آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 03:54 م

اخبار وتقارير


عالقون افارقة في عدن: تعرضنا لإطلاق نار في سجون الحوثيين

السبت - 03 أكتوبر 2020 - 09:19 م بتوقيت عدن

عالقون افارقة في عدن: تعرضنا لإطلاق نار في سجون الحوثيين

عدن/ وائل القباطي


مازالت آثار طلقتين ناريتين في يد وساق المهاجر الإثيوبي" محمد علي" الذي التقته عدن تايم، في دوار الملعب بمدينة الشيخ عثمان وسط مدينة عدن، والذي يتخذه المهاجرون غير الشرعيون مأوى مؤقت لهم بانتظار إعادتهم إلى بلدهم.

يروي" محمد" تفاصيل رحلته إلى اليمن للوصول إلى السعودية قائلا: " نجي من البحر إلى راس العمارة ثم نصل سيرا على الأقدام إلى عدن، ومنها روحنا صعدة ورجعونا صنعاء" .

ويؤكد انه تواصل مع أسرته التي حولت له المال لدفعه لمليشيا الحوثي لندخل صعدة مرة ثاني، ويضيف: "ضربونا بالرصاص في اليد والرجل، وحملونا فوق شاحنة إلى حدود لحج ورجعنا عدن، جمعت فلوس من الجماعة حقي ورحت المستشفى، منحصل حتى اكل او نوم مفي اكل وحتى في الناس تجلس واحد سنة او 6 شهر و 4 شهر، نشتي نرجع بلادنا".

تقطع السبل


يواجه قرابة 14500 مهاجرين اثيوبي في اليمن، بحسب احصائية صادرة عن المنظمة الدولية للهجرة خطر القتل في مناطق القتال والحدود السعودية، بالإضافة الى احتجاز والضرب لابتزازهم هم أو أُسرهم من أجل المال.

وتبدا رحلة المهاجرين الاثيوبيين برا الى دولة جبوتي المجاورة، ثم ينقلهم المهربون في قوارب بحرا الى مضيق باب المندب، ومنه يواصلون رحلتهم برا الى عدن وصعدة على حدود السعودية.

واغلقت مملكة النفط السعودية حدودها مع اليمن بسبب الحرب الدائرة في البلد منذ عام 2015، ليجد عشرات الالاف من المهاجرين الافارقة غير الشرعيين انفسهم عالقين بين نيران الحرب بسبب عدم توفر أي وسيلة للعودة الى بلادهم.



نريد العودة

وتقطعت السبل بالمهاجر الاثيوبي" حسن عبدالله" واحدى قريباته في مدينة عدن العاصمة المؤقتة لليمن، حيث اتخذا من ظل احدى الأشجار في رصيف الشارع العام في حي الشيخ عثمان مأوى مؤقت لهما، عقب تلاشي حلمهما بالوصول إلى السعودية.

يقول عبدالله حسن– مهاجر اثيوبي:" جينا نبغى نروح السعودية لنا هنا 4 اشهر، في حبش كثير يحصل مشكلة في صنعاء يبغى يروح السعودية يمسكه الحوثي في السجن، اذا يحول اهله فلوس يطلع، اما ميحولوا فلوس ما يطلع، البعض يبقا واحد سنة في السجن هناك، ذلحين نحنا نبغى بلاد حقنا نحنا هنا في مشكلة، نوم على الشارع، في حرمه، بس ما في حد يوصلنا".



مخاطر



ونشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش'' في 13 أغسطس المنصرم تقريرا عن قيام قوات الحوثيين في أبريل/ نيسان 2020 بطرد الاف المهاجرين الإثيوبيين قسرا من مخيم منطقة القار في محافظة صعدة شمال اليمن، وإجبارهم على النزوح إلى الحدود السعودية ما أدى إلى مقتل العشرات برصاص الطرفين( السعودية والحوثيين) بحسب المنظمة.

ولقي 3 مهاجرين مصرعهم في أغسطس الماضي في مديرية ماهلية بمحافظة مارب وسط اليمن، خلال عبورهم منطقة اشتباك بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين بحسب ما أعلنته الأخيرة، هذه المخاطر دفعت المنظمة الدولية للهجرة لدعوة الحكومتين اليمنية والاثيوبية لالغاء قيود السفر بسبب فايروس كورونا بما يمكنها من استئناف تسيير الرحلات الجوية لإعادتهم طوعا الى بلدهم، والتي توقفت منذ مارس الماضي.

قيود السفر

ويؤكد عصام المخزومي- مسؤول الحماية في المنظمة الدولية للهجرة- عدن: ان المنظمة تقدم خدمات الحياة الانقاذية كتوفير المياه والغذاء للمهاجرين الذين تناقصت اعدادهم هذا العام بنسبة 90%، مشيرا الى ان" المنظمة الدولية للهجرة لا تستطيع حاليا مساعدة المهاجرين الراغبين بالعودة الى بلدانهم بالعودة، وذلك نظرا لقيود السفر المفروضة بين اليمن واثيوبيا جراء فايروس كورونا".

فرغم تزايد مخاوف اليمنيين من تسبب المهاجرين غير الشرعيين في توسع انتشار فايروس كوفيد19، تستمر قوارب التهريب بنقلهم من الساحل الافريقي عبر البحر الأحمر مواجهين خطر الموت غرقا، للوصول الى مدينة عدن، التي باتت المحطة الأخيرة لرحلتهم في ظل اغلاق السعودية حدودها في وجوههم.

ورصدت المنظمة الدولية للهجرة وصول حوالي 138 ألف مهاجر افريقي إلى اليمن في 2019، أكثر من 90 بالمئة منهم من إثيوبيا، وهذا العدد يتجاوز عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط الى أوروبا في نفس الفترة والذين بلغ عددهم 110 آلاف شخص، رغم المخاطر التي يواجهونها والتهديدات الجدية لحياتهم، كما يؤكد هذا المهاجر الذي نجا من الموت عقب اصابته بطلقات نارية في صعدة على الحدود مع السعودية.