آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 10:49 م

اخبار وتقارير


خبير اقتصادي: تفعيل البريد سيعيد توازن العملة

الخميس - 22 أكتوبر 2020 - 10:03 م بتوقيت عدن

خبير اقتصادي: تفعيل البريد سيعيد توازن العملة

عدن تايم / خاص.

من ينظر إلى واقع الحال في القطاع البريدي، والذي كان رائدا في الجنوب وعرفته عدن قبل الخليج، يجد نفسه أمام شواهد ووقائع لا تسر عدو او صديق، من حال مكاتب البريد التي أصبحت مشلولة ووضعها كارثي، وتعيقها مركزية صنعاء، وتداخل مصالح قوى نفوذ في الشرعية.
ونحن بهذا الصدد أكد خبير اقتصادي، ان اعادة تفعيل مراكز البريد في عدن والجنوب، سيحدث نقله نوعية في القطاع الخدمي والمالي، ويساعد في عملية خلق توازن في تداول العملة وتخفيف الفجوة المالية للعملة المحلية، مشيرا إلى أن إيقاف نشاطه، وحصره في تسليم مرتبات المتقاعدين، خلال السنوات السنوات الماضية تم بشكل متعمد من قبل نافذين في الحكومة وشركات صرافة مرتبطة بها.

*واقع كارثي للبريد*

مكاتب البريد، التي كانت رائدة في عدن منذ أكثر من عقد ونصف، وأبان دولة الجنوب، وإلى سنوات قريبة، وتقدم خدماتها للمواطنين وقطاع الأعمال، وتلعب دور في دعم الاقتصاد والحفاظ على العملة من الانهيار، عبر تسليم المرتبات للموظفين وفي مقابل ذلك تحصيل رسوم الخدمات، وقطاع الأعمال، والحوالات المالية، بالإضافة إلى أدوار ثانوية في الحياة اليومية.
إلى أن واقع القطاع البريدي، ومنذ اجتياح الجنوب في العام 94، أصبح خارج الجاهزية، إلا من نشاط محدود، وذاك نتيجة ما تعرض له من تدمير ممنهج من نظام الاحتلال اليمني كغيره من القطاعات والمؤسسات الجنوبية، وكذلك توالي ذلك التدمير من قبل قوى نفوذ مرتبطة بالشرعية.
اذا أن مكاتب البريد التي كانت إلى سنوات تسلم مرتبات موظفي الدولة، وفي المقابل تورد إيرادات رسوم الخدمات، وتكاد تكون متحكمة بالدورة المالية وحركتها في السوق، بالارتباط بالجهات المعنية، حلت محلها اليوم شركات الصرافة، وحلت وهي قطاع خاص لتقوم بدور البريد، وتعطل هذه الدورة المالية وتوجد سوق المضاربة بالعملة، والتي تدفع نحو الانهيار الإقتصادي.

*مركزية صنعاء*

ويواجه البريد في عدن، ومحافظات الجنوب العديد من الصعوبات التي تقف عائق امام إستعادة نشاطه، وتقديم خدماته للمواطنين، ومن ابرز الصعوبات التي تواجه البريد، هي إستمرار مركزية صنعاء، حيث لا تزال شبكة الكمبيوتر البريدية في عدن مرتبطة بصنعاء، وكذلك نقص السيولة المالية، واستمرا تسليم مرتبات الموظفين عبر شركات الصرافة، بالإضافة إلى التدمير الممنهج الذي تعرض له القطاع البريدي في عدن والجنوب.
ويطالب مسؤولين في البريد الحكومة والجهات المعنية بتعزيز البريد بالسيولة النقدية، وفصل بريد عدن، عن مركزية صنعاء حتى يتمكن من استعادة نشاطه وتقديم خدماته للمواطنين، والتي بدورها تعزز العملية المالية وتسهم في الحفاظ على توازن العملة.

*إيقاف متعمد لنشاط البريد*

ورجح الخبير الاقتصادي، أرسلان الجبيري، أن إيقاف نشاط البريد وتهميشه خلال السنوات الماضية كان بشكل متعمد من قبل نافذين في الحكومة لممارسة عمليات مشبوهة.
وقال في تصريحه الذي خص ل(عدن تايم) : "خلال فترة اللادوله التي نمر بها وانتهاء المؤسسات الرسمية للدولة انتشرت محلات الصرافه وبنفوذ حكومي لممارسه عملية النهب وغسيل الاموال وخلق عدم توازن للعملة بحيث ان البريد تم توقيفه وتهميشة بشكل متعمد من تلك الاطراف بسبب انه لاتستطيع تلك الاطراف ممارسة عملها المشبوه من خلال البريد".
وأوضح : "ايضا يمثل البريد نظام حكومي يمسك ارشيف ودليل مالي باي تعاملات خاضع للرقابه لذا فان اي عمل غير قانوني سيظهر للواقع باي وقت من الاوقات عكس ما يحصل في محلات الصرافه التي اصبح كل محل لدية برنامج مالي مستقل لايخضع للرقابه ولا اي توثيق او مراجعه من قبل الجهات الحكومية وهنا اصبح الفاسدين في مأمن لعملياتهم المالية المشبوهه لدى صرافي السوق السوداء وتم تهميش دور البريد بشكل متعمد".

وأشار الجبيري، إلى تطور البريد على المستوى العالمي، وحداثة الخدمات التي يقدمها، وقال : "في جميع انحاء العالم اصبح البريد قطاع حديث يمارس عمليات تساهم في تغيير نواحي الحياه بحيث انه يساهم في ايصال المراسلات الهامة بين القطاعات الحكومية وبين المواطنين ايضا وقد طورت بعض الدول عمل البريد بشكل اكثر بحيث يستخدم في كثير من الدول منها دول الخليج كوسيلة تبليغ يدوي لاي طلبات او اشعارات لاي طرف والتي تخضع للتوقيع والتبليغ للطرف المستلم للحضور او المثول امام اي جهه بحيث يعطي البريد الصفه القانونية للشخص المرسل او الجهه المرسله صفة التاكيد بالتبليغ والارسال".

*أهمية استعادة نشاط البريد*

وفي سياق تصريح ل(عدن تايم)، عدد الخبير الجبيري، الأهمية التي يمثلها عودة نشاط مراكز البريد في الجنوب والمحافظات المحررة عموما.
وقال الجبيري : "في بلادنا وبحكم ان البريد يمارس عملية صرف المرتبات للموظفين في القطاعات الحكومية من المتقاعدين وتحصيل رسوم الخدمات من ماء وكهرباء وهاتف، فان البريد يساهم في تصحيح الدورة المالية وتنظيمها من خلال سحب السيولة من السوق عبر استلام رسوم الخدمات ويساهم ايضا في تنشيط المجال المالي من خلال صرف رواتب الموظفين بحيث ان دور البريد يعتبر اكثر امان من شركات الصرافه والبنوك، لان البريد قطاع لايهدف للربحيه، لذا فان عملية التحصيل والصرف تخضع لخدمات واضحه بعيدا عن المضاربة النقدية التي تستخدمها محلات الصرافه والسوق السوداء، ومن هذا المنطلق فان البريد يساعد في عملية خلق توازن في تداول العملة وتخفيف الفجوة المالية للعملة المحلية".

*البريد في الجنوب*

وفي سياق التقرير، تقدم عدن تايم، معلومات عن البريد في عدن والجنوب، وتاسيسه وتطوره، وذلك بالاستناد على ما نشره الموقع الإلكتروني للبريد اليمني.
أدخلت الخدمة البريدية إلى عدن العام 1839م، مع بداية الاحتلال البريطاني للمدينة، حيث تم افتتاح أول مكتب بريد في حي كريتر بمدينة عدن في ذلك العام ثم تم نقل هذا المكتب إلى التواهي عام 1868م ، تلى ذلك افتتاح مكتب بريد في حي الشيخ عثمان بمدينة عدن في عام 1891م وافتتاح مكتب بريد في حي خور مكسر بمدينة عدن عام 1892م.
وحسب موقع البريد اليمني، فقد بلغ عدد مكاتب البريد في الجنوب (30) مكتباً بريدياً، منها (7) مكاتب مملوكة للبريد بالإضافة إلى عدد (14) وكالة بريدية ومبنى مكتب معالجة وتوجيه البريد ومبنى إدارة البريد في التواهي، وذلك ابان التواجد البريطاني في عدن والجنوب.
وخلال تلك الفترة الزمينة، كانت مدينتي عدن وحضرموت تمتلك شبكة نموذجية للتوزيع إلى محل الإقامة يقوم فيها ساعي البريد بتوزيع البريد والحوالات والطرود العادية والمحول عليها بقيمة إلى محل الإقامة، حسب ما ذكر موقع البريد اليمني.

*البريد بعد الاستقلال*

على الرغم من تدهور خدمتي الرسائل والطرود بعد الاستقلال، في الجنوب، لكنها سرعان ما استعادت عافيتها بسبب تزايد عدد المغتربين في الدول الخليجية والطلاب في الخارج وزيادة عدد الموظفين الأجانب العاملين في الجنوب وتوسع تقديم هذه الخدمات لتشمل كافة محافظات ومديريات الجنوب عبر مكاتب البريد والوكالات البريدية التي كانت تقدم الخدمات البريدية فقط، حسب ما أفاد موقع البريد اليمني.
وأضاف الموقع أنه: وبحلول عام 1982م بدأ النهوض بخدمتي الحوالات والتوفير البريدي، في الجنوب، من خلال الترويج لها بين إفراد القوات المسلحة والأمن والعاملين في المشاريع الحكومية كوسيلة للتواصل مع عائلاتهم وتوفير مدخراتهم، كما تم الترويج لها بين الطلاب والمواطنين وتعريفهم بوجود هذه الخدمات لدى البريد.
وحسب موقع البريد اليمني، فقد شهد البريد في الجنوب تطور كبير خلال هذه فترة الثمانينات، وذلك على النحو التالي :-
- عام 1983م تم إدخال خدمتي بيع الصحف والمجلات وبيع تذاكر الباصات في مكاتب البريد .
- عام 1985م إدخال خدمة دفع معاشات التقاعد للمتقاعدين من موظفي الدولة والقوات المسلحة والأمن.
- عام 1985م أيضا ًتم إدخال خدمة تحصيل فواتير المياه والكهرباء إلى جانب تحصيل فواتير الإتصالات.
واستمر البريد في التوسع في هذه الخدمات لتشمل كافة محافظات الجنوب إلى قيام الوحدة عام 1990م.