آخر تحديث :السبت - 20 ديسمبر 2025 - 08:56 ص

اخبار وتقارير


خبراء عسكريون ل(عدن تايم) : التغييرات في قيادة التحالف خطوة تصحيحية لن تكتمل إلا بإبعاد المنظومة العسكرية اليمنية

الخميس - 17 سبتمبر 2020 - 10:20 م بتوقيت عدن

خبراء عسكريون ل(عدن تايم) : التغييرات في قيادة التحالف خطوة تصحيحية لن تكتمل إلا بإبعاد المنظومة العسكرية اليمنية

عدن تايم / فتاح المحرمي.

أكد خبراء عسكريون أن التغييرات التي أجرتها المملكة العربية السعودية في قيادة القوات المشتركة، التابعة للتحالف العربي، وقيادة التحالف بعدن اتت متأخرة ولكنها خطوات تصحيحية نأمل استمرارها.
وتحدثوا في تصريحات ل(عدن تايم)، عن الأسباب التي أتت بالتغييرات .. ولماذا تأخرت .. وكيف كانت سبب في فشل الجبهات شمالا .. وفتح الطريق نحو حرف المسار تجاه الجنوب.
فيما ذهب مراقبون للقول إن هذا التغييرات غير مكتملة سيما وقد طال التغيير المنظومة العسكرية السعودية، ولم تشمل الجانب اليمني المرتبط بها

*لماذا أتت التغييرات*

واعتبر الخبير والمحلل العسكري العميد الركن ثابت حسين صالح، أن تغيير القيادات العسكرية السعودية من قيادة التحالف اتت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه سيما وهي قيادات اعتمدت على المشورة اليمنية الإخونجية.
وقال في تصريح ل(عدن تايم) : "كان من الواضح أن وراء إخفاق أو فشل عمليات التحالف العربي وخاصة في قيادته المتمثلة بالمملكة العربية السعودية تقف قيادات عسكرية ودبلوماسية كانت هي الممسكة بالملف اليمني، معتمدة على المشورة اليمنية الإخونجية الغير مخلصة والغير صادقة جادة ليس فقط في محاربة الحوثيين وحرف الحرب باتجاه الجنوب، فحسب، بل ولم تكن تتحلى بأدنى حدود النزاهة والأمانة في التعامل مع القيادة السياسية في المملكة".
واضاف : "لذلك جاءت الخطوات التي اتخذتها قيادة المملكة مؤخرا لانقاذ ما يمكن انقاذه من تماسك التحالف واستعادة زمام السيطرة واعادة النظر في كل السياسات والأدوات المتعلقة بالملف اليمني عامة والجنوبي خاصة".

*سبب تأخر التغييرات*

ورجح المحلل العسكري العميد متقاعد فيصل حلبوب أن يكون ضعف قنوات إيصال المعلومة إلى القيادة السعودية، هو سبب تأخر التغييرات التي كان لابد أن تحدث مبكرا.
وقال في تصريح ل(عدن تايم) : "بعد سلسلة من الاخفاقات والهزائم والخسائر والانسحابات لقوات الشرعية في جل جبهات محافظات الشمال، وتأزم الاوضاع كثيراً في عدن والمحافظات المحررة اتت قرارات التغيير في قيادة التحالف العربي".
واضاف : أن هذا الإخفاقات والهزائم كانت تتطلب ان يحدث ذلك التغيير مبكراً، لكن ربما لضعف قنوات ايصال المعلومة الى القصر الملكي حدث ما حدث في الميدان، وان اتت صحوة تغيير هذا القائد متاخرة خير من ان لا تاتي.

*استنزاف التحالف وحرف المسار تجاه الجنوب*

ولفت حلبوب إلى أن الفشل الذي رافق قيادة التحالف المرتبطة باخوان اليمن، جعل الشرعية خارج المواجهة مع الحوثي، واستنزف قوات التحالف، وحرف مسار الحرب تجاه الجنوب.
وقال في سياق حديثه ل(عدن تايم) : الإخفاقات والهزائم في جبهات الشمال، كانت نتيجة طبيعة لفشل وفساد القيادة العسكرية المرتبط باخوان اليمن والتي تم تغييرها، والتي بدورها جعلت حكومة الشرعية وجيشها الوطني الذي اصبحا خارج ميدان المواجهة مع الحوثي بعد ان فقدت كل ماكانت تسيطر عليه من اجزاء بعض المحافظات منها تعز ومارب والبيضا وحجة، مضيفا وفي المقابل : كسب الحوثي مناعة واصبح مسيطر على معظم محافظات الشمال بمساعدة حكومة الشرعية له بذلك.
وتابع كذلك نتج عنها : تلاشي كل الرماح التي كانت موجهة لمحاربة الحوثي وكسر يد ايران في اليمن، ليتم تحويل مسار الحرب والمواجهة ضد الجنوب ومحافظاته المحررة.
وأشار إلى أن أحد أهم نتائج هذا الفشل العمل ضد أهداف دول التحالف واستنزافها على مدى ست سنوات.

*إستمرار خطوات التصحيح*

ويأمل الخبير العسكري ثابت حسين صالح، استمرار خطوات التصحيح والتغيير التي من شأنها إنجاح عمليات التحالف، سيما وهذه التغييرات أتت بعد أن بلغ الفساد مبلغا.
وقال في سياق تصريحه ل(عدن تايم) : "تغيير قائد القوات المشتركة وقائد قوات التحالف في عدن وغيرها من التغييرات تؤشر الى بلوغ درجات الاخفاق والفشل والفساد مبلغا كانت وستكون له عواقب وخيمة على التحالف وعلى السعودية وسياساتها التحالفية وعلاقاتها ومواقفها مع الدول العظمى والمجتمع الدولي".
وأضاف : "المؤمل ان تتواصل خطوات التصحيح والتغيير لما شأنه انجاح عمليات التحالف ودعم عمليات الاغاثة واعادة البناء".

*قائد التحالف الجديد بعدن والمهام القادمة*

وأشار المحلل العسكري العميد فيصل حلبوب، إلى أن القيادة السابقة للتحالف بعدن، والشرعية الإخوانية، والدبلوماسيين المرتبطين بهم، خلفت تعقيدات أوصلت الأمور لتعطيل أهداف التحالف العربي، وهي تعقيدات تضع نفسها أمام قائد التحالف الجديد، الذي أصبح أمام أولويات استقرار الوضع في المحافظات المحررة ومحاربة الإرهاب.
وقال حلبوب ل(عدن تايم) : حكومة الشرعية وسفير المملكة والقائد العتيبي، احدثوا تعقيدات، اوصلت الامور الى غاية في نفوسهم عطلت هدف الحرب وجعلته ينحو منحى اخر غير ما خُطط له في بداية عاصفة الحزم، الأمر الذي جعل القائد الجديد يستلم الوضع بتعقيداته وتركيبته وتداخلاته.
وأضاف : القائد الجديد للتحالف بعدن لم يعد في خارطته التكتيكية فرضيات مواجهة الحوثي حالياً، ولكن ربما اهم مهام لديه استعادت وضع المحافظات المحررة إلى ماكانت عليه قبل عامين وابعاد شبح الارهاب ومليشيات الاخوان وتنظيم القاعدة ومنع سقوط عدن والمكلا.
ولفت حلبوب إلى ان لاعتصام الجيش الجنوبي في بوابة معسكر، التحالف اثر، قوي بعد وصول رسالة الجيش الجنوبي الى الرياض وعلمها بعدم قدرة القائد السابق على معالجة الامر، ولهذا كان قرار ابعاده وان كان متأخر لكنه كان صائب.

*مراقبون التغييرات خطوات تصحيحية لا تزال معاقة*

القرارات السعودية الأخيرة بتغيير الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز قائد القوات المشتركة، وعدد من القادة والمرافقين بما فيهم قائد قوات الواجب في عدن العميد مجاهد العتيبي، أعتبرها مراقبون خطوات تصحيحية، ولكنها لا تزال معاقة سيما وقد طال التغيير المنظومة العسكرية السعودية، ولم تشمل الجانب اليمني المرتبط بها.
وقالوا أن: التصحيح الذي حصل في قيادة التحالف العسكرية لن تكتمل إلا بتغيير المنظومة العسكرية اليمنية بدءاً ب علي محسن الأحمر - الآمر الناهي - مروراً بالمقدشي ومن معه من القيادات العسكرية التي تستثمر هذه الحرب على حساب دماء الأبرياء.
وأشاروا إلى أن هذا يستدعي من التحالف الضغط على الرئيس هادي لإجراء هذه التغييرات، هذا إن كان التحالف جاداً في تحقيق انتصارات حقيقية على الأرض، ما لم فإن الخطوات ستبقى جزئية ونتائجها منقوصة.