا العام في نفس الشهر الذي سيطرت فيه قوات الشرعية الموالية للإصلاح على محافظة شبوة، وفي نفس الوقت الذي نتذكر ٣ أغسطس ٢٠١٧م بكل سعادة، وفخر، واعتزاز، نتذكر اليوم ٢٦ أغسطس ٢٠١٩م بكل ألم وحسرة لما آلت إليه الأمور في المحافظة.

 فمنذ ٢٦ أغسطس ٢٠١٩م كان لشبوة موعد مع الخيبات والآلآم التي لم تتوقف حتى اليوم، بفعل سقوط المحافظة في أتون الفوضى والمظاهر  المسلحة، وعمليات الترويع لكثير من قرى ومدن ومديريات المحافظة.

ومثلما مثّل وجود النخبة فارقا في التاريخ الشبواني، فإن( انسحابها) أيضا مثّل نكسة وخسارة لن تتعوضا على مدى سنوات طوال، وسيبقى تاريخ تأمين شبوة من قبل قوات النخبة الشبوانية، وتاريخ سقوط شبوة بيد قوات الشرعية الموالية للإصلاح، في ذاكرة ابناء المحافظة إلى الابد، بما حملا من تغيرات، وأحداث، لها ارتباطات وثيقة بصناعة القرار السياسي ليس الإقليمي وحسب، بل والعالمي.


٤ أغسطس ٢٠٢٠م