آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 12:55 ص

اخبار وتقارير


موجة من الغلاء الفاحش تضرب الأسواق

الأربعاء - 16 سبتمبر 2020 - 03:28 م بتوقيت عدن

موجة من الغلاء الفاحش تضرب الأسواق

تقرير/ امجاد باشاذي

في ظل الغلاء الفاحش والإرتفاع الجنوني للأسعار والذي يرافقه إنهيار متسارع لقيمة العملة المحلية، يواصل الريال تراجعه الى مستوى قياسي أمام العملات الأجنبية الأخرى.
حيث شهدت مدينة عدن خلال الأيام الأخيرة موجة من الغلاء لم تشهدها الأسواق من قبل، حتى وصل فيها أسعار المواد الغذائية والإستهلاكية والخضروات والفاكهة والسلع الأساسية الى أعلى مستوياتها، مما ادى الى تفاقم معاناة المواطنين البسطاء.

*إرتفاع جنوني للأسعار:

أشار الصحفي والناشط الأعلامي " ناصر المشارع " إلى أن موجة الغلاء الفاحش التي ضربت أسواق عدن مؤخرا" ليست تقتصر على جنوب اليمن فحسب بل امتدت لتشمل شمال البلاد في ظل صراعها للأوضاع السياسية الجارية..فالبلاد اليوم تعيش حالة حرب وأوضاع أقتصادية كارثية أثقلت كاهل المواطن وأدخلت أغلبية الشعب تحت خطر الفقر.

ويضيف المشارع قائلا":هذه الأوضاع اليوم تفاقمت في جنوب اليمن وتضاعفت حدتها بشكل ملفت للأنتباه والسبب في ذلك يعود الى سياسة البنك المركزي في طبع العملة المحلية دون غطاء من النقد الأجنبي في فروع الخارج، فلا يقتصر الأمر على هذا فحسب بل يشكل غياب الدور الرقابي للبنك على السوق المالية المحلية والتلاعب في سعر الصرف للعملات الأجنبية ، بالأضافة الى تمكن سلطات الأنقلاب من حصر التعاملات المالية في الطبعة القديمة من العملة المحلية تمثل أحد العوامل التي ضاعفت من معاناة المواطن في الجنوب والتي ستزداد وتتفاقم اذا لم يتدخل التحالف في الملف الاقتصادي وأصلاحة وابعاده بقدر الإمكان عن دائرة الصراع الحالية والتي ستأخذ البلاد الى حافة الهاوية.
ويقول المهندس " حمدي العامري" لصحيفة عدن تايم : ان ظاهرة إرتفاع الأسعار تعد نكبة بحد ذاتها يتعرض لها الشعب اليمني بكافة مقاييسها، والتي بدورها انعكست على جميع نواحي الحياة، حيث أصبح هناك ارتفاعات جنونية بالأسعار سواءا" في المواد الغذائية أو المستلزمات الطبية أو غيرها من المواد التكميلية .

وأضاف : أثرت هذه الموجة الجنونية في إرتفاع الأسعار على المستوى التعليمي أيضا" للطلاب، حيث أصبحوا غير قادرين على مواصلة الدراسة بالجامعات نتيجة لإرتفاع رسوم الدراسة وكذلك المؤهلات.

# الاسماك والخضروات ترتفع:

شهدت أسعار الخضروات والفواكه ، تفاوتا" نسبيا" في أسواق العاصمة عدن حيث وصلت أسعار ، الكيلو السمك الى أربعة الآف ريال ، بينما الكيلو الطماطم وصل الى 1200 ريال و البطاطس 700 ريال، بينما الجزر والكوسة فيتفاوت سعره مابين 800-1500 ريال يمني للكيلو الواحد، اما البصل الأحمر فسجلت أسعارها 1000ريال ، والخيار 500 ريال للكيلو الواحد.
فيما سجل سعر الكيلو البامية 600 ريال، وسعر البسباس الأخضر 1000 ريال للكيلو الواحد.
وعن اسعار الفاكهة فسجل سعر الكيلو البرتقال المستورد 1700 ريال، فيما بلغت قيمة أسعار التفاح السكري المستورد 1700 ريال يمني للكيلو الواحد، بينما وصل سعر الكيلو الواحد للموز 400 ريال، وسعر الباباي 500 ريال للكيلو الواحد.
ويرى بائع الخضار " عبد الحكيم عوض ": أن الأسعار تتفاوت بشكل كبير وغير منطقي من المنتج حتى تصل إلى المستهلك، فكل واحد من التجار يرفع السعر ويستغل الفرص.
وأضاف: الحل لهذه المشكلة هو القضاء على جشع التجار وكذا أصحاب صرف العملات وتفعيل دور الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية، حيث نحن كبائعين في الجنوب نواجه مشكلة معقدة أمام شراء الخضار والفاكهة من مناطق الشمال، وبالعملة المفروضة والمحدده هناك وبفارق سعر باهض أمام تحويل العملة الى العملة المتداولة بالشمال، وهذا قد يعرضنا للخسارة اذا لم يتم رفع الأسعار على المواطن.
ويختتم "عبد الحكيم عوض" قوله: الحل ليس بأيدنا نحن ، فنحن ليس الأ مجرد بائعين يتلاعبون بهم التجار ويقعون ضحية لجشع أصحاب صرف العملات الذين لايخافون الله وليس همهم سوى الحصول على أكبر ربح ممكن.

وتشير المواطنة فاطمة أحمد بالقول: ان الأسعار تزداد إرتفاعا" جنونيا" وغلاء فاحش يوما" تلو الآخر، والمواطن من يتجرع كأس المرارة .
فاليوم صار الراتب لايكفي للخضروات فقط، فكيف بالمواد الغذائية والمستلزمات الطبية ورسوم أولادنا للمدارس والجامعات!!

ويقول التاجر "محمود عبد الغني " تاجر المواد الغذائية في سوق الجملة في مديرية الشيخ عثمان لصحيفة عدن تايم : أنه بحسب قائمة الأسعار لدينا كتجار لبيع المواد الغدائية، فقد بلغ سعر كيس السكر 20 كجم نوع 9500ريال، والكيس الأرز نوع (الفائق) أربعين كجم 22500ريال، بينما الدقيق 7600 نوع سنابل 25كجم ريال، والزيت 7500ريال يمني.
وأرجح التاجر الى أن زيادة أسعار المواد الغذائية يعود الى سبب إنهيار الريال اليمني مقابل الدولار الأمريكي والسعودي الذي تم به إستيراد الغالبية العظمى من إحتياجات السكان من الخارج من دقيق وسكر وأرز وزيت وغيره، فكلما انهار الريال كلما زاد سعر المواد الغذائية.

# غلاء فاحش:

يقول الحاج عبد الملك عبدالله لصحيفة عدن تايم :: انه رغم أن أغلب المواد تستورد من الخارج ماعدا الأسماك والخضروات، الأ انه وفي ظل إنعدام الرقابة، نلاحظ الغلاء الفاحش في بيع الأسماك والخضروات، فاإلى متى سنظل نعاني ولا أحد يشعر بنا؟!!.
بينما تقول الحاجه فاطمه: أصبحنا اليوم نصارع الظروف فمن جهة تردي الخدمات فلا كهرباء ولاماء، ومن جهة إرتفاع الأسعار، حيث تردى بنا الحال أنا وأولادي وأحفادي الى الأسوى فصرنا نتناول وجبة الغذاء بدون سمك نظرا" لسوء دخلنا المعيشي.

* حلول مشروعة:
يرى خبراء إقتصاديون تحدثوا لصحيفة عدن تايم أن: إرتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كلي يعود الى سبب إنهيار العملة المحلية للريال اليمني مقابل العملات الأجنبية، فلو كانت هناك رؤية واضحة لإصلاح الإقتصاد لماوصل الحال الى ماهو عليه الآن.

ويقول المحلل الإقتصادي " عبدالسلام زين عاطف" للصحيفة : ان القانون العام للعملة النقدية تستند على كمية الذهب، فكلما طبعت الدولة أوراق عملة يجب ان تضع مايعادل قيمتها من الذهب.
ويضيف قائلا" في السبعينات باعت الويلات المتحدة الأمريكية مخزونها من الذهب، ووضعت رأي جديد هو ان تكون العملة متكأة على إقتصاد قوي وحجم صادرات عالي، وهذه الصادرات يتم شراؤها بهذه العملة الورقية، فالدولار يحميه الصادرات الأمريكية، وكذلك بيع البترول العربي بالدولار يقابلة أن أغلب الدول المصدرة للبترول تبيع منتجاتها بالدولار وعليه ، فطباعة العملة اليمنية لاتستند الى مخزون ذهب، فلذا نجد مؤشر إقتصادها ينهار يوما" تلو الآخر.