آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 05:54 م

ثقافة وأدب


مكتبة إرتبط اسمها بقائد وشاعر وفنان مؤسس الاغنية اللحجية "الحديثة"

الجمعة - 16 أكتوبر 2020 - 02:38 م بتوقيت عدن

مكتبة إرتبط اسمها بقائد وشاعر وفنان مؤسس الاغنية اللحجية "الحديثة"

عدن تايم / أنباء عدن

"سقاك الله يا لحج الخضيرة.. سقاك الله يا لحج القمدان" هكذا تقول الاغنية اللحجية الشهيرة وهي تربط بين لحج ورمزها ذائع الصيت (القمندان)، و(القمندان) كلمة هندية تعني القائد العسكري اما صاحبها فهو الأمير أحمد بن فضل العبدلي المولود في مدينة الحوطة عام 1884م، وبحسب المروى شفاهية والمدون في كتب التاريخ فان "القمندان" أمير "عبدلي" وقائد وشاعر وفنان، وهو مؤسس الاغنية اللحجية "الحديثة" التي تجاوزت الاطار المحلي وانتشر صداها بين المحيط والخليج، لتصبح واحدة من اكثر الانواع الغنائية "العربية" المرتبطة بالفرح والرقص على نغمة الدان "اللحجي".
تناولت وسائل الاعلام قبل ايام اخبار عودة مكتبة القمندان لخدمة العلم والثقافة في لحج، وللاطلاع على المكتبة بحلتها الجديدة شددنا الرحال الى العاصمة (الحوطة) حاضرة السلطنة العبدلية (سابقا) وعاصمتها (الطينية) التي فقدت معظم بريقها واندثرت اغلب معالم نهضتها وطالها التخريب والاهمال واصبحت تعاني (الان) بعد ان كانت رمزا للجمال وارتبط ذكرها (زمان) بالزراعة والخضرة والفل والورد والكاذي والمقرمش والمضروب .. لحج الفن والشعر والشرح والمسرح والثقافة والموسيقى والندوات الادبية والرياضة والحضارة والدولة والدان، لم تعد كما كانت.
كان المتوقع ان تكون المكتبة قمندانية الاسم والمحتوى، تجمع بين دورها الثقافي التنويري اضافة الى وجود جناح خاص بالقمندان يحوي شعره وفنه ومقتنياتها على الاقل، لكننا وجدنا مكتبة (صغيرة) ولم نجد القمندان فيها الا لوحة معلقة بالواجهة وقد رسمت باليد، واضح أنها منقولة من صورة قديمة، اضافة الى نسخ قيل لنلاا انها محدودة من بعض انتاجاته الشعرية والادبية المطبوعة.

لقطة من قاعة المكتبة

القمندان مؤسس الفن اللحجي
عن القمدان يقول الفنان احمد فضل مدير مكتب الثقافة بمحافظة لحج لموقع انباء عدن " القمدان هو القائد التنويري الاول في لحج، وهو مؤسس الفن اللحجي، وهو الاسم الذي نفخر به جميعا وتفاخر به كل الاجيال".
ويتحدث فضل عن اهمية افتتاح المكتبة فيقول: "ان تفتتح مكتبة فهذا انجاز طيب، بحد ذاته رغم كل الصعوبات والمعوقات التي تعترض العمل الثقافي في لحج خاصة واليمن بشكل عام، اما وهي تحمل اسم القمدان فان في ذلك شهادة على الدور التاريخي للقمندان في النهضة الادبية والفنية والاجتماعية والاقتصادية والزراعية التي شهدتها السلطنة العبدلية اوائل القرن العشرين، ومازال اثرها حتى الان".
فضل تحدث عن القمندان بحب، لكنه تأسف على ارثه المفقود، قال انه تعرض للنهب والسطو بما في ذلك بعض كتبه ومؤلفاته، كما تأسف "فضل" كثيرا على عدم وجود سيرة موثقة للرجل "العظيم" في تاريخ لحج قبل ان يشير الى ان ما يتوفر هو مسلسل تلفزيوني كتب لـ" اذاعة عدن" في القرن الماضي.
فضل تحدث ايضا عن خطوات وجهود تبذل لإعادة اطلاق مهرجان القمندان للفنون والتراث في محافظة لحج، وتمنى ان يتم ذلك في القريب العاجل نظرا لأهمية ذلك في الحفاظ على التراث وتقديمه للأجيال الجديدة، ودوره المفترض في الحفاظ على الموروث اللحجي المتميز، اضافة الى تعزيز النجاحات الكبيرة التي حققتها النسخ الماضية من المهرجان.

لقطة من قاعة المكتبة

انجاز تحقق والحلم كبير
بعد مستشفى ابن خلدون وعلى يسار الداخل الى قلب مدينة الحوطة يظهر للعين مبنى مكون من دورين، له حوش صغير يحرسه سور، خصص الدور الارضي منه وهو حديث ،نسبيا كونه لا ينتمي الى البناية الطينية التي ميزت لحج قديما، كمكتبة عامة تحمل اسم القمدان تضم في ادراجها نحو 6000 عنوان متنوع، اما من حيث التقسيم فتتكون المكتبة من صالتي مطالعة مزودتين بالمقاعد الجديدة والطاولات، ومكتب امام المدخل خصص لموظف الاستقبال واخر في غرفة صغيرة مخصص للمدير العام للمكتبة الاستاذ رياض عبدالجليل ردمان، وهو نفسه مدير فرع الهيئة العامة للكتابة في محافظة لحج.
دخلنا المكتبة ونحن اربعة صحفيين " ثلاثة رجال وسيدة " قدمنا من لحج وعدن، فلم نجد في المكان الا موظف وحيد رحب بنا قبل ان يتصل للمدير الذي يبدو انه كان قريبا فقد ظهر مسرعا وعلى وجهه ترتسم علامات الفرح بالإنجاز (الكبير) الذي تحقق في عهده ،المكتبة، بعدما وصفها بمتابعات طويلة وعمل شاق انتهى بفتح ابوابها " القمندان المكتبة" لاستقبال محبي القراءة رغم انها ماتزال تستعد للافتتاح الرسمي بالتزامن مع احتفالات الثورة 14 اكتوبر.
عبدالجليل شكر رئيس الحكومة د.معين عبدالملك صاحب التوجيه باعتماد اعادة تأهيل قبل نحو سنة من الان، اما ما يصفه بالإنجاز فيقول انه كثمرة لعمل مشترك بين المدير عبدالجليل ومحافظ لحج احمد التركي، ووزير الثقافة مروان دماج الذي سعى لدى الحكومة من اجل اعتماد المشروع.
يقول رياض عبدالجليل ردمان في حديثه لـموقع أنباء عدن " المكتبة حلم تحقق بعد عمل وجهد كبيرين بالتنسيق والتعاون مع السلطات في المحافظة ووزارة الثقافة ومجلس الوزراء، وبإصرار على النجاح تمكنا من تجميع الكتب من جديد".
ويضيف رياض:" المكتبة عمرها قصير نسبيا فقد تأسست عام 2004م ، لكنها مشروع ثقافي وتنويري كبير ما نزال نطمح ان نجعله بحجم القيمة وبحجم الاسم الذي تحمله".
عن رواد المكتبة تحدث ردمان :" جئتمونا في وقت مبكر صباحا فلم تجدوا رواد يطالعون فيها، لكننا نستقبل الكثير منهم ومن كل الاعمار ذكور واناث، خصوصا الدارسين والباحثين من الجامعة ، يأتون من لحج وعدن ونحن سعداء بذلك".
وعن الطموح يقول رياض عبدالجليل ردمان :" ما تم إنجازه هي البداية، ونحلم بان تكون هذه مرحلة اولى لمراحل قادمة تشهد فيها المكتبة التطوير والانتقال الى مبنى اكبر وقاعات اكثر تحتوي عناوين اكثر في العدد وفي النوع، حتى نستطيع توفير خدمة الاعارة، كما سنعمل على ان تكون لنا مكتبة الكترونية تسهل على الرواد مسالة البحث والتصفح وحتى النسخ والاستعارة، ونطمح ايضا ان تكون المكتبة مركز ثقافي متكامل بالمسرح والقاعات ومتحف خاص بالقمندان ".