ماذا بعد إقالة مديري العموم في محافظة عدن؟ ..(تقرير خاص)
الأربعاء - 30 سبتمبر 2020 - 06:42 م بتوقيت عدن
تقرير/فاطمة العبادي:
تابعونا على
تابعونا على
غلاب: قرارات المحافظ لملس هي صدمة خفيفة ورسالة واضحة ان التغيير جاد
منصور صالح: هناك حزمة من القرارات الجديدة ستشمل مؤسسات ومرافق عدة في عدن
تقرير/ فاطمة العبادي:
في أول خطوة عملية, منذ تولية مهامه كمحافظ لمحافظة عدن, اصدر محافظ عدن, احمد حامد لملس, حزمة من القرارات وصفتها أوساط سياسية بالجريئة, وتضمنت إقالة كل مدراء المديريات الثمان في عدن وتعيين آخرين بدلا عنهم .
واعتبرت مصادر يمنية القرارات مؤشرا على آلية المحافظ المعين لأحداث تغيير جدري في إدارة المدينة التي تعاني منذ تحريرها من مليشيات الحوثي في عام 2015م, من فوضى أمنية وتدهور مستمر في الخدمات وتشير مصادر صحفية إلى ان المحافظ الأملس حصل على وعود من قبل التحالف العربي بعدم جهوده لتثبيت الوضع الأمني في عدن وإعادة الخدمات وتفعيل مؤسسات الدولة.
طريق تنفيذ اتفاق الرياض:
تكتسب قرارات المحافظ أهميتها من كونها خطوة متقدمة على طريق تنفيذ اتفاق الرياض الذي جاء بتعيين أمين عام للمجلس الانتقالي الجنوبي, احمد حامد لملس كجزء من استحقاقاته السياسية في الوقت الذي تعثر الشطر العسكري من الاتفاق او إعلان الحكومة المناصفة بين الشمال والجنوب التي ينص الاتفاق على إعلانها بعد ثلاثين يوما من تعيين تكليف رئيس الحكومة لتشكيلها.
وفي أول اجتماع مع مدراء مديريات عدن الجدد شدد محافظ عدن على ضرورة اطلاع السلطات المحلية في المديريات بمهامها ومسؤولياتها في محاربة العشوائيات وأعمال البسط على الممتلكات العامة والخاصة, ورفع مستوى النظافة والحفاظ على البيئة وتوفير كافة الخدمات للمواطنين, وقال لملس خلال الاجتماع أن مدير المديرية هو الرجل الأول في المديرية وهو رئيس اللجنة الأمنية مؤكدا ان جميع مديري العمل على هذا الأساس وعدم خذلان المواطنين.
ويؤكد مراقبون يمنيون ان نجاح التحالف العربي في إعادة الأمن ولخدمات إلى محافظة عدن ودعم جهود المحافظ هو بمثابة حجر الزاوية في تنفيذ اتفاق الرياض الذي يتكئ الشق السياسي منه على الوضع المترتب في المدينة.
توعد بالمحاسبة:
توعد المحافظ لملس, قيادات الدوائر الحكومية والدوائر الوظيفية بإحالتهم إلى نيابة الأموال العامة في حالة ثبوت ارتكابهم لقضايا فساد.
وقال ان هناك إجراءات ستتخذ في قادم الأيام، بحق عدد من مسئولي القطاع العام، وصرح لملس " ستسمعون خلال الأيام والفترات المقبلة، كثيرا عن إجراءات المحاسبة في كثير من القطاعات، وستتم إحالة العديد من المسؤولين إلى نيابة الأموال العامة".
وأضاف "سنتخذ تدابير تهدف إلى تفعيل دور مراكز الرقابة والمحاسبة، وقد أخبرت مديري العموم وقيادات السلطة المحلية، في كثير من الاجتماعات التنفيذية، أنه في حالة من ثبت تورطه بقضايا فساد، لا يتوقع مني تغييره وإقالته من منصبه فقط، بل ستتم معاقبته وإحالته إلى القضاء".
تعزيز السلطة المحلية:
قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي, منصور صالح "قرارات المحافظ تأتي في إطار صلاحياته وفي إطار جهوده لتعزيز دور السلطة المحلية في المحافظة, التدوير الوظيفي يجب ان يتبع وان لا يترك المسؤول في مكانه لسنوات , القرارات التي اتخذها المحافظ صبت في اتجاه إطار قيادات السلطة والبحث عن طريق أكثر تجانسا للمدراء في عدن".
وأضاف "ليس التغير دليل للفشل أو الفساد إنما العقوبة هو عند فتح الملفات الخاصة بالسلطات المحلية في المديريات ومن ثبت فشله سيكون عرضة للمسائلة القانونية , في وقت سابق كانت الإدارة الذاتية قبل ان يعلن المجلس قد اتخذت إجراءات بإحالة عدد من المسئولين في العاصمة عدن للنيابة لاتخاذ الإجراءات في حقهم بسبب التهم التي كانت تلاحهم, وأنا على يقين ان لملس لديه توجه جاد لمحاسبة كل فاسد وعهد الفساد انتهى".
ملف الخدمات:
نفذ محافظ عدن الجديد منذ توليه منصبه حزمة من مشاريع البنية التحتية, غير انه توعد بحل ملف الكهرباء والملفات الشائكة الأخرى مع مرور الوقت ووفق إستراتيجية معينة .
وعلى هذا الأمر أوضح وكيل وزارة الإعلام, نجيب غلاب, بالقول "ملف الخدمات في عدن مسؤولية جماعية ولابد أن يكون لدى المحافظ خطة متكاملة في ما يخص مسالة الخدمات والأمن وتنسيق والتعاون مع القوى الموجودة في عدن سواء من المجتمع المحلي او غيره, والأمر بحاجة إلى تواصل حقيقي مع الحكومة لأنه لا يمكن للمحافظ أن يعمل بمفرده , هناك مهام كبيرة جدا, ونريد أن يكون هناك تنسيق وشراكة مع جميع الأطراف والتعاون مع كافة القوى الموجودة في الميدان سواء المجتمع المحلي او القوى الفاعلة داخل عدن".
وتابع "اما القرارات التي اتخذها المحافظ هي صدمة خفيفة ورسالة واضحة أن التغيير جاد, ونحن بحاجة إلى التركيز على المسالة المهنية , التخطيط غير كافي وهناك مهنيين قادرين مع الناس وعندهم القدرة على العمل بروح الفريق الواحد ".
وأضاف "نريد لعدن ان تولد من جديد وتزدهر لأنه الطريق الذي سيمكن أي مسؤول وسيمكن المحافظة من معالجة الكثير من المشاكل لان ازدهار عدن وأمنها واستقراها سيؤدي إلى حالة من التنمية الاقتصادية وهذا الأمر سيزيد من موارد المحافظة ولو تحركت عدن وأصبحت أكثر آمنا وأكثر انفتاحا نتصور ان قدرة المواد التي تمتلكها كافية لان تحل كافة المشاكل ومع الوقت ستحل مشكلة تلو الأخرى ".
تقريب النجاح:
قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي, منصور صالح, "محافظ عدن لديه قدره متكاملة, ومنذ تعيينه كان يدرك ما يقوم به و ما هي القرارات التي ستصدر بصورة عاجلة وما هي القرارات التي بحاجة إلى دراسة واستشارات حتى لا تتكرر الأخطاء".
وتابع "وهناك حزمة قرارات جديدة ستشمل مؤسسات ومرافق أخرى وسيتم تفعيل جهاز الرقابة والمحاسبة باعتباره الجهاز الأهم والأكثر تأثيرا في الرقابة على أداء مؤسسات السلطات المحلية في عدن".
ونوه صالح, ان لملس في أول يوم لاستلام المحافظة عقد اجتماعا للجنة الأمنية التي تظم وحدات عسكرية مختلفة تمثل المجلس الانتقالي الجنوبي وتمثل الحكومة وكان الاجتماع الأول منذ عهد المحافظ السابق اللواء عيدروس الزبيدي وكان حديثه واضح بأنه علينا ان نعمل كحلية واحدة.
خطوة ايجابية:
قال وكيل وزارة الإعلام, نجيب غلاب , "وجود المحافظ في عدن وبالتعيينات الأخيرة هذا سيسرع بتنفيذ اتفاق الرياض وكل ما نجح محافظ عدن تفاؤلنا بان اتفاق الرياض قابل للتطبيق, ونجاحه في عدن رسالة لكل اليمنيين والمسؤولين والسياسيين والأحزاب ورسالة للجنوبيين والشماليين والشرعية والتحالف, ان اتفاق الرياض بالإمكان أن يعمل ".
وتابع "وعلينا ان ندعم لملس بكل الإمكانيات سواء التحالف او الشرعية او المجتمع المحلي او الأحزاب دعوة يعمل واعتبروه رئيس جمهورية عدن والإدارات".