آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 10:21 م

اخبار وتقارير


مكتبة القمندان في لحج تفتح أبوابها من جديد..(تقرير خاص)

الأربعاء - 21 أكتوبر 2020 - 06:27 م بتوقيت عدن

مكتبة القمندان في لحج تفتح أبوابها من جديد..(تقرير خاص)

تقرير/ فاطمة العبادي:

هي واحدة من بين الصروح الثقافية والتراثية التي عبثت بها أيادي الحرب الغاشمة على محافظة لحج, مكتبة القمندان في عاصمة الفل والكاذي بالحوطة تعرضت للإهمال والسرقة والسطو لسنوات ثم نقل ما تبقى من محتواها إلى مكتب الصحة بالمحافظة, وبعد ست سنوات من المتابعة المتواصلة من قبل مدير فرع الهيئة العامة للكتاب وبعض الصحفيين تم ترميم مقرها في مكتب الثقافة ونقلت الكتب إلى رفوفها بحلة جديدة واستقبلت محبيها.

نشأة المكتبة:

أفاد رياض عبدالجليل ردمان مدير عام مكتب الهيئة العامة للكتاب فرع لحج, لـ"عدن تايم" ان نشاءه المكتبة كان في 2004م وتعرضت للسرقة والسطو بعد الحرب الأخيرة التي شنت من قبل مليشيات الحوثي, وبجهد من وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب, أدخل الأثاث المكتبي و رممت بتمويل حكومي من مجلس الوزراء وبمتابعة حثيثة من محافظ محافظة لحج اللواء احمد تركي ومروان دماج وزير الثقافة.

صرح ثقافي:
تفتقر محافظة لحج إلى الصروح الثقافية والعلمية رغم سيط كتابها الذي يلمع على مستوى الجزيرة العربية, ويشكل افتتاح مكتبة القمندان للمرة الثانية خطوة لابد منها لتصحيح مدار الثقافة في المحافظة, وبدأت المكتبة باستقبال عدد رواد العلم والقراء وطلاب الدراسات العليا, ويوجد في المكتبة كتب القمندان, وعدد من الكتب الأخرى.

ومن المقرر ان تفتتح المكتبة أبوابها على فترتين صباحية ومسائية من الساعة الثامنة وحتى الثانية عشر ظهرا, ومن الساعة الرابعة وحتى السابعة مساء, ولكن نتيجة لظروف خاصة بالمكتبة لن تفتح إلا الصباح إلى أن يستقر وضع المكتبة بشكل كامل.
وتحتوي المكتبة على 6000 ألف كتاب منوعة بين الأدب والثقافة والتاريخية وغيرها, عدد الزوار من الباحثين من5-10 في اليوم, ويتوفر من كل صنف كتابين, وأفاد مدير الفرع انه يتم تقديم التعاون الشخصي لمن يريد أن يحصل على كتاب إذا كان باحثا في المجال العلمي, أما للاستعارة فهي غير موجودة الآن.

شعاع ثقافي:
كانت المكتبة القديمة في قصر الروضة وهو قصر الحكم للسلطنة العبدلية قبل اندلاع الثورة ضد الاستعمار البريطاني وبعد الثورة تم نهب محتويات المكتبة القديمة التي كانت تحتوي على اغلب الكتب سواء كانت للشاعر والأمير احمد فضل العبدلي"القمندان" أو لبقية الشعراء والأدباء في محافظة لحج, فهي كانت مركز شعاع ثقافي آنذاك وفي الخمسينات والستينات وبعد ذلك , اما في التسعينات تراجع الدور الأدبي والفني داخل لحج لأسباب كثيرة ومعرفة داخل الجنوب و تم نهب اغلب الكتب القديمة والمخطوطات من المكتبة القديمة حتى في قصر دار الحجر والقصور العبدلية نهبت صور للسلاطين العبادل على امتداد السلطنة العبدلية التي استمر لقرن وهي حاليا موجودة مع احد المواطنين وممكن ان يتم اتخاذ الصور كتراث يضاف إلى مكتبة القمندان , ويمكن لمكتب الثقافة ان يقوم بنسخ الكتب الأثرية الموجودة مع بعض المواطنين للاستفادة منها كمرجع ثقافي وأدبي لرواد وقراء المكتبة .



احمد فضل ناصر مدير مكتب الثقافة في لحج .."مكتبة القمندان هي جزء من هيئة الكتاب وسعداء ان تم انجاز المكتبة بعد ان تم إهمالها في السنوات التي مضت و تعتبر انجاز في محافظة لحج ومنفعة للجيل الحالي والأجيال القادمة بما تحتويه من كتب ومحزون ثقافي وإبداعي وأرشيف لأبناء المحافظة ونأمل ان تزيد المكتبة في محتواها ويتنوع فيها المحتوى الثقافي الفكري والنفسي والصحي وغيره .

مخزون غزير:
تحدث مدير مكتب الثقافة في لحج, احمد فضل عن محتوى المكتبة والتراث اللحجي.." مكتبة القمندان تحوي كتب احمد فضل بن علي بن محسن العبدلي الذي ولد في 1889 في لحج ونشاء فيها, وكان ضمن الأسرة العبدلية الحاكمة في لحج وحبا للوطن اتجه إلى الجانب الفني والإبداعي الذي كانت تخلو منه لحج , كانت المحافظة آنذاك دون ثراء فني إبداعي وبدون أغنية وكان كل ما هو سائد الأغنية الصنعانية فترة ما قبل العشرينات , ولدخول القمندان وتعصبه لتأسيس مدرسة لحجية, ونظرا لان لدينا مخزون غزير حب أن يؤسس الأغنية اللحجية بقواعدها وأسسها وأسس فرقة ورقصات شعبية لحجية وفلوكلورية وطوع كل الرقصات واختزلها وأعطى منها فنا بديعا نردده, وبدا بالرجوع إلى التراث القديم وأصبح القمندان علما يذكر ومؤسس للأغنية اللحجية".


سطو:
حكت أنوار العبدلي صحفية ومن زوار المكتبة في لحج عن قصة تعرض المكتبة للسطو من قبل احد المواطنين بعد ان تضرر منزله في الحرب , حيث انه حول من المكتبة سكنا له ولأسرته واخرج الأثاث وقام ببيعه , وقالت العبدلي"مكتبة القمندان ضمن المرافق التي تعرضت لأضرار كبيرة بسبب حرب 2015م , وتم اقتحامها من قبل احد من المقتحمين وبجهود الأستاذ رياض مدير الهيئة العامة وجهودنا نحن الإعلاميين نشرنا تقرير حول ما تعيشه المكتبة من قبل الشخص المقتحم حيث انه صنع من أثاث المكتبة مطبخا له , وتحركت السلطة المحلية و الثقافة وتم إخراج المقتحم وتعويضه بمبلغ مالي ومن بعدها تم نقل المكتبة وأثاثها إلى احد الغرف والصالات في مكتب الصحة, وتم بعد ست سنوات دعم المكتبة وتأثيثها بدعم من رئيس الحكومة الدكتور معين عبالملك " .


تهديد:

سبب التقرير الصحفي الذي سلط الضوء على عبث المقتحم على مقر المكتبة, نفذ تهديد للصحفية انوار بعد ما قامت بتقرير عن مكتبة القمندان وقالت "بعد ان نشر التقرير وصلني تهديد من المقتحم إلى منزلي وانه إذا أتيت الى مكان الاقتحام مرة أخرى وقمت بتصويره سوف يقوم بقطع يدي أو قدمي, وتم التصرف معه بشكل هادئ قمنا بإبلاغ السلطة المحلية وتدخل احد الوكلاء في المحافظة وتم حل المشكلة وتعويضه وإخراجه".


صعوبات:

قال رياض عبدالجليل مدير الفرع لـ"عدن تايم".."الميزانية التشغيلية اكبر عائق يقف أمام نشاطنا في المكتبة, نريد أن نقيم ندوات ثقافية وطباعة دواوين ودعم المؤلفين في محافظة لحج , وجمع عدد من المؤلفات في كتيب واحد مثل "حديث الزمن" و" فصل الخطاب" و"المصدر المفيد" ودواوين أخرى لصالح نصيب ومهدي حمدون وغيرهم".

وأضاف "ونطالب وزارة الثقافة ورئاسة هيئة الكتاب برفد مكتبة القمندان بالكتب الجديدة ونطمح ان ترتقي المكتبة كثيرا لتضاهي باقي المكتبات الأخرى ولان لا تكون اقل أهمية".
ونتطلع مستقبلا لإعادة تأهيل 14 أكتوبر في طور الباحة, وأيضا تأهيل وفتح مكتبات في بعض مديريات ردفان وتبن.