آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 05:36 م

اخبار وتقارير


دولة الجنوب واسهاماتها فى حل القضايا العربية

الأربعاء - 14 أكتوبر 2020 - 12:29 م بتوقيت عدن

دولة الجنوب واسهاماتها فى حل القضايا العربية

تقرير /سها البغدادى

تعتبر دولة الجنوب منطقة استراتيجية هامة للأمن الإقليمي والعالمي حيث تتحكم في مضيق باب المندب الحيوي لحركة الملاحة الدولية الاقتصادية والعسكرية ، وكذا العديد من الجزر الواقعة في البحر وارخبيل سقطرى المطل على المحيط الهندي، وباب المندب يمثل موقعاً استراتيجياً لتصدير نفط وغاز دول مجلس التعاون الخليجي وثروات بحرية ونفطية وغازية ومعدنية هائلة .

كما يمتلك الجنوب ميناء عدن الاستراتيجي وهو ميناء طبيعي عميق محمي بسلسلة جبلية تجعله أمناً على مدار العام ويبعد 4 أميال بحرية من خط الملاحة الدولي و حولته الإمبراطورية البريطانية على مدى 139 عاماً إلى ثاني اهم ميناء في العالم ، حيث تؤمه ما يقارب من ” 21 ” الف سفينة سنوياً .

التسمية :

قامت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بتحويل اسم الدولة المستقلة عن الاحتلال البريطاني وهي اتحاد الجنوب العربي في تاريخ 30 نوفمبر 1967 واعترفت 80 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالدولة الجديدة بتاريخ 5 ديسمبر 1967م ، وكان مقعد الامم المتحدة يحمل اسم ” اتحاد الجنوب العربي ” كهوية تاريخية نهائية لها ولمواطنيها ولم يطلق اسم ” اليمن ” بأي اشتقاق تاريخي على الجنوب سوى منذ 30 نوفمبر 1967، والذي تم بعدها عام 1978م تحويل اسم الدولة الى ” جمهورية اليمن الديمقراطية ”

المواقف العربية لدولة الجنوب :

كانت لدولة الجنوب ، مواقف عربية مشرفة ، في مجال الدفاع المشترك ، ونصرة قضايا الامة العربية والشعوب الاخرى ، ومن اهم تلك المواقف التالي : –

اولاً : – في ظل دولة الجنوب كانت الممرات التجارية في المياة الاقليمية والدولية في بحر العرب والبحر الاحمر محمية ومؤمنة بصلابة قوات البحرية للدولة ، ولم تشهد اي حادثة قرصنة طيلة وجود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .

ثانياً : مواقف خارجية :-

– وقوف دولة الجنوب إلى جانب الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير بقيادة المناضل ” ياسر عرفات ” .

– كانت الدولة الجنوبية عضو في ما عرف سابقا بجبهة الصمود والتصدي ضد مشروع كامب ديفيد إلى جانب ليبيا والجزائر والعراق وسورية ومنظمة التحرير الفلسطينية

– كان للجنوب العربى موقف عربي مشرف اثناء الحرب التي خاضتها مصر العربية وهذا الموقف ساعد كثيرا الى حد ما في تحقيق انتصار اكتوبر عام 1973م على اسرائيل ، وهو اغلاق مضيق باب المندب امام الملاحة الدولية لمدة 20 يوماً .

– كانت اليمن الديمقراطي تستقبل الباحثين عن العلم والتعليم من كافة الدول العربية وبالأخص الأردن والعراق وفلسطين ولبنان وسلطنة عمان والسودان والجزائر وتقدم لهم كافة السبل والخدمات والتسهيلات لينالو التعليم المجاني مع اعطاء الدارسين معونات ورواتب شهرية تسهل عليهم الاقامة والمعيشة في عدن .

– بعثت اليمن الديمقراطية لواء متكامل من جيشها الى لبيبا للمساهمة في الدفاع عن اراضي وشعب ليبيا عام 1978موعام 1982م.

– كان للجنوب العربى موقف عربي عندما سلمت جزر كوريا موريا لسلطنة عمان عام1970م دون نزاع او اي اشكاليات برغم ان الجزر كانت طيلة عهد الاستعمار البريطاني هي في اطار المياه الاقليمية للجنوب العربي .

– استقبلت دولة الجنوب افواج من اللاجئين العراقيين المشردين من قبل صدام حسين وتم ايوائهم في الجنوب وتسهيل اقامتهم واعطائهم فرص عمل ومساعدتهم في العيش والاعفاء مع تحمل تكاليف الحياة لهم مثل رسوم الماء والكهرباء والسكن والتعليم المجاني والعلاج المجاني واعتبرتهم مواطنين جنوبيين .

– ساهمت دولة الجنوب في تأسيس الصندوق العربي للتنمية البشرية وكان احد معاهد الصندوق في عدن ضمن أربعه معاهد احدهما في مصر والاخر في الجزائر واخر في مقره الرئيس في الكويت .

– ساهمت دولة الجنوب في دعم ثورة الصومال وأول المعترفين بدولة الصومال بعد قيامها واستمرت في دعمها حتى ثبتت كدولة ذات نظام وقانون .

أوقفت الحركة البحرية في باب المندب، أثناء حرب (أكتوبر) في عام 1973م، التي اندلعت بين مصر، والاحتلال الإسرائيلي.

– شاركت قوات من الجيش الجنوبي في عدد من البلدان للدفاع عن الامة العربية ، ابرزها ارسالها مقاتلين جنوبيين الى لبنان عام 1982م ، لصد الهجوم الاسرائيلي .

– كانت دولة الجنوب ، تقوم بدعم كل حركات التحرر الوطنية في مختلف البلدان العربية ، لمواجهة الاحتلال الاجنبي .

– وقفت دولة الجنوب ، إلى جانب الكويت اثناء الغزو العراقي لها ، واخرجت المسيرات في عدن رافضة لإحتلال الكويت .

الوحدة بين دولة الجنوب العربى ودولة اليمن العربية

الاتحاد مع دولة الشمال اليمني تم عقد مجموعة من المباحثات، والاجتماعات بين كل من الرئيس علي سالم البيض، رئيس الجمهورية اليمنية الديمقراطية وعلي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية ، لتوحيد الجمهوريتين معاً، ونتج عن هذه الاجتماعات، والمشاورات بين الرئيسين إعلان الوحدة بين الجنوب، والشمال تحت مسمى الجمهورية اليمنية بتاريخ 22(مايو) عام1990.

حرب صيف 1994

مثلت حرب صيف 1994 أقسى انتكاسة يواجهها سكان الجنوب اليمني في حياتهم ومعها فر العشرات من القيادات الجنوبية إلى المنفى ومنذ ذلك الحين تولت قيادات شمالية بارزة مقاليد الحكم في اليمن.

عانى الجنوبيون كثيرا طوال السنوات التي مضت ومعها ارتفعت حدة الشكاوى من التمييز والاضطهاد الذي مارسته قيادات شمالية ذات نفوذ قوى .

بسطت هذه القيادات على وطن كامل بكل خيراته ومقدراته وخلال سنوات قليلة باتت قوى النفوذ هذه متحكمة بتصدير أكثر من مليون برميل من النفط يوميا وإيرادات مؤسسات حكومية ضخمة وعوائد اتفاقات صيد واسعة النطاق على طول شواطئ بحرية تقدر بأكثر من 1500 كليو متر .

مثلت السنوات التي تلت حرب صيف 1994 فرصة لتقاسم النفوذ والقوة والمال بين القوى المنتصرة وبدلا من معالجة اختلالات الحرب يومها ذهبت القوى المنتصرة إلى ممارسة أعمال نهب واسعة النطاق بالإضافة إلى تسريح الآلاف من جنود الجيش الجنوبي السابق .

وسارعت هذه القوى الشمالية في عمليات تقاسم للأرض والثروات في الجنوب في حين كانت دائرة الفقر والعوز والحاجة تتسع في مدن الجنوب .