آخر تحديث :السبت - 20 ديسمبر 2025 - 12:41 ص

اخبار وتقارير


"تكاليف الأعراس" العائق الأكبر أمام المقبلين على الزواج (تقرير خاص)

الإثنين - 07 سبتمبر 2020 - 07:13 م بتوقيت عدن

"تكاليف الأعراس" العائق الأكبر أمام المقبلين على الزواج (تقرير خاص)

عدن تايم/خاص:

لم يعد البحث عن وظيفة أو تامين مسكن العائق الوحيد أمام الشباب المقبل على الزواج في مدينة عدن, بل أصبحت تكاليف الأعراس وحفلات الزفاف المتميزة وباهظة التكاليف العائق الأصعب .

ولا يسلم أي خاطب من قائمة الطلبات التي لا نهاية لها تقابلها أرقام بمبالغ خرافية تقسم ظهره وتملى حياته بالديون.

ومالت عقول الأهالي والفتيات في عدن خاصة بعد الحرب الأخيرة إلى التقليد الأعمى للأعراس الخارجية والمنافسة الشديدة لنيل السمعة الأفضل, بالمغالاة والجمال.

وبين إرضاء العروس وتحمل مصاريف الأعراس الزائدة أيام عصيبة وهموم تسديد الديون خاصة للغير مستطيعين, قد توصل أحيانا إلى الخلاف أو فسخ للزواج .


مظاهر:
لم تقتصر حفلات الأعراس في عدن على الديكورات البسيطة ووجبات الضيافة الخفيفة, بل ارتفعت بأكثر من ذلك بكثير, واشتعل التنافس بين الأسر والفتيات من جهة وبين منظمي الأعراس ومالكي مشاريع التزيين والخدمات من جهة أخرى.

وبدأت قاعات الأعراس تتزاحم في توفير خدمات إضافية مكملة للأفراح مثل تغيير "كوشات" المسرح وعمل اضاءات مختلفة ومتنوعة وتوفير طاقم عاملات أضافيات وكذلك غرف أو صالات إضافية خاصة للإيجار وكل ذلك بسعر إضافي يختلف باختلاف الخدمة.

وغير المتطلبات الفرعية التي لا تجد سقفا لها, لابد وان تتوفر تلك المطالب الأساسية والضرورية لإقامة الزفاف مثل استئجار القاعة وأجرة وزخرفة السيارة, وإيجار الفرقة الغنائية, وأتعاب مصورة الأعراس, ودفع مبلغ العشاء, وفستان العروس وبدلة العريس والورود, والمكياج ودعوات الحفل.

ألا إن البعض يفاقم الأساسيات بالأضعاف مثل استئجار أكثر من فرقة غنائية وتوزيع وجبات سريعة وفتح بوفية يحتوي على أطباق متنوعة تكفي الجميع, وإضافة مكسرات وحلويات إلى طاولات الحضور وعمل وإضاءة ليزر، وتنسيق ألبومات فخمة، ومونتاج كمبيوتر ديجيتال وغيرها".


واقع ملموس:
رغم صعوبة المشكلة ألا أن البعض يتلذذ بتنفيذها, ويصر على ان يكون حفل الزفاف كاملا ويتميز بالعديد من الأشياء الباهظة والمكلفة, بينما البعض لا يجد مهربا من دفع الأساسيات التي أصبحت تقصم الظهر بعد أن تهرولت العملة المحلية وأصبحت في الحضيض.

وتقول تمني صالح محمد "الواقع في عدن أصبح ملموس يجبرنا على دفع تكاليف باهظة حتى في الأشياء الضرورية والأساسية لإقامة الزفاف, فمثلا عند البحث على قاعة أعراس تكفي أعداد المعازيم فإننا نضطر إلى استئجار قاعة واسعة وذلك نضطر إلى دفع مبلغ الاستئجار التي لا يقل عن 400 ألف ريال يمني".

وعادت في حديثها إلى جمال الأعراس قبل سنوات قليلة وقالت "يا محلى أيام زمان ندخل القاعة على قارورة شراب وفنانة ومكان متواضع ونظيف ويترك في أذهاننا ذكرى جميلة لسنوات أما الآن يتم دفع أسعار خيالية لمنظمات الأعراس ولإطباق الأكلات المختلفة الغالية الثمن, وكل ذلك لساعات قليلة تمر سريعا".


دوامة الديون:
يغرق الكثير من العرسان في دوامة لا نهاية لها من الديون المتراكمة بعد وقبل الزفاف, وذلك من اجل تنفيذ زفافا أسطوريا يضاهي الحفلات التي تقام في مدينة عدن, ويبدءا الشباب بالذهاب إلى البنوك لطلب سلفه مالية, وذلك على ظمآن وظيفة رسمية للعروس او احد من أقاربه, ويبدأ بتسديد ما عليه على مراحل مع دفع إرباح البنك, والبعض الأخر يشترك في جمعيات او ما تسمى في عدن "هكبات" وينتظر دورة إلى أن يستلم المبلغ ثم يواصل التسديد على مدى سنوات طويلة.

تحطم الأحلام:
يقبل الشباب إلى خطبة الفتيات من منازلهن ويصدموا بقائمة طويلة من الطلبات لحفلات العرس ناهيك عن طلب مبلغ المهر وتجهيز أثاث وعفش للمنزل, ويعجز الكثيرين أمام توفير المتطلبات, خاصة المتعلقة بحفلة الزفاف التي تنتهي بعد ساعات قليلة ولا يتم الاستفادة منها.

ويأبى الكثير من الشباب الخضوع إلى تكاليف العرس ليس فقرا منهم ولكن بنظرهم هو إسراف حقيقي للمال وانثار للأموال في غير مكانها.

تضحية:
يهرب اغلب الشباب بعد أصدامه بالواقع الصعب الذي أنتجته عقول الناس المحبة للتقليد والمفاخرة إلى أماكن قد تجلب الرزق, ويتخبط الشباب والشابات في أكثر من عمل حتى يستطيعون توفير التكاليف المفروضة عليهم وان كانت قليلة, وينطلق الشباب إلى وجهة الجبهات ليس للجهاد بل لتوفير مصدرا للرزق يكفي لتوفير حياة كريمة يستطيع من خلالها الإقبال على خطوة تكوين أسرة.

وهناك اسر تصر أن تخطب لابناءها من مناطق ريفية أو محافظات أخرى, اقل مهرا وتكلفة للأعراس, ويضطر الشاب إلى دفع ضريبة أخرى ,ذلك خاصة بالفروق في مستوى التعليم والثقافة بينه وبين زوجته في المستقبل".

أعراس جماعية:
تلجا بعض الأسر في المحافظات التي تشتهر بإقامة حفلين زفاف حدهم للنساء وأخر للرجال إلى إقامة حفلات جماعية تجمع عدد من الشباب للاحتفال بهم في حفل واحد يشترك في الفرحة والتكاليف, ونادرا ما تلجا الأسر لإقامة زفاف جماعي للنساء, وتلجا الأسر إلى ذلك لتخفيف أعباء المصاريف, والمكان, والاشتراك في قيمة الفنانين, والمصورين والطعام, أيضا.

وقليلا ما نرى تطبيق تلك الفكرة في محافظة عدن خاصة من قبل النساء حيث تأبى الكثيرات الاشتراك في عرس واحد, وتطبق الفكرة أحيانا عندما يكون العرسان أو العرائس من منزل واحد وخاصة إذا كانوا إخوة.

ارتفاع المهور:
مما زاد الوضع صعوبة هو ارتفاع أسعار المهور في محافظة عدن خاصة بعد الحرب الأخيرة, ويرجح أهالي الفتيات السبب إلى انخفاض في سعر العملة والارتفاع الجنوني للأسعار, وقليلا ما تطلب الأسر مهرا للفتاة "مليون ريال يمني" بل يزيد عن ذلك بطلب اثنان أو ثلاثة.
تقول خيال إبراهيم " مع الأسف الشديد المرأة أصبحت سلعة للبيع, بعض الأهالي في عدن يبالغون في سعر المهر وتكاليف الأعراس, ويطلبون مبالغ خيالية, خاصة بعد ما ارتفع الدولار وانخفضت عملتنا المحلية, بدا البعض يطلب المهر بالدولار أو الريال السعودي, وذلك أيضا يرجع إلى طلب بعض القاعات وصانعات الكيك ومالكات المشاريع و الفنانات, الأجور بالعملة الخارجية بدلا من الدفع بالعملة المحلية.